أزمة «عالم المندل» تفتح ملف السرقات الفنية

الكتاب والمؤلفون السينمائيون المصريون لهم باع كبير في اقتباس افلامهم من افلام اجنبيه، ولكن جاء الاتهام الاخير من الروائي احمد عبداللطيف للفنان كريم فهمي بسرقه روايته "عالم المندل" واعاده صياغتها لتصبح فيلم "هاتولي راجل"، لنتاكد من دخولنا مرحله جديده.

روايه "عالم المندل" روايه فانتازيا، زمن احداث الروايه 25 ساعه، وتبدا الاحداث قبل زفاف بطلتها بليله واحده، حيث تستيقظ فتجد ان لديها عضوا ذكوريا فتستعيد بذلك حياتها كامله، وتتخذ، لاول مره في حياتها، قرارًا تثور به علي موروثاتها الاجتماعيه، وتبدا بالتصرف كرجل بينما هي في شكلها الخارجي امراه، فتخرج لتفاجا ايضا بتحول النساء في بلدتها الي رجال يمارسن حرياتهن بكل اشكالها المتاحه، ويشعرن بالخفه والسعاده وهن يرتدين مثلها اقمصه وبنطلونات، وقصرن شعورهن جدا ويدخنّ في الشارع ويتجولن في الميادين ويتحول الرجال الي تعساء يشعرون بهول ما حدث لهم، لانهم سيفاجاون بفقد اعضائهم الجنسيه لتحل محلها اعضاء انثويه، ويخافون وضعيه خبروها جيدا، فقد كانوا الفاعلين فيها، وهم من اقصوا وهمشوا النساء فتتبادل الادوار ويعاني الرجال بما كانت تعانيه النساء.

والروايه تطرح اسئله عميقه حول المراه، والجمال، والوجود، والاماكن، وترصد البعد النفسي للبطله، مستنده الي الموروث الذي تتجادل معه، وتهدمه. غير ان السؤال الاكثر اهميه الذي تطرحه الروايه، والذي يعتبر فكره العمل التي تلتف حولها الافكار الاخري: ماذا لو تغير ما يميز النساء واصبحن بما يميز الرجال؟!

وتدور فكره فيلم هاتولي راجل في سياق مشابه حيث تتحول النساء الي رجال في سلوكياتها، وتتحول الرجال الي نساء في سلوكياتهم، وتدور الاحداث والمواقف حتي نهايه الفيلم حول المواقف النسائيه التي يعيشها الرجال والعكس.

ازمه روايه "عالم المندل" وفيلم "هاتولي راجل" ليست الاولي فقد سبقتها ازمات مشابهه عديده، كان اخرها ازمه روايه 313 للروائي الشاب عمرو الجندي، والتي نسخ منها احداثا بالكامل من الفيلم Shutter Island من بطوله "ليوناردو دي كابريو" فكل من قرا الروايه، سيتذكر الفيلم من البطل الذي قتل زوجته وتم سجنه في مصحه عقليه وراحوا يعطونه دواء ملفقًا، وتلاعبوا بعقله.

الاقتباس او السرقه في الاعمال الفنيه ليس جديدا فهناك أفلام مصرية عديده تم اقتباسها من افلام عالميه، من اشهر تلك الافلام التي عرضت في الاعوام الاخيره وكانت مقتبسه من افلام اجنبيه يعرض لك "مبتدا" الاتي:

1- فيلم "حبيبي نائما" الذي قام ببطولته خالد ابو النجا، ومي عز الدين، وعرض عام 2008، وهو مقتبس من فيلم Shallow Hal الذي عرض في عام 2001 والذي قامت ببطولته الفنانه العالميه جوينيث بالترو، والتي قدمت شخصيه الفتاه السمينه التي يقع في حبها البطل ولكنه يراها بشكل مختلف عما يراه الناس.

2- فيلم "طير انت" للفنان احمد مكي، وعرض عام 2009، وهو مقتبس من فيلم الممثل العالمي براندن فريزن الشهير Bedazzled والذي عرض عام 2000، ولكن المميز في مكي انه قام بتمصير الفيلم ليخرج بشكل اقرب لمجتمعاتنا، واستخدم خفه دمه وذكائه ليجعل المشاهدين ينسون الفيلم الاصلي.

3- فيلم "حلاوه روح" لهيفاء وهبي، والذي لم يقتبس فقط القصه ولكن حتي البوستر من فيلم Malena، ولم يتوقف الامر علي ذلك بل حتي مشاهد الفيلم المصري تطابقت بصوره شبه الاصل مع الفيلم العالمي، وقلدت هيفاء كل ما قامت به مونيكا بلوتشي، ليخرج الفيلم صوره طبق الاصل دون اي اضافات من الممثلين او المخرج.

4- فيلم "الحرب العالميه الثالثه" من بطوله احمد فهمي، وشيكو، وهشام ماجد، الذين اعترفوا باقتباس فيلمهم من فيلم Night at the Museum لبن ستيلر، ولكن الفيلم خرج بشكل مختلف عن الفيلم الاجنبي بسبب ذكاء الثلاثي في جعل المشاهد ينسي الفيلم الاصلي.

5- فيلم "حد سامع حاجه" لرامز جلال عرض عام 2009، وهو مقتبس من فيلم Stranger than Fiction انتاج عام 2006، وقام ببطولته داستن هوفمان، وفشل صناع الفيلم في تمصيره بشكل مختلف عن الفيلم الاصلي، لدرجه ان كثيرا من المشاهدين توقعوا نهايه مختلفه للفيلم المصري، ولكن المفاجاه ان حتي نهايه الفيلم لم يتم تغييرها.

6- فيلم "1000 مبروك" من بطوله احمد حلمي وعرض عام 2009، وتم اقتباسه من فيلم Groundhog Day انتاج عام 1993، وحاول مؤلف الفيلم خالد دياب وشقيقه محمد الهروب من تهمه الاقتباس بذكر ان الفيلم مستوحي من اسطوره اغريقيه، لكن فيلمها جاء صوره طبق الاصل من الفيلم الاجنبي الذي يعتبر واحدا من اهم الافلام الامريكيه، وتم اختياره ضمن قائمه السجل الوطني باهم الافلام الامريكيه.

7- فيلم "جوازه ميري" لياسمين عبد العزيز، وهو مشابه بدرجه كبيره لفيلم this Means War، حيث تدور قصته حول صديقين بجهاز امني، يقعان في حب الفتاه نفسها، ويحاول كل منهما الفوز بقلبها وذلك في اطار كوميدي، ولم يحقق الفيلم ايرادات كبيره، رغم فكرته الكوميديه.