المحتوى الرئيسى

هدى سلطان.. 5 وجوة مختلفة لـ"ست الحُسن" في ذكرى ميلادها الـ 90

08/16 19:43

تزخر السينما المصريه بالعديد من المطربات اللواتي احترفن مجال التمثيل، لتفيض الافلام باغانيهن وادوارهن، ولكن من بينهن قليلا ما احرزن نجاحا في مجال التمثيل يوازي نجاحهن في مجال الغناء ويزيد عليه، وعلي راسهن جاءت الفنانه هدي سلطان، التي ولدت في 15 اغسطس سنه 1925.

هدي والتي وُلدت لعائله احترف 3 من ابنائها الغناء والموسيقي، بدء من شقيقها الاكبر الموسيقار الكبير محمد فوزي، ووصولا الي شقيقتها المطربه هند العلام، والتي لم تنل من الشهره ما ناله فوزي وهدي.

هدي التي بدات حياتها الفنيه بصدام مع شقيقها محمد فوزي، الذي سبقها وتمرد علي العائله باحترافه للفن، الا انه رفض بشده احتراف شقيقته هدي للفن، بل وتزعم جبهة الرفض مع باقي اشقاءه، ولكنه سرعان ما عدل عن رايه، واصبح احد الداعمين لها في مسيرتها الفنيهز

وقدمت هدي سلطان في مسيرتها الفنيه حوالي 119 عملا فنيا تنوعت بين السينما والتلفزيون والمسرح، والتي تميزت فيها هدي سلطان بشكل كبير، لدرجه جعلت مسيرتها في مجال الطرب تتواري خلف نجاحها في مجال التمثيل، ومن بين كل تلك الاعمال التي قدمتها هدي هناك ادوار كانت نقاط تحول في حياتها الفنيه:

قدم المخرج عز الدين ذو الفقار في سنه 1958 فيلمه المتميز "امراه علي الطريق"، والذي كتب قصته عبدالحي اديب، وسيناريو وحوار اديب بالمناصفه مع محمد ابو يوسف، وكان عز اختار هدي سلطان لاداء دور البطوله امام رشدي اباظه وشكري سرحان وزكي رستم، وقتها كانت هدي قدمت عدد من الافلام والادوار المتميزه، كما كانت بدات شراكتها الفنيه والحياتيه مع "ملك الترسو" فريد شوقي.

وجاء دور هدي سلطان بالفيلم مختلفا تماما عن مسيرتها في السينما وقتها، اذ قدمته بشكل متميز للغايه وبقدره كبيره علي فهم واستيعاب الشخصيه، وفرض حضورها امام نجوم في قامه زكي رستم ورشدي اباظه وشكري سرحان وعبدالغني قمر.

وقدمت هدي سلطان في "امراه علي الطريق" دور "لواحظ"، والتي اثبتت من خلالها انها ممثله من طراز خاص، كما اكدت علي كونها من صاحبات المواهب الكبيره، والتي تستطيع بسهوله تاديه ادوار صعبه ومركبه كاعتي فنانات هذا العصر، لتصبح "لواحظ" هي شهاده ميلاد فنيه لهدي سلطان، ونقطه تحول هامه في مسيرتها الفنيه.

شاهد هدي سلطان مع رشدي اباظه في مشهد من فيلم "امراه علي الطريق"

اما الوجه الاخر الذي قدمته هدي سلطان، فكان امام كاميرا المخرج الكبير كمال الشيخ في سنه 1971 في فيلمه الهام والمميز "شيء في صدري"، والماخوذ عن روايه احسان عبدالقدوس وسيناريو وحوار رافت الميهي، لتعود مره اخري هدي سلطان لتقدم واحدا من ادوارها المميزه امام "الثنائي" رشدي اباظه وشكري سرحان.

وقدمت هدي في الفيلم دور "تفيده" زوجه "محمد افندي"، والتي يرحل عنها زوجها فتقع فريسه لـ "حسين باشا شاكر" صديق زوجها المتسلق الوصولي، والذي يحاول طيله الوقت تدمير ما بناه صديقه، او تدمير قيمه الشرف في الاساس، حتي لا يشعر بمدي فساده، فتقع اسره محمد افندي عقب وفاته في براثن الباشا عدا ابنته "خديجه" التي تشبه والدها الي حد كبير، وكان اول الساقطين في فخ حسين شاكر زوجته، وهو الدور الذي قدمته هدي سلطان باقتدار شديد جعلنا ندرك اننا امام موهبه ايضا تتخطي الزمن، وتستطيع ان تتاقلم مع كل المراحل العمريه وتبدع فيها، حتي بعد ان رحلت عنها ادوار الفتاه الجميله، وانتقلت الي ادوار الام.

لم تكن المره الاولي التي تقف فيها هدي سلطان امام كاميرا العبقري يوسف شاهين، فقد قدمها في فيلمه "نساء بلا رجال" في سنه 1953، ثم في فيلمه الرائع "الاختيار" بسنه 1971، وقدمت في الفيلمين دورين هامين ومتميزين، ولكن اهم ادوارها في سينما شاهين جاء في فيلم "عوده الاين الضال" من انتاج 1976، وهو عن روايه اندريه شديد، وسيناريو وحوار صلاح جاهين ويوسف شاهين، ومن بطوله محمود المليجي، وشكري سرحان، والجزائري سيد علي كويرات، ورجاء حسين، واحمد محرز، وهشام سليم، وماجده الرومي.

وقدمت هدي سلطان دور الام، والتي تحاول السيطره علي املاك العائله التي ضيعها زوجها محمد المدبولي "محمود المليجي" قبل ذلك، واستردتها العائله بنهب ثروه فاطمه "سهير المرشدي" وشقيقتها الكبري، والتي تزوجت من الابن البكري طلبه "شكري سرحان"، هي الام الراغبه في السيطره واداره الامور وفقا لمصلحتها الشخصيه، والتي تري انها مصلحه العائله، كان بداخلها صراع بين عقلها الذي يميل الي طلبه العنيف الذي يحافظ علي ما تملك العائله رغم كل انحرافاته وانجرافاته، وعلي راسها اغتصاب "فاطمه"، و بين قلبها الذي يميل لابنها الاصغر "علي"، والذي كانت بينه وبين فاطمه علاقه حب، ولكنه هرب من جحيم العائله بحثا عن حلمه، وبين الشقيقين يقع في دائره الصراع حفيدها ابراهيم وزوجها محمد المدبولي.

كانت هدي سلطان مفاجاه قويه في الفيلم، اذ ان الدور في غايه التعقيد والتركيب، والذي يتطلب ايضا سهوله وسلاسه في الاداء، وهي معادله صعبه لا تقدر عليها اي ممثله، وهو ما تصدت له هدي سلطان وقدمت هذا الدور ببراعه تحسد عليها، فلا هي انجرفت الي فخ الاداء المصطنع، ولا هي وقفت امام الدور حائره ومرتبكه، بل استطاعت ان تفهم شخصيه الام بكل تفاصيلها لتخرج منها هذه الحاله التي راينها علي الشاشه.

ان تعيد اداء دور ارتبط في اذهان المشاهد بممثلين اخرين، فانت تدفع بنفسك الي مغامره غير مامونه العواقب، خصوصا واذا كان العمل الفني الذي تعيد تقديمه احد اهم كلاسكيات السينما المصريه، بينما تحاول انت ان تقدمه في قالب درامي، وهذه هي المغامره التي خاضها المخرج يوسف مرزوق عندما اعاد اخراج "ثلاثيه" نجيب محفوظ في مسلسلات دراميه بداها في سنه 1987 بمسلسل "بين القصرين" وفي سنه 1988 بمسلسل "قصر الشوق"، وبعدها توقف المشروع دون تقديم الجزء الثالث "السكريه".

هدي سلطان وتيسير فهمي في مسلسل "بين القصرين"

واختار يوسف مرزوق محمود مرسي لتقديم شخصيه "سي السيد"، وهدي سلطان لتقديم شخصيه "امينه" والتي افرد لها صاحب المعالجه الدراميه والسيناريو و الحوار مساحه اكبر بكثير مما افردت لها في "ثلاثيه" المخرج حسن الامام، لتقدم هدي سلطان دور "امينه" في جزئي "بين القصرين" و"قصر الشوق" كافضل ما يكون، بل وافضل مما قدمته الفنانه امال زايد في "ثلاثيه" حسن الامامز

هدي سلطان التي تفهمت حقيقه دور "امينه" الذي كتبه نجيب محفوظ وقدمه السيناريست محسن زايد بشكل مختلف كثيرا عما قدمه يوسف جوهر في الفصل الاول من "الثلاثيه"، ثم ما قدمه بعدها محمد مصطفى سامي في "قصر الشوق" و"السكريه"، حيث قدمت دور امينه الخاضعه ظاهريا والقويه المسيطره علي بيتها وعلي اولادها واولاد زوجها سيطره اموميه، لا سيطره سلطويه كما يسيطر زوجها "السيد احمد عبدالجواد".

ومره اخري مع الدراما التلفزيونيه ووجه جديد لهدي سلطان، التي اصبحت بلا شك فنانه قديره بكل ما تحمله الكلمه من معاني، ففي سنه 1996 قدم المخرج احمد النحاس عن قصه وسيناريو وحوار خيري شلبي مسلسل "الوتد"، وهو المسلسل الذي ضم كوكبه من نجوم الدراما وقتها مثل يوسف شعبان، وفاديه عبد الغني، وعبد الله محمود، وهاله فاخر، ومجدي فكري، وفتوح احمد، والمطرب حسن فؤاد واخرون.

هدي سلطان في مسلسل "الوتد"

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل