شبه الجزيرة الكورية.. حمم بركانية قابلة للانفجار

اشتعلت الاجواء السياسيه والعسكريه بين الكورتين الشماليه والجنوبيه امس الاول بعدما اطلقت كوريا الجنوبيه عشرات القذائف عبر الحدود علي كوريا الشماليه بعد ان رصدت صاروخا اطلقته بيونغ يانغ عبر الحدود الفاصله بين البلدين.

وياتي تبادل اطلاق النار في في فتره تشهد تصاعدا للتوتر في المنطقه الحدوديه، بعد انفجار الغام ارضيه ادت الي بتر اطراف عنصرين من دوريه لحرس الحدود الكوريين الجنوبيين في وقت سابق الشهر الحالي، وانطلاق تدريبات عسكريه كورية جنوبية - اميركيه مهمه هذا الاسبوع.

وردت كوريا الجنوبيه بان اعادت تشغيل مكبرات الصوت علي طول الحدود بين البلدين وعبرها تحرض الكوريين الشماليين علي معارضه النظام ومحاوله التخلص من قياده البلاد، الامر الذي يثير حفيظه قياده كوريا الشماليه الي ابعد الحدود.

وبعدها طالب زعيم كوريا الشماليه كيم جونغ اون جيش بلاده بالاستعداد لشن حرب علي كوريا الجنوبيه بعد قيامها باطلاق صواريخ نحو بلاده. وجاء قرار الزعيم الكوري عقب جلسه موسعه عقدها مع قياده الجيش طلب فيها جونغ اون من الجنود المتواجدين علي الحدود بالتاهب.

وصرح ممثل السلطات المحليه في مقاطعه ييونشيون التي تبعد حوالي 60 كلم شمال سيول في كوريا الجنوبيه، لفرانس برس ان سكان عدد من القري الحدوديه تلقوا اوامر باخلاء منازلهم والاحتماء في ملاجئ.

من ناحيته، قال وزير الخارجيه الكوري الشمالي لوكاله انباء بلاده الرسميه "ان جيشنا وشعبنا علي استعداد للمجازفه بحرب شامله ليس فقط لرد الفعل او الصد بل للدفاع النظام الذي اختاره شعبنا"، وفق ما افادت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية. واضاف "وصلنا الي اعتبار حرب والوضع لا رجعه في".

وفي السياق ذاته قال ان ميونغ هون مساعد الممثل الدائم لبيونغ يانغ في الامم المتحده "اذا لم تستجب كوريا الجنوبيه لانذارنا بوقف الدعايه فان رد فعلنا العسكري سيصبح حتميا وسيكون قويا جدا".

ويعتبر هذا القصف المدفعي المتبادل، هو الاول منذ عام 2010، ومرحله جديده في تصعيد التوتر بين الكوريتين. حيث بدا تصعيد التوتر في 4 اغسطس الجاري بعد مقتل جنديين من كوريا الجنوبيه نتيجه انفجار لغم في جنوب المنطقه الخاليه من السلاح الفاصله بين الكوريتين. سيول اتهمت جنود كوريا الشماليه بوضع اللغم، لذلك قررت بعد 11 سنه اعاده العمل بالحمله الدعائيه ضد كوريا الشماليه في المنطقه الحدوديه بين البلدين، باستخدام مكبرات صوت قويه وكبيره.

كما ان المناورات العسكريه المشتركه بين كوريا الجنوبيه والولايات المتحده التي انطلقت يوم 17 اغسطس الجاري هي من اسباب تصعيد التوتر، لان هدفها هو التدريب علي كيفيه التفاعل مع اي هجوم من جانب كوريا الشماليه. هذه المناورات اعتبرتها بيونغ يانغ "تدريبات لغزوها"، و"اعلان حرب" من جانب سيول.

وما زال البلدان فعليا في حاله حرب لان الحرب بينهما (1950-1953) انتهت بوقف إطلاق نار وليس باتفاق سلام.

وبدات الحرب بين البلدين في شبه الجزيره الكوريه بين عامي1950-1953. كانت شب الجزيره الكوريه مقسمه الي جزئين شمالي وجنوبي، الجزء الشمالي يقع تحت سيطره الاتحاد السوفيتي، والجزء الجنوبي خاضع لسيطره الامم المتحده بقياده الولايات المتحده.

 كانت بدايه الحرب الاهليه في 25 يونيو 1950 عندما هاجمت كوريا الشماليه شقيقتها الجنوبيه وتوسع نطاق الحرب بعد ذلك عندما دخلت الامم المتحدهبقياده الولايات المتحده، ثم الصين اطرافا في الصراع. انتهي الصراع عندما تم التوصل الي اتفاق وقف اطلاق النار في 27 يوليو 1953.

حصلت كوريا الشماليه علي دعم واسع النطاق من جمهوريه الصين الشعبيه، ودعم محدود من الاتحاد السوفيتي في مجال المستشارين العسكريين والطيارين والاسلحه. دعمت كوريا الجنوبيه من قبل قوات الامم المتحده، التي كان معظمها يتكون من قوات امريكيه، وشاركت عده دول بقواتها في الصراع. وقد ظهرت كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية نتيجه التنافس بين الحكومات المؤقته للسيطره علي شبه الجزيره التي تم تقسيمها بواسطه الولايات المتحده والاتحاد السوفيتي.

في كوريا الجنوبيه يطلق علي هذه الحرب اسم حرب 25/6 وهو اليوم الذي بدا فيه الهجوم ورسميا اسمها الحرب الكورية وفي كوريا الشماليه شائعه باسم الحرب الكوريه ولكن الاسم الرسمي لها هو حرب تحرير الارض اما الولايات المتحده فاسمته عملا عسكريا (النزاع الكوري) بدلا من الحرب وذلك لتجنب الحاجه الي اعلان الحرب بواسطه الكونجرس الامريكي.

رئيس هيئه الاركان المشتركه للجيوش الامريكيه مارتن ديمبسي يصرح بان الولايات المتحده ستقف الي جانب حليفتها كوريا الجنوبيه وستدافع عنها في حال تعرضت لاي هجوم من جهه خارجيه، وذلك في اشاره واضحه الي وقوف واشنطن في صف الدفاع عن سيول امام احتمال نشوب قتل او حرب شامله بين الكوريتين.

فيما اعلنت الخارجيه الروسيه "ان تصعيد التوتر" في شبه الجزيره، لا يساعد في اعاده المفاوضات بين السداسيه الدوليه وكوريا الشماليه بشان برنامجها النووي.

اشارت المتحدثه باسم الخارجيه الروسيه في تصريح لها الي وكاله "نوفوستي" الي ان "علي جميع الاطراف في هذه الاوضاع التحلي بالصبر وضبط النفس والامتناع عن القيام باي عمل يؤدي الي تعميق الازمه، وقبل كل شيء استخدام السلاح".

من جانبه قال السفير الروسي السابق لدي كوريا الجنوبيه، غليب ايفاشينتسيف ، " المشكله النوويه – هي نتيجه عدم تسويه العلاقه بين الكوريتين. ان ايجاد تسويه لها يجب ان يتم بالموازاه مع الجهود الراميه الي مصالحه البلدين".

 وحسب قوله يمكن ان تلعب الامم المتحده الدور الرئيسي في ذلك لانه منذ عام 1975 لم تناقش المساله الكوريه. واضاف تجب مناقشه مساله ضمان امن كوريا الشماليه.

اما بشان التصعيد الحالي للازمه فيقول، بان سيول تتحمل بعض المسؤوليه فيها لانها لم تاخذ تحذيرات بيونغ يانغ بشان مكبرات الصوت، ولم تخفض حجم المناورات العسكريه مع الولايات المتحده.

اعلنت سيول ان مفاوضات علي مستوي عال تجري، بعد ظهر اليوم السبت، بين قاده كوريين شماليين وجنوبيين، قبل ساعتين من انتهاء مهله انذار وجّهته بيونغ يانغ الي الجنوب.

ووُضعت القوات الكوريه الجنوبيه في حاله "تاهّب قصوي"، بعدما هدّدت بيونغ يانغ بشنّ حرب ما لم تُوقف سيول حملتها الدعائيه عبر مكبرات الصوت علي الحدود بين البلدين قبل المهله المحدده اليوم.

وقال رئيس مكتب الامن الوطني التابع لمكتب الرئاسه الكوري الجنوبي كيم كيو-هيون ان كوريا الشماليه اقترحت علي بلاده اجراء محادثات علي مستوي عال بين كبار مسؤولي الكوريتين، مشيراً الي ان المحادثات ستُعقد عند الساعه التاسعه بتوقيت غرينيتش في قريه بان مون جوم.

ويُشارك في المحادثات من الجانب الجنوبي مستشار الامن القومي الكوري الجنوبي كيم كوان-جين ووزير التوحيد هونغ يونغ-بيو، فيما يشارك من الجانب الشمالي مدير مكتب السياسه العامه في الجيش الكوري الشمالي هوانغ بيونغ-سو وسكرتير شؤون كوريا الجنوبية في حزب "العمال" كيم يانغ-اون.

وقالت كوريا الشماليه ليل الجمعه-السبت ان قواتها علي الحدود اصبحت في وضع "التسلح الكامل والاستعداد للقتال" مع انتهاء المهله عند الساعه الخامسه (8,30 بتوقيت غرينتش) من اليوم السبت.