المحتوى الرئيسى

كل ما تريد معرفته عن البديع بديع خيري

08/21 22:49

ان تكتب عن بديع خيري كان تحاول اختزال اغلب تراثنا المسرحي والغنائي والسينمائي في عدد من الكلمات مهما زاد لن يوفي هذا الرجل ولو جزء يسير من حقه، فمن الاغاني الي المونولجات الخفيفه الي المسرحيات الي الافلام، ولان الفن عمل تراكمي في الاساس، فكل ما وصل وسيصل اليه المسرح الغنائي او فن المونولوج او الاغاني يعود فيه كثير من الفضل الي البديع بديع خيري.

ولد بديع عمر خيري في 18 اغسطس 1893 بالقاهره وتخرج من معهد المعلمين عام 1905 وعين مدرسا للجغرافيا واللغة الانجليزية، بدء بديع تعلقه بالشعر وكتابته في الثالثه عشر من عمره، فبدء بكتابه الزجل تحت اسم مستعار وهو ابن النيل ثم بدا في الكتابه في عدد من الجرائد والصحف.

بدا مشواره الفني حينما انضم لجماعه التمثيل العصري، وقتها كتب اولي مسرحياته بعنوان "اما حته ورطه" سنه 1908، وفي نفس السنه كتب اولي مونولوجاته، وفي عام 1912 كان احد اصدقاء بديع خيري قد مدح في ملحن سكندري شاب جاء الي القاهره وقام بتلحين مسرحيه اسمها فيروز شاه، فذهب بديع لمشاهده المسرحيه وبعد انتهاءها اصر علي مقابل الملحن الشاب "سيد درويش" وقام باحتضانه وسط دهشه درويش العارمه الذي كان من اشد متابعي كتابات بديع خيري ومن هنا بدات شراكه فنيه بين بديع خيري وسيد درويش قدما خلالها عدد من الاغاني سويا من بينها "سالمه يا سلامه"، و"الحلوه دي قامت تعجن" و"دنجي دنجي" و"الوارثين"، وفي عام 1916 انضم نجيب الريحاني لهما ليكونوا ثلاثي قدم عدد من الاوبريتات المسرحيه الراقصه وكانت هذه هي المره الاولي لظهور نواه ما يمسي بالمسرحيات الاستعراضيه، فقدموا اوبريتات مثل "العشره الطيبه" و"الجنيه المصري" و"البرنسيس" و"ايام العز" و"لو كنت ملك" و"مجلس الانس" وغيرها.

لم تكن صداقه الريحاني ببديع قد نشات وكل ما كان بينهما وقتها زماله فنيه لدرجه جعلت احد اصدقاء بديع يقدم مسرحياته للريحاني علي انها اعمال هو من قام بكتابتها، ولكن سرعان ما انكشف الامر حينما طلب الريحاني تعديل بعض الاجزاء فعرف انها من تاليف بديع خيري الذي كان مشغولا في تلك الفتره بانشاء فرقه مسرحيه مع سيد درويش عام 1922 وقدما من خلالها اول رواياتهما سويا وهي "الطاحونه الحمراء" ولكنها هوجمت بشده فعاد بديع الي الريحاني وقدما اوبريتات "الليالي الملاح" و"الشاطر حسن".

ومع بدايات السينما في مصر اهتم بديع بهذا الفن الجديد الذي بدء يجذب الجمهور فكتب عدد من سيناريوهات الافلام بدء من عام 1918 ومن اشهرها، "المندوبان"، وحينما تحولت السينما الصامته الي ناطقه كتب بديع العديد من الافلام وان كانت بدايته في فيلم "حوادث كشكش بيه" عام 1934.

قدم بديع خيري عدد كبير من المسرحيات والافلام من بينها "سلامه في خير"، "ملكه المسارح"، "نفوس حائره"، "بحبح باشا"، "العزيمه"، "خلف الحبايب"، "سي عمر"، "انتصار الشباب"، "عاصفه في الريف"، "البؤساء"، "نادوجا"، "شهداء الغرام"، "ليلي بنت الفقراء"، "عروسه للايجار"، "لعبه الست"، "ليلي بنت الاغنياء"، "احمر شفايف"، "سي عمر"، "ابو حلموس"، "فاطمه"، "حب وجنون"، "نرجس"، "غزل البنات"، "لهاليبو"، "عنتر ولبلب"، "حكم قراقوش"، "خطف مراتي"، "كدبه ابريل"، "الستات مايعرفوش يكدبوا".

في الحقيقه ان المتبحر في فن بديع خيري يجد ان اغلب ما يتم تداوله هذه الايام علي انه من التراث المصري يحمل بصمه بديع خيري سواء في المسرح او السينما او الغناء.

وكان لبديع خيري عدد من المواقف التي تزيح الستار عن شخصيته ومنها علي سبيل المثال انه كان معتادا علي كتابه الاغاني واهدائها الي زملائه الشعراء من بين تلك الاغاني التي كتبها واهدها الي زميل له هو نشيد "بلادي بلادي" الذي اصبح النشيد الوطني لمصر، والذي من المعروف انه من تاليف الشيخ يونس القاضي في حين اكد الفنان عبد الوارث عسر قبل ذلك في احد اللقاءات انه من تاليف بديع، كما اكدت تلك القصه ايضا حفيدته عبله عادل خيري.

وفي عام 1941 واثناء تصوير فيلم "سي عمر" حصل خلاف حاد بين مخرج الفيلم نيازي مصطفي والفنان نجيب الريحاني بسبب بعض الامور الفنيه، وحاول بديع التدخل لتهدئه الاوضاع بينهما الا ان كلا منهما تمسك برايه لدرجه دفعت الريحاني لعرض رد ما استلمه من مبالغ ماليه واعتبار ما قدمه من مشاهد هديه لاستوديو مصر، الا انه تم الاتفاق علي تشكيل لجنه من الاستوديو لحل الخلاف واصدار قرار حول الامور التي اختلف عليها الريحاني ونيازي وجاء رد اللجنه ان كل ما طلبه الريحاني افضل واصح و تبنت اللجنه وجهه نظره واستمر العمل في الفيلم بعد ان اوشك علي التوقف تماما.

وفي عام 1939 كاد طلعت باشا حرب ان يوقف تنفيذ فيلم "العزيمه" فذهب اليه بديع خيري ليساله عن السبب فاجابه طلعت حرب ان الفيلم بعيد عن الطراز الامريكي الذي كان يجذب الجمهور وقتها وحينها كان رد بديع اننا لا نستطيع ان ننافس السينما الامريكيه ولكن يجب ان يكون لنا طرازنا المميز وبهذا فقط نستطيع المنافسه في مجال السينما، واستطاع اقناع طلعت حرب برايه ليتم تنفيذ فيلم "العزيمه" احد اهم الافلام الكلاسيكيه في السينما المصريه.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل