المحتوى الرئيسى

كاتب سعودى: الرياض لن تتسامح مع تيار الإخوان أبدًا.. ولا تنسى من يهدد وجودها وكيانها

08/19 09:36

تيار الاخوان الفكري في السعوديه يعتبر حاله مستعصيه وكيان متشرنق وغير سوي. فتمازج الفكر السلفي مع فكر الاخوان لدي الشخص الواحد يسبب نوع من الانفصام الايديولوجي ويتحول الخطاب الدعوي بدوره الي خطاب متوزع الادوار علي حسب متطلبات المرحله وقوه السائد.

من المعروف ان تنظيم الإخوان المسلمين يصنف في السعوديه كحزب ارهابي، رغم تصاعد اصوات بعض المنتمين له بتخفيف القيود الامنيه علي فكرهم الحركي والسياسي، كما لو كانوا يحاولون ان يصوروا تيارهم علي انه "القات الاخواني" الاخف ضررا من الهيروين الداعشي او الكوكايين القاعدي، فبرايهم يجدون ان تيارهم المتعدد الأوجه يساعد في احتواء المتطرفين بطريقه "فداوها بالتي كانت هي الداء!"

لا ابالغ ان قلت ان التيار الاخواني في السعوديه اشد خطرا من غيره، وذلك بسبب حال الانفصام الاخواسلفي. فمن المعروف ان تنظيم الاخوان لديه مرونه فقهيه تتشكل بحسب متطلبات المرحله، وهي مرونه اكبر نسبيا مما لدي السلفيه التقليديه، وبالاضافه فان لدي هذا التيار الاخواني رؤيه سياسيه وحركيه واطماع سلطويه لا يحيد عنها بعكس التيار السلفي المعتدل الذي يرفض التدخل في شئون الحكم، ولا يتسامح – لا من قريب ولا من بعيد - مع الافكار الخوارجيه الداعيه لشق يد الطاعه عن ولاه الامر.

فلذلك تجد السعودي الاخواني سلفي في الشئون الفقهيه، ولا يقبل اي مرونه فقهيه، وبالذات في شئون المراه وامور اجتماعيه اخري، لدرجه ان اخوان الخارج يتعجبون من جمود اخوان السعوديه ولكن لا استبعد تفهمهم لمواقف فروخهم وجيوبهم الزئبقيه.

وفي الاتجاه الاخر تجده اخواني الهوي في الشان السياسي والحركي! ويحاول احراز النقاط والتكسب سياسيا من خلال استخدام الدين، فالدين كما هو ملاحظ انه المحرك الرئيسي للمجتمعات المحافظه كالسعوديه، ومن خلاله يتم اقناع الجماهير بالاجنده السياسيه السريه والمخفيه وراء الاقنعه الدعويه السروريه.

امساك السعوديه لخيوط التيارات لا يعني بالضروره تبنيها لاحداها، وذلك ما لم يستوعبه افراد الاخوان السعوديين الذين يعيشون حاليا اسوء مراحلهم الحزبيه بعد ان اسقطوا اقنعتهم بانفسهم امام الجماهير خلال فتره الربيع العربي او ما افضل تسميته بالجحيم العربي.

من الواضح ان حزب الاخوان وصل الي ادني درجه مرحليه في مقرهم الرئيسي في جمهوريه مصر العربيه، التي كانت بين قوسين او ادني من الدخول تحت المظله الايرانيه الثوريه. فقد كانت مصر معرضه لخطر قومي ووجودي ومهدد لهويتها العربيه والعقائديه بعد ان تلاقت "مصر المرشد" مع "ايران الفقيه" في الكثير من النقاط وبعد ان تم توقيع اتفاقيات اجتماعيه وسياحيه واقتصاديه بين مصر وايران وكلنا نعلم ان التفاهمات الاجتماعيه الايرانيه هي في الاصل مذهبيه التوجه وثوريه الهوي.

هذا ما ثبت بعد ان تم اركاع مفاصل المناعه السياديه لدي مصر لاول مره لاملاء ايران الفقيه في فتره حكم حزب الاخوان البائد. فايران اعتبرت مصر المرشد افضل حليف مرحلي لتصدير ثورتهم ومذهبهم السياسي المتمثل بعقيده الولي الفقيه، والعمل علي ذلك بهدوء كما تم مع السودان واليمن، حتي تم سحب البساط الشيرازي من تحت اقدامهم من قبل حزم الملك سلمان بن عبدالعزيز.

فحينما كان معظم افراد الشعب المصري يتضور جوعا ومحروم من ابسط حقوقه وبمستوي اميه قارب الـ40 في المائه نجد حكومه مصر المرشد المتوشحه بلباس الديموقراطيه المنسوجه بخيوط الثيوقراطيه تغير هويه الدستور وتطوع نظام القضاء لمصلحتها، وتطعّم البرلمان بمن يتماشي مع توجهاتها ولو كانوا من الاحزاب الاخري، ثم بعد كل هذه الخروق اللاديموقراطيه نجدها تمد يدها اليمني واليسري وقلبها وعقلها لايران الفقيه بكل صفاقه لاستفزاز معظم دول الخليج وفرض واقع جديد في الشرق الاوسط.

وبالاضافه لكل هذا لم تمر عده اسابيع بعد دعم الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمصر بـ3 مليارات ريال حتي قامت حكومه مصر المرشد بتحريك جيوبها المتقنعه بالدعوه الاسلاميه خصوصا في كل من السعوديه والامارات والاردن والكويت لتقويه عملائهم المتاخونين من الشق السياسي والعسكري والدعوي لاستخدامهم كاوراق سياسيه مستقبليه.

الامثله علي ذلك متعدده واوضح من قرص الشمس في السماء الصافيه ساعه الظهيره. فكلنا سمعنا صراخ الحركيين في المنابر وهم ينادون بالخلافه وكلنا قرانا تغريداتهم المسمومه ومقالاتهم وبياناتهم المناديه بتبني هذا الفكر الحركي، وكلنا ايضا شهدنا كيف انهم حاولوا تقزيم ادوار اوطانهم وبعضهم وصل به الامر لتكفير وطنه وولاه امره بنعتهم بالصهينه والخيانه والعماله سواء بطريقه مباشره او غير مباشره. وبالاضافه لكل ذلك نجدهم يعيثوا ويغالوا في تعظيم اساطينهم القديمه، كسيد قطب وغيره ممن لم يتورعوا في التكفير الاعمي للامه ورجالها وعلمائها، فقط لابراز حزبهم الهش كالممثل الحقيقي والوحيد للاسلام.

باختصار، من المهم ذكر انه من الملاحظ ان الكثير من السعوديين بداوا استيعاب مخططات الاخوان اكثر من اي وقت مضي. فالشعب السعودي واع ولا يتسامح فيمن يستخدمه كوسيله ضغط علي قيادات وطنه، وهو حتما ليس ساذجا لدرجه ان يختزل الدين الاسلامي العظيم في حزب سياسي كالإخوان المسلمون كما يريد المنتمون لهذا الحزب تصديره بفكره ان موقفك من الاخوان يحدد موقفك من الاسلام.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل