المحتوى الرئيسى

صراع الشبيحة وقادة الجيش: هل يتجهز العلويون لما بعد «الأسد»؟ - ساسة بوست

08/16 19:06

منذ 4 دقائق، 16 اغسطس,2015

تبدا الحكايه في الثامنه من مساء يوم السادس من اغسطس/ اب الحالي، حيث وشع الحظ العاثر سيارتين معا علي مدخل دوران طريق الازهري في مدينة اللاذقية الساحليه المواليه لـ«نظام الاسد». احد السيارتين كان يقودها العقيد «حسن الشيخ» وهو مهندس عسكري في سلاح الجو السوري وعضو من عائله علويه بارزه في المدينه، بينما تعود الساره الثانيه لـ«سليمان الاسد»، وهو نجل «هلآل الأسد» ابن عم الرئيس السوري «بشار الأسد».

قتل «هلال» في معركه ضد المعارضه في مارس/اذار من عام 2014 ، حيث كان يقود عصابات شبه عسكريه مدنيه تسمي الشبيحه وهي معروفه بارتكاب فظائع ضد المدنيين.

حاول «سليمان» عبور الطريق الدائري ولكن سياره «الشيخ» عبرت اولا، قاد «سليمان» سيارته مسرعا وقام بايقاف السياره التي يقودها «الشيخ»، قبل ان يخرج من سيارته حاملا مدفعه الرشاش واطلق النار علي «الشيخ» الذي قاد يقود سيارته برفقه زوجته واطفاله، توفي «الشيخ» اثر اطلاق النار علي الفور.

ولم تكن هذه سوي بدايه القصه

قام شقيق «الشيخ» بدعوه القرويين، حيث تقيم عائلته، للتجمهر في وسط المدينه للاحتجاج علي قتل اخيه. بدا الاحتجاج قليل الزخم ولكنه سرعان ما تصاعد في وقت قصير. تحول الامر الي احتجاجات جماهيريه استمرت علي مدار يومين وكانت موجهه ضد «الاسد».

وتعكس هذه الاحتجاجات العديد من الحقائق الخفيه التي تميز الطبيعه الراهنه لمنظومه العلاقات بين الطائفة العلوية و«نظام الاسد». كتب شقيق الضابط (العقيد)، القتيل عبر صفحته الشخصيه علي فيسبوك قائلا: «الي متي ستستمر هذه العائله في الاقتيات علي دمائنا واجسادنا.. الي متي سيتم تمزيق اوطاننا من قبل هذه الكلام المتوحشه»، كان واضحا ان الاخ لم يعكس مجرد غضب عائله فقدت للتو احد افرادها.  المشاعر السائده بين المجتمع العلوي بشكل عام يسيطر عليها الشك العميق بان «بشار الاسد» وعائلته قد انتقلوا بهم الي طريق مسدود له عواقب وخيمه. طالب المحتجون بالاعدام الفوري لـ«سليمان الاسد» بينما وقفت قوات الامن الي جانب المحتجين.

حقيقه اخري تبدو غير واضحه وهي ان «سليمان»، الذي تم القبض عليه لاحقا من قبل نظام «الاسد» لتهدئه الاحتجاجات، هو واحد من الزعماء المحلليين لعصابات الشبيحة، بينما القتيل «حسن الشيخ» هو ضابط رسمي عسكري. والصراع بين كلام الفئتين «المعسكرين» المواليين للاسد لم يعد يخفي علي احد. الشبيحه يخبرون العلويين ليلا ونهارا ان عليهم تمكين مجتمعهم وان انتقاد الرئيس «الاسد» هو علامه علي الجحود. الجيش يقول للسكان انه، وليس الشبيحه، هو خط الدفاع في نهايه المطاف عن المجتمع.

هل يمكن تعميم هذه الخصائص والسمات التي باتت تسيطر علي العلويين علي سائر شرائح المجتمع العلوي في سوريا؟ الاجابه تعتمد علي خصوصيه كل مجتمع وتمركزه الجغرافي والظروف الخاصه التي شكلت الهويه الطائفيه الجماعيه في قضيه معينه.

علي سبيل المثال في حمص، حيث تتواجد جاليه علويه كبيره، يمتلك الشبيحه سيطره كامله علي تلك الاجزاء من المدينه التي يقطنها العلويون. والسبب في ذلك يرجع الي ان مجموعات الشبيحه تشكلت في وقت سابق كاستجابه من المناطق العلويه من نفس المدينه التي تقطنها اغلبيه سنيه. قربها من الخطوط المحتمله للصراع اعطي الشبيحه قاعده دعم قويه بين العلويين هناك الذين يرون تهديدا ماثلا علي بعد عده ياردات.

وبسبب انخفاض الشعور بالتهديد وسياده المشاعر والسلوكيات الطبيعيه في المناطق الحضريه الساحليه، فالشبيحه لا يملكون ذات القاعده العريضه من الدعم التي يحظون بها في اماكن اخري.

ومع ذلك فان هناك العديد من الاسئله الهامه التي فجرتها احتجاجات اللاذقيه. علي راسها هل تم توظيف هذه الاحتجاجات استخدامها من قبل بعض الدوائر في الجزء العلوي من الجيش السوري من اجل الناي بانفسهم عن الشبيحه وجرائم الحرب التي ارتكبوها؟ اذا كان هذا صحيحا فهل يمكن ان يكون هذا احد اصداء الاحاديث المتناثره انه يجري حاليا التفاوض حول مستقبل «الاسد» وانه ربما يقترب من نهايته؟ هل يعني ذلك ان جرائم الحرب التي ارتكبت سوف يتم تعليقها في النهايه في رقبه «الاسد» وعصابات الشبيحه التابعه له من اجل الحفاظ علي الجيش كمؤسسه؟ هل يختبر كبار الضباط العلويين في الجيش مدي قدرتهم علي صناعه وخلق قاعده من التاييد الشعبي بين الجمهور العلوي؟ هل هي محاوله لخلق مساحه اوسع من التباين بين الجيش ”الوطني“ والقوات شبه العسكريه ”الطائفيه“. (شقيق سليمان الاسد لديه علاقات شخصيه قويه مع العديد من كبار الضباط العلويين).

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل