المحتوى الرئيسى

مخلص محمد خليل يكتب: معشر الساكتين | ساسة بوست

08/23 04:43

منذ 1 دقيقه، 23 اغسطس,2015

لا اخفي غضبي وياسي ممن يملكون قوه السلطه والنفوذ، من قراراتهم تمس حياه ومستقبل الملايين من الناس العاديين البسطاء ممن يعيشون حياه كل شيء فيها بسيط ، لا يملكون رأس مال غير صحتهم او صبرهم او بؤسهم، لا اخفي ضغينتي لهؤلاء الذين يعاملون الادني منهم مقاما علي انهم حثاله، خراف يرعونها في مزارعهم , ياكلون لحومها او يتاجرون فيها متي يشاءون.

هؤلاء من يعيثون في الارض فسادا دون خجل او استحياء ، من يمصون دماء البسطاء ، من انعدمت في قلوبهم كلمات رحمه او شفقه ، من قتل عندهم شيء اسمه ضمير ، من يجعلون من عقول الناس مختبرا يزرعون فيه ما شاءوا من الافكار حتي ولو كانت هذه الافكار مخالفه لقناعاتهم هم ، المهم انها لصالحهم ، تجعلهم مستمسكين بخيوطنا نحن: عرائسهم ، تضاعف ارقام حساباتهم البنكيه وتصعد بهم في سلم الغني ، وكل ما يجب ان يجيده الباقون هو التنفيد فقط كالات مبرمجه سابقا كما يشاءون، اما التفكير فقد احتكروه لانفسهم، حتي يظلوا متحكمين في القرار، ومتمسكين بالسلطه والمناصب.

هؤلاء من لا يهمهم كيف يعيش الاخرون ولا اين يبيتون ولا ماذا ياكلون. هؤلاء من يشوون الجمال فقط للمباهاه ، ويملاون النفايات اكثر من بطونهم المنتفخه اصلا. هؤلاء من يصنفون الناس بربطات عنقهم، او ماركات ساعاتهم، او بقيمه الحيوان الذي صنع منه جلد احذيتهم. هؤلاء من يجودون امام الكاميرات علي الفقراء ، بقالب سكر او قنينه زيت او كيس طحين , مرتدين اقنعه الخير او الانسانيه والتي لا يعرفون منها غير التصنع والادعاء.

هؤلاء من يحتكرون التعليم الراقي لاولادهم واحفادهم والمقربين من عائلاتهم ، ويرمون الباقين في اسوا الجامعات ومراكز التكوين المهني . هؤلاء من يغيرون مواقفهم وايديولجياتهم وفق متطلبات السوق. هؤلاء من يبيعوننا الاحلام والاوهام في مسلسلات تركيه او برامج ترفيهيه غبيه او مسابقات غنائيه او سهرات مسائيه او في خطب جمعيه . هؤلاء من روجوا لفكره ان الدنيا مستقذره ومتاع لحظي وانها حكر عليهم هم اهل النار، واما نحن فلنا كل ما نرديد في الجنه.

ولكن مع ذلك لا اخفي غضبي منا نحن معشر الحمير والخراف والبلداء ، نحن معشر المضحوك عليهم، نحن عشيره المنافقين والمغرورين والانانيين ، نحن معشر الدراويش والساكتين عن الحق ، نحن معشر المذلولين والعبيد ، نحن من اختار الصمت كحل و خيار، من اختار الجبن كصفه حميده ، نحن من اختار التصفيق والتهليل لهؤلاء ، فقط من اجل ان نحظي بابتسامه او نظره رضا من هؤلاء تعطينا احساسنا المفقود باننا موجودون في محاوله منا للانتماء يوما الي عالمهم الخبيث ، او من اجل مادبه عشاء دسمه ندهن بها السنتنا ونحطم بها رقمنا الشخصي في المراحيض.

ننسي قوتنا كاغلبيه، ونتركهم مستمرين ومستعمرين كاقليه، نصفق لخطاباتهم البئيسه والعقيمه، نهلل لانجازاتهم الوهميه حتي ولو كانت حفرا نحن اول الواقعين فيها، ندافع عنهم, مستعدون للقتال لاجلهم، نضع صورهم مكان صور عائلاتنا، تملا وجوههم شاشاتنا ، و نقدسهم اكثر من الهتنا.

والحقيقه ما نحن الا حجر جامد لنا نفس الهندسه والابعاد يراكموننا البعض فوق البعض، يصنعون منا سلالم لهم ؛حتي يعتلوا القمه وحين يسالون من اوصلهم الي ذلك العلو؟ يتغنون بانفسهم تمجيدا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل