المحتوى الرئيسى

كيف ستعزز إيران من دعم وكلائها بعد رفع الحظر عن صادراتها من الأسلحة؟ - ساسة بوست

08/22 19:38

منذ 12 دقيقه، 22 اغسطس,2015

نظرا لسجل انجازات طهران السابق والذي اتسم بضربه للقوانين عرض الحائط، والقيود غير الدقيقه المفروضه علي الاسلحه من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فان الاتفاق النووي قد يسمح لايران ان تقدم لحلفائها مجموعه متزايده من انظمه الاسلحه المصممه لزياده البقاء علي قيد الحياه والفتك في سيناريوهات الحرب غير المتكافئه.

وسوف يفتح الاتفاق النووي فرصا لايران لتصدير الاسلحه، علي الرغم ان توقيت ذلك وكيفيته بالضبط هي موضع خلاف. وهذا يثير التساؤل حول كيفيه تاثير زياده صادرات الاسلحه علي حلفاء الجمهوريه الاسلاميه ووكلائها في الشرق الاوسط وما وراءه. وفي الماضي، فان رارات مجلس الامن الدولي لم تفعل سوي القليل لمنع صفقات الاسلحه الايرانيه. وفي فبراير/شباط 2014، علي سبيل المثال، وقعت طهران اتفاقا بقيمه 195 مليون دولار امريكي لبيع اسلحه وذخائر الي العراق، في انتهاك واضح للقرار 1747 (لعام 2007). ولذلك فمن المهم تقييم انواع الاسلحه التي قد تقوم ايران بتصديرها، ولمن تتجه، وهل هذا استغلال للثغرات في القرار 2231 (وثيقه مجلس الامن التي اقرت علي الاتفاق النووي وتمديد حظر الاسلحه)، ضاربا عرض الحائط بما يصدر عن الأمم المتحده، او ببساطه الانتظار حتي يتم رفع العقوبات والقيود الاخري في الاشهر والسنوات القادمه.

لقد نمي المجمع الصناعي العسكري الايراني بسرعه ملحوظه منذ منتصف تسعينيات القرن المنصرم. ويتردد اليوم انه يقوم بتصدير اسلحه الي سبعه وخمسين بلدا، في كثير من مناطق النزاع، في انتهاك لقرار مجلس الامن رقم 1747. ووفقا لقاعده بيانات نقل الاسلحه التي يحتفظ بها معهد ابحاث السلام الدولي في ستوكهولم (سيبري)، فقد قامت ايران بتصدير اسلحه وذخيره بقيمه لا تقل عن 200 مليون دولار علي الاقل بين عامي 2010 و 2014. الرقم الحقيقي ربما يكون اعلي من ذلك بكثير، ومن المتوقع ان يرتفع الي ابعد من ذلك حيث ان القيود المختلفه تم تخفيفها وسيتم رفعها في نهايه المطاف. ويُعتقد ان عملاء الاسلحه التقليديين الايرانيين من منطقة الشرق الاوسط وافريقيا ودول امريكا الجنوبيه، ولكن حصتها في السوق قد ينمو تدريجيا في الاسواق الناشئه اذا كان يمكنها ان تستمر بتقديم اسلحه رخيصه يمكن الاعتماد عليها.

ولاسباب واضحه، تقوم ايران بحمايه ارقامها من الصادرات العسكريه السنويه وهويات العملاء، ولا تذكر سوي القليل جدا عنهم. ولا تزال الجمهوريه الاسلاميه معروفه بانها مصدر رئيسي في معظم قواعد البيانات المتاحه، ولقد وجدت عشره تحقيقات مستقله منفصله ان الاسلحه الايرانيه والذخيره موجوده في الخدمه مع مجموعه متنوعه من الكيانات غير الحكوميه، بما في ذلك المتمردين المدعومين من الخارج، وقوات المتمردين والجماعات الاسلاميه المسلحه، والمجتمعات المدنيه المتحاربه في كوت ديفوار وجمهوريه الكونغو الديمقراطيه وغينيا وكينيا والنيجر ونيجيريا وجنوب السودان، السودان، واوغندا، ناهيك عن المستفيدين الرئيسيين مثل حزب الله في لبنان والمليشيات الشيعيه العراقيه. ومع تشجيع طهران الكشف عن تفاصيل صادراتها من الاسلحه بمجرد رفع العقوبات الدوليه وان هذا سيكون مثاليا، فليس هناك ما يضمن انها ستمتثل.

المعدات العسكريه الايرانيه مناسبه تماما للوكلاء الاقليميين وغيرهم من الزبائن، ومن هذه المعدات علي سبيل المثال لا الحصر الاسلحه الصغيره والذخيره والمتفجرات الخارقه للدروع ومعدات الاتصال ونظارات الرؤيه الليليه والمناظير الحراريه وبنادق القنص عاليه الطاقه ومدافع الهاون بعيد المدي وانظمه الدفاع الجوي المحموله، ومدفعيه الصواريخ. هنا استعراض اكثر تفصيلا لقائمه المنتجات، والتي تكشف عن التهديدات الرئيسيه المحتمله للامن الاقليمي اذا كان لهذه المعدات ان تنتهي الي الايدي الخطا، مثل الجماعات الارهابيه والمتطرفه في الشرق الاوسط وغرب اسيا وباقي افريقيا، بمجرد ان يتم السماح لايران بفرص اكثر لتصدير اسلحتها باريحيه ودون مضايقات.

وتنتج ايران حاليا صواريخ متطوره موجهه مضاده للدبابات، والبعض منها تم استخدامها بالفعل في الصراعات في لبنان وغزه. ومع ذلك، فان احدث صواريخها وقذائفها الموجهه تحتوي علي رؤوس حربيه جنبا الي جنب مع نظم توجيه اكثر تقدما، ما يجعلها اكثر فتكا عند استخدامها ضد العربات المدرعه وطائرات الهليكوبتر التي تحلق علي ارتفاع منخفض. وتشمل هذه مجموعه متزايده من انظمه الصواريخ الكهربائيه الضوئيه والموجهه بالليزر مثل «سديد» (التي يبدو انها مبنيه علي طراز سبايك الاسرائيلي)، وتوندار وقائم، وطوفان5 (نسخه من تو – 2 ايه الامريكيه)، مع مدي يصل الي حوالي من 4 – 5 كم في غالب الاحيان. وربما يصعب علي تلك الصواريخ ان تواجه اذا ما استخدمت علي نحو فعال. وبدات ايران ايضا تصنيع نسختها الخاصه من قذائف الار بي جي الصاروخيه 29 المتنوعه، والتي تم استخدامها خلال حرب عام 2006 بين حزب الله واسرائيل. وهناك سلاح يُسمي باسم «الغدير» في ايران، وله استخدامات متعدده، تصل في بعض الاحيان الي استهداف الدروع لخرقها، ويبلغ مداه 500 متر.

صنعت في ايران ايضا اصدارات محليه من منظومات الدفاع الجوي المحموله من طراز «كيو دبليو – 1» و«كيو دبليو – 1 ام» الصينيه، والتي تحمل اسم «ميثاق 1» و«ميثاق 2»، وتكون قادره علي التعامل بسرعه مع الاهداف الجويه التي تحلق حتي ارتفاع علي ارتفاع 4000 متر من مدي 5 كيلومتر. كما يمكن لايران ان تقدم المزيد من الدفاعات المضاده للطائرات الموجهه والمتنقله. وما يسمي بــ  «الزهراء» هو عباره عن رادار معقد نسبيا ونظام دفاع جوي متنقل موجه بالكهرباء البصريه المدمجه نسبيا في شاسيه متوسط ​​وقادر علي العمل في المناطق الحضريه المكتظه بالسكان. ويمكن لهذه الانظمه اعداد كمائن للدفاع الجوي والاشتباك مع طائرات تحلق علي ارتفاع منخفض في اماكن بعيده مثل 10 كم. ومع فيلق الحرس الثوري الاسلامي والجيش هناك محاولات ايضا لتطوير ثلاثه بنادق جاتلينج تطلق النيران بسرعه كبيره بهدف اسقاط صواريخ كروز. ومن الواضح ان البعض من هذه ليس سوي مجرد مشاريع بحث، ولكن يمكن لغيرها ان ينتهي في نهايه المطاف في ايدي متشددين في مكان ما في الشرق الاوسط. ويحدو مسؤولو وزاره الدفاع الايرانيه امل كبير ان يتمكنوا من تصدير انظمه الدفاع الجوي المتقدمه محليا في السنوات المقبله بمجرد رفع العقوبات.

ويمكن لقذائف الهاون ايضا ان تكون مفيده جدا في حرب المدن والبيئات غير المتماثله الاخري، ولم تتم عمليه تغطيتها من قبل خطه العمل الشامله المشتركه او قرار مجلس الامن رقم 2231. وبالاضافه الي اصدارات اصغر، تقوم ايران بتصنيع قذائف هاون من طراز «رزم 120 ملم» و «فافا 160 ملم»، وهي قذائف مداها يُقال انه يزيد علي 16 و 20 كيلو متر علي التوالي. واذا كان هذا صحيحا؛ فاننا نستطيع القول ان قدره ايران هائله فيا يخص انظمه هاون. وبالمقارنه بالاسلحه المدفعيه المستخدمه في ساحات القتال، فان قذائف الهاون اسهل للتحرك، وتعمل من مواقع مستتره، مما يجعلها مناسبه لسيناريوهات غير متماثله.

كما تشتهر ايران ايضا بانتاج وتطوير اسره صواريخ «فجر» المدفعيه. وتنتشر الصواريخ الايرانيه في جميع انحاء العالم سواء بطرق مشروعه او غير مشروعه، وفقا لمنظمه مسح الاسلحه الصغيره ومقرها جنيف. ويتحدث القاده العسكريون الايرانيون بالفعل عن تزويد الدول الصديقه و «حركات المقاومه» بتقنيات تصنيع الصواريخ التي تستخدم مواد محليه وادوات. وعلي سبيل المثال، تشير التقارير الاخيره من اليمن ان قوات الحوثيين قد انتجت واستخدمت صواريخ من طراز «نجم -1» و «نجم – 2» بمواصفات يُقال انها ادعي مماثله لــ «فجر 3» و«فجر 5». ويبلغ مدي «فجر 3» الي 43 كم، ولها راس حربيه تزن 85 كيلو جرام يمكن ان تسبب ضررا كبيرا لدائره نصف قطرها 50 مترا. اما «فجر 5» الاكبر حجما فيمكن ان يصل الي مدي 75 كم براس حربيه تبلغ 178 كجم، كما اختبرت ايران ايضا احدث نسخه بمرحلتين مع مدي يبلغ 180 كيلو متر ونصف قطر تدميري 100 متر، وكذلك نسخه موجهه تشبه «فاتح 110» الاقل حجما.

وهناك قطاع واسع من الصواريخ الايرانيه التي يتم تصديرها علي نطاق واسع الاخري، لكنها اقصر مدي، مثل «فلق 333 ملم» و«فلق 240 ملم»  المرنه للغايه، والتي يمكن ان تطلق من شاحنات صغيره ضد اهداف تصل الي 10 كم. وقد شوهدت هذه الصواريخ وهي تستخدم علي نطاق واسع من قبل المليشيات المدعومه من ايران في كل من العراق وسوريا.

ومع ذلك، فانه يمكن لنظام صواريخ قصيره المدي الاكثر اثاره للقلق ان تكون الجيل الرابع من «فاتح – 110 دي »1، والتي يمكنها ان تجمل 750 كجم من الرؤوس الحربيه التي تصل الي 300 كم مع دقه افضل من الصواريخ الايرانيه الاخري، كما يمكن اطلاقها من منصات متعدده. وقد شوهد هذا الصاروخ يعمل في سوريا. وعلاوه علي ذلك، فانه علي الرغم من جهود المنع والعرقله الكبيره التي تقوم بها اسرائيل، تشير بعض التقارير الي ان العديد من فاتح-110 (او المشتقات المضاده للرادارات او الموجهه كهربيا) قد وصلت بالفعل الي مناطق حزب الله في لبنان. واذا كانت هذه التقارير صحيحه، واذا كانت فاتح ومشتقاتها ان تُسلّم بالفعل بناءً علي وعودهم، فانها تفتح مجموعه جديده كامله من الخيارات لحزب الله والمشغلين الاخرين. علي سبيل المثال، توقع قاده الحرس الثوري الاسلامي قبل عامين ان صواريخ «المقاومه» ستحقق قريبا مدي 400 كم، كما ستصل الي مستوي اعلي دقه.

احد المنتجات التي تجدها ايران واعده جدا، والتي من شانها ان تكون خطره جدا اذا وقعت في الايدي الخطا، هي بنادق القنص عاليه الطاقه. وتشير سلسله من عمليات الكشف الاخيره الي هذا الامر والتوجه، حيث يشمل ذلك ايه ام 50 بــ 12,7 ملم، وشاهر 14,5 ملم، واراش 20 ملم، و باهر 23 ملم التي تتميز بعمليات القنص المضاده للعتاد مع نطاقات فعاله تقترب من 1200 و3 الاف ، 1800، و4 الاف متر علي التوالي. عند استخدامها من قبل افراد علي مستوي تدريبي جيد يمكن لهذه الاسلحه اسقاط طائره هليكوبتر تطير علي ارتفاع منخفض عن طريق ضرب المولد، او غيره من الاجزاء الحساسه باستخدام الذخيره خارقه الدروع التي تم تطويرها في ايران. اما بندقيه «ايه ام 50» (نسخه من شتاير النمساويه اتش اس – 50) فقد شوهدت في ايدي القوات السوريه والعراقيه الحكوميه والمليشيات، فضلا عن نشطاء حماس.

وليست هذه هي الاسلحه فقط التي تدعي ايران انها طورتها لمواجهه المروحيات. فقد كشفت في الاونه الاخيره عن لغم «جي – ايه اتش ام» الذي يُستخدم كــ «مضاد للطائرات الهليكوبتر»، والذي يمكن السيطره عليه من اماكن بعيده تصل الي 5 كيلو متر. ولغم «صياد» العنقودي المضاد للمروحيات قادر علي تحويل قنبله مزروعه علي الطريق يتم التحكم فيها عن بعد الي منتجات مماثله، وقد اعتمدت ايران في تطويره علي الخبره العمليه الايرانيه في العراق.

تنتشر الطائرات بدون طيار الايرانيه في جميع انحاء منطقه الشرق الاوسط بمعدل ينذر بالخطر. ويعمل حزب الله بطائرات هجوم واستطلاع ايرانيه بدون طيار منذ سنوات؛ بجانب طبعا الطائرات الخاصه به. وقد صنعت حماس طائرات بدون طيار خاصه بها ايضا، وربما كان ذلك بمساعده فنيه من ايران.

وتواجه الطائرات بدون طيار الايرانيه منافسه متزايده من النماذج الصينيه. واظهر شريط فيديو صدر مؤخرا من قبل المليشيات الشيعيه العراقيه المعروفه باسم كتائب حزب الله علي ما يبدو ضربه ضد احد اهداف «الدولة الاسلامية» في العراق باستخدام طائره بدون طيار صينيه من طراز «تشي – 4». ومن المعروف ايضا ان نيجيريا هي الاخري تنشر طائرات بدون طيار صينيه مسلحه تشتريها باسعار رخيصه. ان عمليه رفع العقوبات تسمح لايران بالمنافسه، كما هو الحال في امريكا الجنوبيه حيث انها باعت بالفعل طائرات بدون طيار الي كل من فنزويلا والاكوادور.

الدفاع الالكتروني هو مجال اخر استطاعت ايران ان تحقق فيه تقدما ملحوظا. وقد وجدت بعض المنتجات المصنوعه من قبل تكتل ايران / شيراز للالكترونيات للصناعات بالفعل طريقها الي حزب الله والسوريين الموالين لطهران، ومع رفع العقوبات قد يكون هناك مزيد من الزبائن الذين يظهرون اهتماما بتلك المنتجات بعد رفع العقوبات. ان المعدات مثل اجهزه الراديو المحموله ذات القفز الترددي مع القدره علي التشفير ومحطات البيانات والشبكات الخلويه والالياف البصريه ومجموعه الليزر والكاميرات الحراريه ونظارات الرؤيه الليليه يمكن لجميعها ان تسهم اسهاما كبيرا في فعاليه وفتك العمليات غير المتكافئه.

وسوف تقدم ايران، بكل تاكيد، لوكلائها الرادارات الرخيصه مثل رادار «طارق» للمراقبه قصير المدي المحمول، والذي يستعمله الحرس الثوري الايراني (ويبلغ مداه 8 كم ومضاد لطائرات الهليكوبتر والعربات، ومضاده للبشر من علي بعد 4.5 كم للبشر)، او رادار مراقبه ضوئي محمول علي مركبه، وانظمه استهداف يصل مداها الي 50 كيلو متر. واظهرت حرب لبنان عام 2006 ايضا استخدام حزب الله لقائمه من المعدات التي حوت اليات مضاده للطائرات ومضاده للمدافع وطائرات بدون طيار مسلحه، واجهزه تحكم عن بعد، ما يعني ان مثل هذه المعدات قد نراها مستقبلا في ايدي وكلاء جدد فضلا عن ايادي متعصبين ومنفذي هجمات انتحاريه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل