المحتوى الرئيسى

محمود المنير يكتب: مصر من الفتح الإسلامي إلى قبضة العسكر | ساسة بوست

08/22 11:30

منذ 3 دقائق، 22 اغسطس,2015

مازالت مصر الجريحه والصامده والمرابطه تسكن في قلوبنا، ومازالت تقود عواطفنا وافراحنا واحزاننا وبؤسنا ، ومازالت ارحام الامهات في مصر تدفع بالشهداء والابطال والدعاه والمفكرين، وان كان نبي الله اسماعيل عليه السلام اولهم ، فليس ابناء واحفاد الامام الشهيد حسن البنا ، وشهداء ثوره 25 يناير وميداني رابعه والنهضه وغيرها من ميادين مصر اخرهم.

منذ ان دخل الاسلام مصر والشعب المصري يتميز عن بقيه الشعوب الاسلاميه فهو شعب قال الله فيه ابان كفره ( فاستخف قومه فاطاعوه انهم كانوا قوماً فاسقين ) ووصفه الفاتح عمرو بن العاص باللعب والطرب ، واذا بالاسلام يحوله الي شعب ابي مجاهد ومرابط.. وصبره مضرب الامثال، وديارها قبله للمسلمين في مشارق الارض ومغاربها.

اذ قال الله تعالي لنبيه موسي واخيه هارون عليهما السلام : ﴿وَاَوْحَيْنَا اِلَي مُوسَي وَاَخِيهِ اَنْ تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَهً وَاَقِيمُوا الصَّلَاهَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾. ( يونس:87).

وجعلها دارا امانا للخائفين فقال تعالي علي لسان نبيه يوسف عليه السلام : ﴿فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَي يُوسُفَ اوَي اِلَيْهِ اَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ اِنْ شَاءَ اللَّهُ امِنِينَ﴾ ( يوسف: 99).

وجعلها ارضاً مباركه فقال تعالي : ﴿وَاَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الاَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا﴾ ( الاعراف: 137). وجعل فيها خزائن الارض

فقال الله تعالي علي لسان يوسف عليه السَّلام : ﴿قَالَ اجْعَلْنِي عَلَي خَزَائِنِ الْاَرْضِ اِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾ (يوسف: 55 ).

واثني عليها الصحابه رضوان الله عليهم فقد قال عنها سعيد بن ابي هلال :”مصر امُّ البلاد وغوث العباد ” ، وقال عمرو بن العاص رضي الله عنه :” ولايه مصر جامعه , تعدل الخلافه “.

وقال فيها عبد الله بن عمرو :”من اراد ان ينظر الي الفردوس ، فلينظر الي ارض مصر حين تخضرُّ زروعها ويزهر ربيعها ، وتكسي بالنَّوار اشجارها ، وتغنِّي اطيارها”.

وقال كعب الاحبار :من اراد ان ينظر الي شبه الجنَّه ، فلينظر الي مصر اذا اخرفت وازهرت واذا اطَّردت انهارها ،وتدلت ثمارها ، وفاض خيرها ، وغنَّت طيرها.

ودخل مصر من الصَّحابه كثير منهم : الزَّبير بن العوام ، والمقداد بن الاسود ، وعباده بن الصَّامت ، وابو الدَّرداء وسعد بن ابي وقاص ،  والقعقاع بن عمرو ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، وعقبه بن عامر وعمار بن ياسر ، وعمرو بن العاص ، وابو هريره وغيرهم.

وعاش في مصر من الفقهاء والعلماء الكثير منهم : اللَّيث بن سعد ، والعزُّ بن عبد السلام والامام الشافعي ، وشيخ الإسلام ابن تيميه ، وابن حجر العسقلاني ، والامام الشَّاطبي ووُلِد فيها عمر بن عبد العزيز، وجعفر المتوكل علي الله من الخلفاء.

ولقد تحول الشعب المصري سريعاً بعد الفتح الإسلامي فاصبح بوابه الاسلام لافريقيا ، ويشهد له التاريخ ان كان سداً منيعا لزحف التتار الهائج علي العالم الإسلامى، وحجرا عثره تحطمت عليها احلام واطماع الحملات الصليبيه التي دحرها الشعب المصري بقياده صلاح الدين .

وتحول ازهره الشريف مناره للاسلام في القاره السوداء ولما ان سقط الاطار السياسي للخلافه الاسلاميه في الاستانه كان النبض يتحرك في مصر حيث بزغ فجر جديد مع الإمام حسن البنا مؤسس جماعه الاخوان المسلمين ، واذا بشباب الدعوه  في مصر يتوالون تتري يحملون الاسلام من جديد ليصبح حتي هذا اليوم روحا تسري في الامه وحديث الساعه وقلق للنفوذ الاجنبي المستمر والمتسلط علي مصر وشعبها علي مر السنين .

ولله در حافظ ابراهيم حين يقول علي لسان مصر :

اَنا اِن قَدَّرَ الاِلَهُ مَماتي *** لا تَري الشَرقَ يَرفَعُ الرَاسَ بَعدي

ولله در احمد محرم حين يقول :

احفَظوها اِنَّ مِصراً ان تَضِع *** ضاعَ في الدُنيا تُراثُ المُسلِمينْ

ولله در ابراهيم ناجي حين يقول :

اَجلْ ان ذا يوم لمن يفتدي مصرا ***       فمصر هي المحرابُ والجنهُ الكبري

فكل العرب يتبع مصر شاءوا ام ابوا ..عزلوها عنهم ..ام عزلوهم عنها ، فالمصريون في كل مكان اطباء واساتذه ومهندسون ومعلمون ، ويندر وجود بلد عربي يخلو منهم .

ورغم ما فعله العساكر  الاربعه الذين تعاقبوا علي حكم مصر من اذلال لشعبها وقهر له وكبت لحرياته .. ورغم اغراقهم لها بالديون والمشاكل المتواليه واستنزاف خيراتها لصالح الاجنبي ، رغم كل ذلك فان مصر مازالت تحوي تحت بؤسها عزاً ،وتحت قهرها ثوره ، وتحت فاقتها كرامه ، وحتي هي مكبله بقيود ( كامب ديفيد ) ابت الا ان تكسر الاغلال.

ورغم ان كل العالم العربي منشغل بقضاياه الداخليه وصامت لا يتحرك ولا يفعل شيئا ازاء الانقلاب العسكري الذي شهدته مصر في 30 يونيو 2013 الا ان الثوار مازالوا يجوبون الشوارع والميادين ويواجهون عساكر النظام وشرطته بسلميتهم المبدعه و شعارهم ( يسقط ..يسقط حكم العسكر ).

عذرا ايتها الحبيبه مصر .. فالساكتون مازالوا ساكتين اما لتامرهم وجبنهم او خوفهم واما حرصاً علي ترفهم و رغدهم ..

عذرا ، فنحن نتكلم بقدر ما تفعلين ، ونكتب بقدر ما تعانين ، ونصرخ بقدر ما تقاتلين ، والي هذا الحد نقف وانت تواصلين كفاحك نحو الحريه والعداله والكرامه الانسانيه وحراسه الدين .

ايتها الحبيبه مصر .. مهما كرهنا عساكرك الطغاه وانظمتهم الديكتاتوريه فنحن نحبك ونعتذر اليك فهل تقبلين ؟

ونقول لشبابك الثوار ما قاله ابراهيم ناجي :

سلاماً شباب النيل في كل موقفٍ علي الدهر يجني المجدَ او يجلبُ الفخرا

شبابٌ نزلنا حومهَ المجدِ كلناَ   ومن يغتدي للنصر ينتزعُ النصرا

تعالوا لنمحو الجهلَ والعللَ التي احاطتْ بنا كالسيل تغمرُنا غمرا

تعالوا فقد حانتْ امورٌ عظيمهٌ  فلا كان منا غافلٌ يصم العصرا

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل