المحتوى الرئيسى

كيف نشأت الأحزاب الشيوعية فى مصر وكيف انتهت؟

08/22 16:33

اقرا ايضا: كيف اخترق اليهود الحركة الشيوعية المصريه وقادوها للخيانه

كانت مصر خلال الفتره الممتده بين بدايات القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين هي  الملجا الانسب للهاربين من الازمات والحروب والاضطهاد في  بلدانهم الاصيله لاسيما اليونانيين والطليان والارمن والسلافيين والمالطيين، باختلاف انتماءاتهم الدينيه والفكريه والسياسيه التي شملت فيما شملته اليهوديه والشيوعيه مع وجود البعض ممن يحملون الانتماءين اليهودي  والشيوعي  جنباً الي جنب، وسرعان ما حصل اللاجئون الاجانب علي الجنسيه المصريه او حق الاقامه مع احتفاظهم بالروابط التي  تجمعهم فيما بينهم وتبقيهم علي صله منتظمه بمجتمعاتهم الاصليه، الامر الذي سمح باستمرار علاقات اليهود منهم مع الحركات اليهوديه العالميه والشيوعيين منهم مع الحركات الشيوعيه العالميه، حتي عندما نظم هؤلاء واولئك انفسهم في  خلايا وحلقات تتخذ مصر موقعاً مكانياً لها فقد الحقوها بمكاتب الانشطه الخارجيه التابعه لحركات غير مصريه، وكانت الطبقه العامله المصريه قد ظهرت عام 1840 عقب توقيع مصر علي معاهده "لندن" التي سمحت بشراء قوه العمل العضلي والذهني من المصريين وغيرهم مقابل اجر محدد سلفاً، ضمن ما سمحت به المعاهده من حقوق اقتصاديه عديده لصالح فئه الاجانب وكلاء الراسماليه العالميه في  مصر، ثم تبلورت الطبقه العامله المصريه عام 1871 عقب اصدار قانون "المقابله" المصري  الذي  سمح بالتنقل الجغرافي الحر للمصريين والاجانب الباحثين عن العمل العضلي والذهني الماجور لدي الغير، ضمن ما سمح به قانون "المقابله" من حقوق اقتصاديه عديده لصالح فئه الراسماليين المصريين المستقلين اسوه بالحقوق التي  سبق ان منحتها معاهده "لندن" الي فئه الوكلاء الاجانب للراسماليه العالميه، ورغم مرور حوالي  قرنين علي ذلك الظهور المتزامن للطبقه العامله في  مواجهه الراسماليه بفئتيها الاجنبيه التابعه والوطنيه المستقله مع التفاوت الصارخ الذي صاحبه، بين فريق راسمالي محتكر للثروه والسلطه يشكل الاقليه النخبويه وفريق اجير محروم من ادني حدود الثروه والسلطه يشكل الاغلبيه الجماهيريه، فان التناقض الاقتصادي والاجتماعي والسياسي بين الفريقين لم يزل حتي اليوم متواصلاً في  مصر علي نفس النحو الذي كان قائماً منذ قرنين، حيث مازال الفريق النخبوي  يسعي الي الحفاظ علي استقرار الاوضاع بهدف تكريس استبداده وفساده وتبعيته لمراكز الاستعمار العالمي لاسيما في  ظل اعتلاء الراسماليين التابعين للراسماليين المستقلين داخل الفريق النخبوي، بينما مازال الفريق الجماهيري  يتطلع نحو تغييرات جذريه تكفل تحقيق الحريه والتحرر الوطني  والتنميه الاقتصاديه المستقله والعداله الاجتماعيه لصالح الاجراء الفقراء، الامر الذي  كان يفترض ان يترتب عليه حسب نظريات العلوم السلوكيه فرزاً طبيعياً لصراع جذري  محدد الملامح بين معسكر استقرار تقوده احزاب وجمعيات رجال الاعمال ومعسكر تغيير تقوده الحركه الشيوعيه، ولكن حسابات الواقع الميداني  الفعلي  قد اختلفت كثيراً جداً عن تلك الافتراضات النظريه حتي اصبحت تبدو كانها مجرد خيال علمي.!!

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل