المحتوى الرئيسى

شاهد..طالب مصري بحفل تخرجه: إسرائيل بلد متسامح

08/19 12:06

تذكر حسنين هشام حسنين، الذي ولد وتربي في ريف مصر،  كيف احيط في طفولته بالكثير من العوامل التي تمنعه من الوجود في جامعه اسرائيليه او في اسرائيل بشكل عام.

قال حسانين خلال كلمته ، بالاسبوع الماضي حفل تخرج جامعه تل أبيب السنوي لطلبه الماجستير الدوليين "كل شخص موجود في هذه القاعه بالتاكيد لديه صديق او احد افراد عائلته قد نصحه سلفًا بعدم القدوم الي اسرائيل، الكثير من الكلمات التي سمعناها مثل: "هناك صراع قائم هناك!"، "الا تخاف من ان يتم قتلك هناك؟"، "هل يتحدث اليهود الانجليزيه اصلًا؟"، "هل لديهم ماءً؟". اذا كنت تظن بانك سمعت ملايين الاسباب التي تمنعك من القدوم الي اسرائيل فانا قد سمعت مليون ونصف المليون من هذه الاسباب. كشخص تربي في مصر، الدوله باكملها لديها موقف معادٍ ضد اسرائيل، جميع الاراء بشان اسرائيل هناك سلبيه، كل ما نعلمه اننا خضنا معهم حربًا داميه، وانهم ليسوا مثلنا ابدًا".

واضاف حسانين "بدايه ما سمعته عن اسرائيل كان من خلال الراديو والتلفزيون، في الراديو كان هناك الكثير من الاغاني والاناشيد التي تتحدث عن الدمار الذي احدثته اسرائيل. في الافلام ايضًا تم تصوير الاسرائيليين كجواسيس ولصوص، علي الرغم من كون مصر واسرائيل قاما بتوقيع اتفاقيه سلام في العام 1979، الا انني اُخبرتُ بان الاسرائيليين هم اعداؤنا الاساسيون" بحسب ما ذكر موقع ساسه بوست نقلا عن ترجمه Tel Aviv University’s Egyptian Valedictorian: ‘We Must Always Question Our Assumptions’للكاتب Yair Rosenberg.

واكد حسنين علي ان ما وجده كان العكس تمامًا بقوله: "في اول يوم لي في الجامعه، رايت بعض الرجال يرتدون الكبه، بعض النساء ترتدي اغطيه الراس وكذلك نساء ترتدي الحجاب، رايت جنودًا يسيرون بهدوء وسلام بين جموع الطلبه، قابلت اناسًا من كل الاجناس في هذه الجامعه، كان هناك في الجامعه متسعًا لهم جميعًا: اليهود، المسلمون، المسيحيون، الدروز، البدو وحتي الطلاب الاجانب من مختلف الجنسيات".

وتابع حسنين "يا له من امر رائع ان تعيش في مدينه يمكنك فيها الذهاب الي الشاطئ في وسط المدينه (تل ابيب) وتري امراه مسلمه، شخصان مثليا الجنس يقبلان بعضهما وفي الجانب الاخر احد اعضاء حركه الحاسيديم، كل ذلك في مكان واحد معًا. اخبرني عن مدينه اخري يمكنك ان تري فيها مسيحيًا عربيًا تمتلئ شقته بصور لماو ولينين. اخبرني عن مكان اخر تستطيع ان تري فيه احد اعضاء كتيبه السيف (كتيبه عسكريه اسرائيليه من اهل فلسطين، اسست خلال الصيف عام 1948م، وكانت التسميه السابقه هي وحده 300، قاتلوا بجانب الكتائب الاسرائيليه ضد المحاربين الفلسطينيين والقوات العربيه وجيش الانقاذ) يقرا القران في القطار في نهار رمضان، اين ايضًا يمكنك رؤيه يهودي اشكينازي يتجادل مع اخر مزراحي حول خطف عائلات الاشكيناز للاطفال اليمينيين في 1950".

تحدث حسنين ايضًا عن الكثير من المفارقات التي لاحظها خلال فتره وجوده في اسرائيل "ربما كان اعظم الاشياء التي الهمتني خلال وجودي في اسرائيل هي بالرغم من كل هذه الصراعات التاريخيه وصراعات الهويه الا ان الناس في اسرائيل ما زالوا قادرين علي ان يعيشوا حياتهم اليوميه بروح من التعاون الكامل"، يفصل حسنين هذا الامر من خلال هذه القصه:

"في الاسبوع الاول لي هنا في الجامعه، قابلت فتاه لطيفه من عرب إسرائيل والتي اخبرتني باهميه مقاطعه الدول العربية لاسرائيل، في نهايه محادثتنا، مر امامنا طفل اسرائيلي صغير – ربما يبلغ 8 سنوات – وكان سعيدًا جدًا برؤيتها، اكتشفت لاحقًا انها كانت مدرّسته. قامت هذه الشابه باحتضان هذا الطفل وتقبيله علي خديه، لقد كان هذا اللقاء اشبه بلقاء الاخ باخته، لقد استطعت رؤيه حبها للطفل واضحًا كما رايت حب الطفل لها. لا يهم مدي عمق الصراع الدائر، الا ان الجانب الانساني بداخلنا يجب ان يكون هو الامر الطاغي علي افعالنا".

واختتم حسنين كلماته قائلًا: "ينبغي علينا دائمًا مراجعه افتراضاتنا وما نعتبره من المسلمات، وجودي هنا في اسرائيل قد علمني ان الحياه مليئه بالكثير من المفارقات والتعقيدات، لا شيء يسير بشكل مستقيم، وان الاشياء لا تبدو دائمًا بالشكل الذي تبدو عليه من بعيد".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل