المحتوى الرئيسى

أنت خالد العباسي؟.. تفضل معنا..

08/17 09:41

الاثنين 17 اغسطس 2015 - 07:31 بتوقيت غرينتش

انت خالد العباسي؟.. تفضل معنا..

قرابه العاشره والربع من صباح امس الاول، وصلت سياره الاجره (بيضاء اللون) التي كانت تقلّ خالد العباسي من بلده جدرا في ساحل اقليم الخروب الي مطار رفيق الحريري الدولي.

ناول خالد السائق المبلغ المطلوب، وتقدم الي البوابه الرئيسيه، ثم الي اول حاجز لامن المطار عند «السكانر» من جهه اليسار. قدّم اوراقه الي العسكري ووضع محفظته امام جهاز الكشف، وتولي احد العسكريين تفتيشه يدويا، وبعد ذلك اتجه صوب «الكونتوار» التابع للخطوط الجوية المصرية. انتظر دوره، واعاد تقديم جواز سفره وحجزه الالكتروني، وناول الموظفه حقيبه واحده، فيما حمل في حقيبة يد بعض الاغراض، بالاضافه الي هاتفه الخلوي. تقدم ذهاباً واياباً، وعندما قاربت الساعه العاشره والنصف، وقف بالصف المؤدي الي اول حاجز للامن العام قبل ختم جوازات السفر. ما ان قدّم جواز سفره للعسكري، حتي ساله الاخير: اسمك خالد العباسي، اجابه نعم، فاستاذنه الدخول معه الي مكتب التحقيق المحاذي.

تبلّغ الضابط المعني ان خالد العباسي صار موجودا في المكتب. التقطت له اكثر من صوره، وتم ارسالها بواسطه «الواتساب» الي الضابط المعني في مكتب المعلومات في المديريه العامه للامن العام. تكامل جهد مختبر الامن العام في المطار مع مكتب المعلومات، في الجزم بان جواز سفر خالد العباسي مزور (بشكل فاضح وخصوصا توقيع الضابط المفوّض من المدير العام للامن العام). عندها صار امر توقيفه محسوماً، ليبدا البعد الامني في المديريه العامه للامن العام في المتحف.

هناك، ما ان تسلم الضابط الكبير الموقوف خالد العباسي، حتي كان يخاطب المدير العام للامن العام الموجود في مسقط راسه بلده كوثريه السياد: مبروك سيدي. احمد الاسير صار في ضيافتنا في المديريه.

قبل هذه اللحظه، كانت قد اتخذت اجراءات في مطار بيروت واروقته شاركت فيها قوه مؤلفه من 40 عسكرياً من الامن العام، بعضهم كان بلباسه العسكري، والبعض الاخر بملابس مدنيه. انتشروا في زوايا محدده لهم. قيل لهم قبل ذلك ان ثمه موقوفاً خطيراً اسمه خالد العباسي وهو متهم في جرائم ارهابيه، ولا بد من اجراءات وقائيه، مخافه ان يقدم احد الارهابيين علي تفجير نفسه بحزام ناسف في الخارج او يحاول اقتحام المطار. المفارقه اللافته للانتباه ان هذه القوه لم تتحرك من اماكنها، ولم تصدر عنها ايه حركه تلفت انتباه المسافرين في المطار، ولم تعلم بامر القاء القبض علي المطلوب الا عندما طُلب منها العوده الي مقر المديريه العامه في المتحف.

منذ سته اشهر، تلقي الامن العام اشاره حول نيّه احمد الاسير مغادره لبنان باوراق مزوّره الي الخارج، وقبل ثلاثه اشهر، تمّ التاكد انه مصمم علي المغادره وهو اختار التوجه الي نيجيريا بسبب امكان حصوله علي تاشيره من السفاره النيجيريه في بيروت (محله بئر حسن) عبر احدي شركات السفر، ومن دون الحاجه الي الحضور شخصياً.

تمّ تشكيل اكثر من مجموعه في الامن العام. مجموعات كانت تراقب حركه اتصالات مشتبه بصلتها باحمد الاسير. مجموعه كانت تتواصل مع مجموعه مخبرين في مناطق صيدا واقليم الخروب والشمال. مجموعه كانت تقوم بوضع كل الصور التي يمكن ان ينتحلها احمد الاسير عبر برنامج «فوتوشوب» متطور (رسمت عشرات الشخصيات الافتراضيه تبيّن لاحقا ان احدها تطابق مع صورته لحظه القاء القبض عليه بنسبه تصل الي 90 في المئه). مجموعه كانت تدقق في الامن العام في رحلات الطيران والمسافرين، خصوصا الي نيجيريا وعواصم اخري.

وفيما كان الجهد متمحورا حول كمين مطار بيروت، كادت الصدفه تجعل الاسير يقع في قبضه الامن العام اللبناني في مطلع هذا الشهر، وذلك اثناء وجوده في منطقه شرحبيل لولا مصادفه تحرك دوريات عسكريه لبنانيه في المنطقه جعلت الاسير يغير مكانه سريعا باتجاه عين الحلوه.

وقد حمل احمد الاسير مجموعه من الاوراق الشخصيه، بينها جواز سفره الفلسطيني المزوّر باسم خالد علي العباسي ووالدته فاطمه وهو من مواليد صيدا 1972،(رقم الوثيقه 251408)، وهو صالح لمده ثلاث سنوات (اعطي بتاريخ 31 تموز 2015 وصالح لغايه 30 تموز 2018).

كما حمل بطاقه هويه مزوّره خاصه باللاجئين الفلسطينيين، وفيها انه من مواليد صيدا (1972) ومن سكان حي البراد. كما حمل جواز سفره تاشيره سياحيه الي نيجيريا بدءا من تاريخ 10 اب 2015 ولمده شهرين من تاريخه.

قبل وصوله الي المطار، كان احمد الاسير قد امضي 48 ساعه في منزل احد مؤيديه ويدعي عبد الرحمن الشامي في بلده جدرا وقد تمت مداهمه الشقه وتبين ان صاحبها قد تواري سريعا عن الانظار ما ان سمع بنبا توقيف الاسير، فتم احتجاز ولده الذي اكد خلإل آلتحقيق ان الاسير انطلق من منزلهم الي مطار بيروت.

كما تمت مداهمه مركز عمل الشامي وشقه يملكها في بيروت، وتمت مصادره اوراق واجهزه كومبيوتر.

ووفق نجل عبد الرحمن الشامي، فان الاسير كان يقضي معظم وقته متنقلا بين مخيم عين الحلوه (مع فضل شاكر) وصيدا القديمه.

وعلي قاعده التدقيق الاضافي (اعترف خالد العباسي قبل وصوله الي المديريه العامه للامن العام في المتحف بانه احمد الاسير)، تم استدعاء والدي الاسير، وتم اخذ عيّنه من الـ «دي ان ايه» منهما تمهيداً لاجراء فحوصات ومطابقتها مع الحمض النووي للاسير، وهي مهمه تحتاج الي 48 ساعه تقريبا.

وفور وصول الاسير الي مقر الامن العام، شرع المحققون بالتحقيق معه، من دون ان يتعرض الي اي ضغط حيث قدم معلومات عن بعض الشقق واماكن تخزين السلاح، وعلي الفور باشر الامن العام حمله مداهمات خصوصا في صيدا وضواحيها الشرقيه.

وفق الاسير، فانه كان متوجها برحله للخطوط الجويه المصريه (مصر للطيران) الي مدينه ابوجا، تسبقها محطه قصيره في مصر، لا يغادر خلالها مطار القاهرة الدولي، علي ان يكون في استقباله علي الارض النيجيريه عدد من الاشخاص (من التابعيه اللبنانيه والفلسطينيه) ممن تولوا كل ترتيبات اقامته وتخفّيه قبل انضمامه لاحقا الي بعض مجموعات «القاعده» التي تقاتل في نيجيريا. وهذه النقطه استوجبت تواصلاً سريعاً بين الامن العام وكل من السلطات المصريه والنيجيريه للتدقيق في هويه الاشخاص الذين كانوا سيستقبلون الاسير وامكان تسليمهم للسلطات اللبنانيه.

ووفق المدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم «كنا امام عمليه امنيه نموذجيه ونظيفه جداً ومتقنه وبالغه الحِرَفيه، ولم نتلق في كل مراحلها اي مساعده من اي جهاز امني خارجي ولا من ايه جهات محليه وخصوصا فلسطينيه»، وقال لـ «السفير» انه لم يتسلم حتي الان اجهزه بصمه العيون «لكن بصمه العين الوطنيه اثبتت انها بصمه لا تخطئ ولا تحيد عن هدف حمايه الامن والاستقرار، ولذلك قلت واكرر ان حربنا ضد الارهاب مستمره وهي عنوان هذه المرحله».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل