المحتوى الرئيسى

أغرب سوق سوداء للوقود بصنعاء والمتهم الحوثيون

08/19 18:22

وبطريقه غريبه وفاضحه تبرز السوق السوداء، حيث تصطف قرب محطات الوقود الرسميه المغلقه ناقلات وشاحنات نفط كبيره وسيارات مكشوفه محمله ببراميل مليئه بالبنزين والديزل تبيع انواعا مختلفه من المحروقات امام الملا باسعار خياليه، دون حسيب او رقيب.

ويتهم مواطنون مليشيات الحوثيين بالوقوف وراء السوق السوداء لمشتقات النفط، ويقولون ان تلك المليشيات هي المسؤوله عن الازمه الخانقه للوقود التي تعيشها صنعاء منذ سيطرتها علي مقاليد السلطه في 21 سبتمبر/ايلول 2014.

ويؤكد كثيرون ان السوق السوداء لتجاره الوقود ازدهرت علي يد الحوثيين الذين نهبوا مخزونات النفط الاستراتيجيه من شركه النفط اليمنيه، وسخروا كميات كبيره من الوقود لتسيير عرباتهم تحت مسمي "المجهود الحربي"، في وقت خلت كافه محطات التزود من المحروقات واغلقت امام المواطنين.

واللافت انه تتوفر في السوق السوداء باليمن كميات كبيره من المواد البتروليه النفطيه التي تباع باسعار خياليه، اذ وصل سعر الغالون من البنزين سعه عشرين لترا الي اكثر من مئه دولار، بينما السعر الرسمي هو ثلاثه الاف ريال (قرابه 14 دولارا).

ويؤكد علي العزي -وهو سائق سياره اجره- انه يضطر كثيرا الي التزود بالوقود من السوق السوداء حتي لا يتوقف عن العمل واعاله اسرته، اذ كان غالبا ما يركن سيارته لايام في الشارع امام شقته المستاجره بسبب توقفه عن العمل.

كما اشار العزي للجزيره نت الي انه عاني كثيرا من التزاحم والاصطفاف عند محطات الوقود التي يبقي فيها لعده ايام، لكنه كان يرجع دائما خائبا دون التزود بالبنزين من المحطات الحكوميه التي تشرف عليها شركه النفط اليمنيه.

وتوجد السوق السوداء في عدد من شوارع صنعاء، خصوصا شارع خولان جنوب شرق العاصمه، وفي جوله عمران شمالي المدينه، وفي مناطق اخري، حيث تظهر امام الملا ناقلات النفط وسيارات محمله ببراميل الوقود، وبعضها مزوده بخراطيم وماكينات ضخه، بطريقه اثارت اندهاش المواطنين واستغرابهم.

ويبدو حمود الذماري -احد بائعي الوقود بالسوق السوداء- فوق سياره قديمه من نوع هايس تويوتا مكشوفه وعليها عدد من البراميل المليئه بالبنزين، فيما يقف بجواره احد العاملين معه بثياب رثه وهو يقول ان اسعاره رخيصه مقارنه بالاخرين.

وما يثير تساؤلات المواطنين هو مصدر حصول هؤلاء الباعه علي كميات كبيره من المواد البتروليه، فيما تخلو منها محطات الوقود الرسميه، كما تثير المواطنين ايضا الالوان المتعدده للبنزين، وابرزها الاحمر الفاقع والاخضر والاصفر، وهي الوان غير معهوده في السوق اليمنيه.

وياتي توسع السوق السوداء في اعقاب اصدار ما تسمي اللجنه الثوريه العليا -التي اسند اليها الحوثيون الاشراف واداره شؤون الدوله عقب انقلابهم في يناير/كانون الثاني الماضي- قرارا قضي بما سمته "تعويم" اسعار المشتقات النفطيه وربط اسعار بيعه محليا بالبورصه العالميه، مما يعني ان الاسعار ستخضع للسعر العالمي صعودا وهبوطا.

واثار قرار الحوثيين تعويم اسعار مشتقات النفط غضب الشارع اليمني واستهجانه لتسببه في ارتفاع اسعارها، وخضوعها لاطماع وجشع تجار السوق السوداء الذين يتهم الحوثيون بالاستفاده منها.

كما اثارت خطوات الجماعه استغراب قطاع كبير من المواطنين، اذ انها اتخذت من رفع الحكومه اليمنيه اسعار البنزين قبل اشهر سببا للانقلاب علي الشرعيه والاستيلاء علي السلطه بالقوه بالتحالف مع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل