المحتوى الرئيسى

فهرس يوثق تاريخ البريد في بر مصر

08/20 19:01

نماذج لصناديق البريد في مراحل زمنيه مختلفه

التعاون الاسلامي تدين قتل كرواتي في مصر

صفقات الاسلحه الروسيه لمصر... طائرات وصواريخ ودبابات

مصر: اوراق 10 اسلاميين بين ايدي المفتي للبت باعدامهم

واشنطن تندد بتشديد قانون مكافحة الإرهاب في مصر

والد كرواتي تحتجزه داعش بمصر يطالب باطلاق ابنه

محمد الحمامصي: الدور التاريخي الهام للبريد المصري، الذي يعد بحق واحدًا من اقدم مؤسسات البلاد واعرقها، شملته اخيرا مبادره من مكتبة الأسكندرية، حيث خصصت "ذاكره مصر المعاصره" قسمًا يقدم تاريخًا وتوثيقًا للبريد المصري، بدءًا من فتره حكم محمد علي باشا، وحتي نهايه فتره حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1981.

وفي الوقت ذاته صدر فهرس "البريد في بر مصر" من اداره المشروعات الخاصه وضمن سلسله ذاكره مصر المعاصره، تحرير الباحث عبد الوهاب شاكر، حيث تناول نشاه وتطور البريد حتي القرن الثامن عشر، والبريد في عصر اسرة محمد علي، وطوابع البريد المصريه واختامه، والتنظيم الاداري لمصلحه البريد.

وياتي هذا الكتاب ضمن سلسله الكتب الوثائقيه، التي يصدرها مشروع ذاكره مصر المعاصره، حينما اعددت استطلاعًا لاحدي المجلات عن متحف البريد، ثم جاء المشروع ليرصد وثائق وصور وطوابع البريد في مصر، كخدمه حرصت الدوله علي تقديمها للجمهور، في اطار تحديث الدوله المصريه.

ويوضح الفهرس، اختلاف المؤرخين في اصل وتفسير كلمه "بريد"، حيث ارجعها معظمهم الي اصل عربي، وارجعها بعضهم الي اصل فارسي معتمدين في ذلك انها ماخوذه من كلمه (بريد دم) الفارسيه ومعناها (مقصوص الذنب)، لانه كان من عاده الفرس ان يقصروا اذناب الخيل والبغال التي ينقلون عليها البريد تمييزا لها عن غيرها.

وقال فريق اخر بان كلمه بريد ترجع الي الاصل اللاتيني بمعني دابه البريد او حصان البريد،اما كلمه (بوسته)، المستعمله في اللغه العربيه الدارجه فانها ماخوذه من الاصل اللاتينيpostita station ومعناها محطات البريد التي كان الرومان يقيمونها بين كل مسافه واخري.

ويعتمد الذين ارجعوا هذه الكلمه الي اصل عربي علي انها مشتقه من كلمه "برد" او "ابرَد" بمعني ارسل، والاسم منها "بريد" فيقال ابرد بريدًا اي ارسل رسولاً، ويقال ايضا انه في اللغه العربيه (البريد) كلمه عربيه الاصل مشتقه من (البردي)، اي العباءه، فقد كان الرسل الذين يحملون الرسائل من بلد لاخر يلبس كل منهم برده حمراء للدلاله عليه.

ويكشف الفهرس ان مصر عرفت البريد منذ اقدم العصور، فقد قام الفراعنه بتنظيم نقل البريد خارجيًا وداخليًا، وكانوا يستخدمون سعاه يسيرون علي الاقدام يتبعون ضفتي النيل في ذهابهم وايابهم في داخل البلاد، ويسلكون الي الخارج عبر الطرق التي تسلكها القوافل والجيوش. حيث قامت في عهد الفراعنه حكومات منظمه ذات (ادارات،مكاتب،وموظفين،وجيوش،واساطيل) يتصل ملوكها برعاياهم في الاقاليم، وفي البلاد التي قاموا بفتحها، فضلاً عن وجود رسائل متبادله بين فراعنة مصر وحكام البلاد المجاوره، التي كانت تربطهم بهم صلات تجاريه وسياسيه. واول وثيقه جاء بها ذكر (البريد) يرجع تاريخها الي عهد الاسره الثانيه عشر(حوالي2000ق.م.)، وهو وصيه كاتب لوالده يطلعه فيها علي اهميه صناعه الكتابه والمستقبل المجيد، الذي ينتظره في وظائف الحكومه، وقال في رسالته: "اما ساعي البريد فانه يحمل اثقالاً فادحه ويكتب وصيته قبل ان ينطلق في مهمته توقعا لما قد يصيبه من الوحوش والاسيويين".

وفي عهد البطالمه انقسم البريد الي قسمين؛ البريد السريع لنقل بريد الملك ووزيره وموظفي الدوله وكان يستخدم في نقله الجياد السريعه، والبريد البطيء لنقل البريد بين الموظفين داخل البلاد. ويتناول الفهرس البريد في العصر العربي، حيث اهتم العرب بالبريد واستخدموه في نقل اخبار الدوله والتجسس علي الولاه ونقل الاخبار الي الخليفه، وساروا علي نفس النظام الذي وضعه الفرس والبطالمه من قبل، ويقال ان معاويه بن ابي سفيان اول من نظم البريد في الاسلام. 

وفي ولايه "عبد العزيز بن مروان" علي مصر وصل البريد المصري الي درجه عظيمه، فلم يكن مقصوراً علي النواحي السياسيه فحسب، بل كان الي جانب تلك الاغراض يخدم النواحي العلميه ايضًا.

وقد عرف نظام البريد في عهد المماليك انواعًا؛ منها البريد بواسطه الخيل؛ وهو ما عرف بخيل البريد، وكان موجوداً في عهد الفاطميين بين مصر والشام، ولكن في عهد بيبرس وخلفائه نظم تنظيماً دقيقاً. 

وعن البريد في عهد محمد علي باشا، فوفقًا للفهرس، يعتبر محمد علي هو اول من فكر في انشاء البريد لنقل الرسائل الرسميه في العصر الحديث؛ فقد اتبع نظام الاداره المركزيه في مصر، ولذا كان حريصًا علي سرعه الاتصال بموظفي حكومته لاصدار التعليمات لهم وتلقي التقارير، لذا اهتم بنقل الرسائل الحكوميه بين القاهره وسائر انحاء القطر المصري، والي مكه والسودان والشام، وكذلك ادت زياده عدد الاجانب بمصر وكثره مصالحهم وشؤونهم الي الحاجه لانشاء بريد خاص بهم يقوم بنقل الرسائل المتبادله بينهم وبين بلادهم الاصليه، كما ان مصر قامت بدور الوسيط بين انكلترا ومستعمراتها في الهند في مجال نقل الرسائل، بالاضافه الي ان ترقيم المنازل وتسميه الشوارع في عهد محمد علي ساعدت علي تسهيل خدمه البريد للاهالي.

وتعد مؤسسه البريد التي انشاها ابراهيم باشا نقله حضاريه في بلاد الشام التي لم تشهد قبل الحكم المصري تنظيمًا بريديًّا حكوميًّا او خاصًّا، باستثناء بريد التجار الاجانب الذي حمل لواءه الانكليز بين بيروت ودمشق حيث مناطق تركُز الاجانب، والجدير بالذكر ان الاداره المصريه لم تستخدم الحمام الزاجل في نقل المراسلات السريعه، حيث حققت المؤسسه البريديه الهدف، فنقلت المراسلات بين القاهره ومقر القياده العسكريه في اسيا الصغري في حوالي عشره ايام، وهو زمن قياسي، وذلك علي الرغم من الاعتماد علي وسائل نقل تقليديه تمثلت في الخيل، بيد ان الفضل في ذلك يرجع للاداره الحكيمه في ضبط البريد وسرعته.

وانشئت في عهد محمد علي "ادارهالبوسته" للمراسلات الحكوميه فقط، وكان مخصصًّا لنقلها سعاه مشاه تحت رئاسه رجل يدعي الشيخ عمر حمد. ولم تكن اعمال البريد في بادئ الامر، تتعدي حدود القطر المصري الا انها ما لبثت ان امتدت الي السودان بعد فتحه عام 1821 وحينئذ بدا استخدام السعاه الهجانه.

ولما كانت الحكومه لا تسمح لسُعاتها بنقل خطابات خاصه فقد نظم احد سكان القاهره "الشيخ حسن البديلي" بريدًا من سعاه خصوصيين لنقل رسائل الجمهور، ولم تكن هناك تعرفه محدده عن الرسائل المرسله بل كانت المساومه علي اجر الرساله.

لم يكن في مصر كلها حتي عام 1865 مصلحه حكوميه يقال انها مصلحه البريد – وهي السنه التي اشترت فيها الحكومه امتياز نقل البريد – وكل ما كان قبل ذلك هو بعض الهجانين واصحاب القوارب والسعاه الذين كانوا يدخلون مع الاهالي في اتفاقات خاصه لنقل رسائلهم وودائعهم من بلد الي اخر وهم غير امنين عليها، واشهر هؤلاء الهجانين هما المعلم عمر حمد والمعلم حسن البديلي وكان لهذا الاخير ابل خاصه لنقل البريد تسير في شرق البلاد وغربها؛ فاذا حلت قافله البديلي في بلد تناقل الاهالي الخبر وتسابقوا اليه وسلموه رسائلهم وودائعهم دون اي ضمان او تامين، ولم تكن هنالك رسوم مقرره يتقاضاها، بل كان يقدرها حسبما يتوسمه في اصحابها من الجاه والثروه وكان يقطع المسافه بين القاهره والاسكندريه في شهرين لاضطراره النزول الي المدن الكبيره، والمبيت بقافلته في بعضها، الا اذا طلب منه ان يرسل هجانًا خاصًّا وقيل في بعض الروايات ان الشيخ عمر حمد نظم خطوطًا للبريد في اغلب انحاء البلاد حتي وصل بابله وخطوطه الي السودان في عام 1821م وهي براعه باهره يدونها التاريخ لهذا المصري العصامي بالاعجاب.

ويشير فهرس "البريد في بر مصر" الي ان طموح الخديوي اسماعيل كان كبيًرا لتحديث مصر وجعلها قطعه من اوروبا، فعمل علي ادخال النظم الاوروبيه الي جميع مرافق الدوله، ونظرا لان المواصلات البريديه كانت من اهم وسائل تقدم الشؤون التجاريه والاجتماعيه، فقد اهتم اسماعيل بالبريد اهتماما ملحوظا.

وادرك الخديوي اسماعيل اهميه تمصير مرفق البريد، وفي 25 ديسمبر 1865 تم رسمياً دمج "البريد الحكومي والبريد الافرنجي" في ما عرف باسم "البوسطه الخدويه". كما يشير الي انه باتمام تلك الصفقه، استطاعت مصر ان تسترد سيطرتها علي جزء هام وحيوي من مرافقها، وايضاً ان تسترد مصدرا هاما من مصادر الدخل للحكومه المصريه. 

ويتطرق الفهرس الي طوابع البريد المصريه، حيث كان نظام البريد يعتمد علي اخذ اجور نقل المراسلات نقداً وسلفاً علي اساس التعرفه التي كان تضعها البوسطه الاوروبيه، وبعد اداره الحكومه للبريد ظلت تتبع ذلك المنهاج حتي عام 1865، عندما صدر الامر بتكليف موتسي بك بالسفر الي اوروبا للتوصيه علي طبع طوابع البريد لاستعمالها في التخليص علي المراسلات اسوه بما يحدث في اوروبا، وقد اعتبرت هذه الطوابع كالعمله النقديه وكانت لها قيمه مقرره، وقد سلمت تلك الطوابع الي الماليه فور وصولها الي القاهره لتحفظ بها تمهيداً لطرحها في الاسواق.

 وقد بدا استخدام طوابع البريد لاول مره في يناير سنه 1866. وعرفت هذه المجموعه باسم "المجموعه الاولي" تميزاً لها عن عده مجموعات لاحقه، وقامت بطبع تلك المجموعه مطبعه اخوان بيلاسي في جنوا "ايطاليا". وعندما قاربت طوابع الطبعه الاولي علي الانتهاء، كلفت الحكومة المصرية مطبعه بناسون في الاسكندريه بطبع كميه جديده، وقد جاء هذا الطابع يحمل صوره الاهرام وامامه ابو الهول وعلي اليمين مسله كليوباترا وعلي اليسار عامود السواري، وباعلاه وباسفله كتابه باللغه التركيه وفي الركنين العلويين والسفليين كتابه باللغه الايطاليه. 

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل