المحتوى الرئيسى

"بلومبيرج": ربط الإخوان بــ"داعش" كارثة لمصر

08/22 14:36

قال استاذ القانون الدستوري والدولي في جامعة هارفارد نوح فيلدمان، ان وسائل الاعلام الدوليه لم تهتم بابراز خبر انفجار سياره في القاهره يوم الخميس كانت قد ادي الي تدمير مقر لجهاز الأمن الوطني واصابه العشرات بجراح، علي عكس مصر التي يتصدر هذا التفجير وغيره قائمه الاهتمامات فيها، فهو يمثل تحديا وجوديا للبلاد ويعتبر حدثا واحدا ضمن مسلسل مستمر وحمله متصاعده منذ ان اطاح الجيش بالرئيس المعزول محمد مرسى قبل عامين .

واوضح استاذ القانون ان داعش تدفع النظام المصري الي مزيد من القمع ،وربط الاخوان بهم حتي لا يكون لدي الاخوان بديل من مبايعتهم ،مشيرا الي انه في حاله كهذه سيجد النظام انه في كارثه حقيقيه.

وقال فيلدمان في مقال له في موقع "بلومبيرج"، انه لا يوجد ما يدل علي ان الهجمات تصدر عن جماعة الأخوان المسلمين التي باتت الان الحزب المحظور، بل ان معظمها عما يبدو "تنفذه قوي جهاديه متطرفه مقرها صحراء سيناء، عكفت مؤخرا علي اعلان انتسابها الي تنظيم الدولة الاسلامية. وبالفعل، فقد اعلنت الدوله الاسلاميه مسؤوليتها عن الهجوم الاخير".

واضاف: "قد تبدو الدوله للوهله الاولي هدفا غير محتمل بالنسبه لهذا التنظيم، فحتي هذه اللحظه انصب تركيز الحركات التابعه لتنظيم الدوله الاسلاميه علي المناطق التي تعاني من غياب السلطه كما هو حاصل في سوريا وغرب العراق، حيث الموطن الاصلي للتنظيم، وكما هو حاصل في بعض مناطق ليبيا وافغانستان حيث تدعي بعض الحركات هناك الانتساب الي التنظيم".

ولفت الي ان مصر طالما تباهت بتاريخ طويل من الاستقرار، بغض النظر عن التجربه الاخيره العابره التي شهدت فيها البلاد تغيرا في النظام وتحولاً نحو الديمقراطيه لم يطل امده، حيث انه لا يوجد فراغ سلطه في مصر، بل علي العكس تماما من ذلك، فها هو عبد الفتاح السيسي يبرز كنسخه طبق الاصل للدكتاتور العربي التقليدي، الذي يستخدم صلاحياته المطلقه في اجازه اجراءات جديده تعزز من سلطته وتقمع الحريات المدنيه.

واوضح ان الهجمات التي تتعرض لها مصر ناجمه في الاغلب عن استراتيجيه رسمت بوعي، هدفها استغلال الحاله المقلقله التي اوجدها انقلاب السيسي وما تمخض عنه من قمع ضد جماعه الاخوان المسلمين والمحاكم الصوريه التي نصبت لزعمائها ومنتسبيها والمتعاطفين معها علي حد سواء.

وقال انه في عهد حكومه مرسي التي لم يطل امدها كانت العناصر الجهاديه في سيناء تشن هجمات علي اسرائيل كانت تحبط في العاده، وعلي القوات المصرية في الصحراء والتي كان النجاح يحالفها في كثير من الاوقات، لكنها لم تكن تقوم بحمله تفجيرات منسقه ضد اجهزه الامن في داخل المدن.

واشار الي ان الذي تغير هو ذلك التهديد المبطن بان جماعه الاخوان المسلمين قد تلجا الي الرد علي انقلاب السيسي من خلال شن حمله رعب خاصه بها، والنموذج المقلق الذي يخطر ببال الجميع هو ذلك الذي حصل في الجزائر في تسعينيات القرن العشرين عندما فاز الاسلاميون الديمقراطيون الذي ينتسبون بالمجمل الي المدرسه الفكريه لجماعه الاخوان المسلمين بانتخابات برلمانيه ما لبث النظام العسكري الدكتاتوري ان الغي نتائجها وشن حمله قمع شديده ضد الاسلاميين الجزائريين.

ولفت الي انهم الجئوا في نهايه الامر الي الرد علي القمع باعمال عنف اغرقت البلاد في مستنقع من الحرب الاهليه استمرت عقدا من الزمن وتمخضت عن قتل ما لا يقل عن مائه الف شخص.

ولفت الي انه ربما لا تكون المقارنه بين الحالتين صحيحه تماما، فالجزائر تختلف عن مصر في ان لها تجربه تاريخيه مع العنف الثوري، هذا بالاضافه الي ان جماعه الاخوان المسلمين المصريه استمرت لما يزيد علي نصف قرن وهي تمارس النشاط السلمي وتناي بنفسها عن العنف، رغم ان بعض افرادها حاولوا قبل ذلك اغتيال جمال عبد الناصر. 

واوضح ان الاسلاميين المصريين الذين ينزعون نحو العنف لا ينسجمون مع جماعه الاخوان المسلمين في العاده ولا يميلون الي الانضمام اليها، حيث انهم ياخذون عليها انتهاجها طريق التدرج والمشاركه في الانتخابات سبيلاً الي الوصول الي السلطه.

وشدد علي انه ومنذ عزل مرسي ، استمرت قياده الاخوان المسلمين تقاوم الدعوه الي العنف بلا كلل او ملل، ورغم ان قيادتها تعرضت للاعتقال، فانها بدت مدركه لمخاطر الانزلاق نحو العنف، الذي تخشي ان يفقدها مصداقيتها ويسلب منها ما تشكل لها من شرعيه لكونها القياده المصريه الوحيده التي انتخبت ديمقراطيا في تاريخ مصر المعاصر.

وقال الكاتب ان كل المصريين بدءا من نظام السيسي الي عناصر تنظيم الدوله في سيناء الي الاخوان الاقدم والارسخ، يعلمون جيدا ان هذا الوضع يمكن ان يتغير. فلكل انسان حد، كما ان للصبر حدودا، ولا يستبعد ابدا ان يلجا اعضاء جماعه الاخوان المسلمين الاصغر سنا والاكثر غضبا الي استخدام العنف بعد ان بات جليا ان نظام السيسي لن يسمح لهم ابدا بالمشاركه في اي نشاط سياسي، ولا حتي في عمليه ديمقراطيه منقوصه.

واشار الي انه من المؤكد ان منتسبي الدوله الاسلاميه في سيناء يراهنون علي ان بامكانهم تغليب كفه العنف بما يكفي للزج بمصر في اتون حرب اهليه نجحت حتي الان في تجنبها. من الواضح انهم يختارون اهدافهم داخل المدن بعنايه حتي تبدو من النوع الذي قد يستهدفه الاخوان لو اختاروا ممارسه العنف، ومن هذه الاهداف ضباط عاديون تابعون لقوات أمن الدولة.

واضاف: "يعلم الجهاديون المصريون ان هجماتهم تلك سيستخدمها السيسي لتبرير مزيد من القمع ضد الاخوان المسلمين، وهذا امر لا يضيرهم اطلاقا، فهم لا يتعاطفون مع الاخوان، بل انهم ينددون بهم لايمانهم بالديمقراطيه التي يعتبرونها دخيله علي الاسلام، ولذلك فانك تجدهم يرغبون في رؤيه الاخوان يتعرضون لمزيد من القمع والمنع علي امل ان يدفع ذلك اعضاء الجماعه نحو الجهاد العنيف، وبذلك فانه يتحقق لهم انحياز الاخوان نحو الدوله الاسلاميه ان لم يكن التحالف التام معها".

وقال انه كان بامكان الثورة المصرية ان تفضي الي شيء مختلف تماما، ففي تونس المجاوره لم يتعرض الاسلاميون الديمقراطيون المنتخبون الي حمله تطهير، وانما كل ما حصل هو انهم هزموا في جوله الانتخابات الديمقراطيه التاليه، وهم الان يشاركون في الحكومه كاي حزب سياسي عادي.

ومع ذلك، فقد غدا النظام الديمقراطي التونسي هدفا للهجمات الارهابيه التي يشنها تنظيم الدوله او الفئات المحسوبه علي القاعده، وهي هجمات تستهدف بشكل اساسي السواح بهدف الاضرار بالاقتصاد وافشال الحكومه.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل