المحتوى الرئيسى

ليلة القبض على أحمد الأسير

08/16 23:53

رجلٌ قصير القامه كثيف اللحيه حليق الشارب اغلق مدينه صيدا اللبنانيه لاسابيع وجمع حوله مئات الشباب لارغام الحكومة اللبنانية علي نزع السلاح من مقاتلي حزب الله.. كان هذا في النصف الثاني من العام 2012. لمع نجمه قبل ذلك في 2011 مع اندلاع الثورة السورية، فكان من اوائل الداعمين لفصائل الثوره وقاتل في مواجهه الجيش اللبناني مؤخراً فصدرت ضده مذكره توقيف لم تعرف طريق التنفيذ طيله سنتين حتي كانت ليله سقوط الاسير.

أحمد الأسير الحسيني، ولد في الثالث عشر من اكتوبر 1968 بمدينه صيدا اللبنانيه لاب سنّي وام شيعيه من بلده (صور)، وهو البكر في اسره تضم ولدين وثلاث بنات، جدّه هو يوسف بن عبد القادر بن محمد الحسيني. اما لقب الاسير، فاشتهرت به عائلته لان احد اجداده اسره الفرنسيون بمالطه ولما عاد الي صيدا عُرف بين مواطنيه بلقب "الاسير".

هو ابٌ لثلاث شباب تتراوح اعمارهم بين ال17 وال21 عاماً وهو زوج لامراتين.

التحق بصفوف الجماعه الاسلاميه عام 1985 حتي 1988، وشارك في مقاومه العدو الصهيوني وعملائه في لبنان. ثم تعرف علي عمل جماعه التبليغ والدعوه سنه 1989 حيث اسس لها في مدينه صيدا والجنوب، تابع دراسته الشرعيه في كليه الشريعه التابعه لدار الفتوي في بيروت، بدا بتحضير رساله ماجستير ولم يكملها. في العام 1997 اسس مع "اخوانه" مسجد بلال بن رباح في عبرا، ومن ثم انفصل عن جماعه الدعوه والتبليغ واشتغل اماماً للمسجد لفترات طويله.

قدم الاسير نفسه علي انه غير طائفي وحرص دائما علي رسم صوره معتدله له في الشارع اللبناني لكسب الانصار والداعمين لاسيما وان حديثه عن نزع سلاح حزب الله لم يكن جديد الطرح في الشارع اللبناني بغض النظر عن الطريقه التي انتهجها.

وكان اللافت في خطابات الاسير توجهه للمسيحيين باستمرار لطمانتهم وحثهم علي البقاء بالجنوب اللبناني، مستنداً انه يسكن في منطقه الشواليق مع عائلته، وهي منطقه مسيحيه، وانه لا يكنّ اي نزعه كراهيه للاخر.

(الاسير يتجول اثناء الاعتصام راكباً دراجه)

(الاسير يتجول في السوق بعد فض الاعتصام ويعتذر للباعه عما لحقهم من ركود جراء الاعتصام الذي دعا اليه)

استمر الاسير في مخاطبه مؤيديه حتي بعد عمليه عبرا العسكريه من خلال بعض التسجيلات الصوتيه التي بثها، وكذلك من خلال حسابه الرسمي علي تويتر الذي يشرف عليه بعض انصاره، ولا يُعلم ان كان يشرف عليه شخصياً او لا. (حساب احمد الاسير علي تويتر).

يمثل الاعتصام الذي دعا اليه الاسير اهم وابرز المحطات التي لمع علي اثرها نجمه واثار جدلا كبيرا وتباينا في الاراء في الشارع اللبناني بين رافض للتحرك ومشكك باهدافه ومراميه، وبين اخر متفهم لمطالبه لكن مع الاختلاف في النهج المتبع للتعبير.

وكان الاسير قد دعا لاعتصام مفتوح علي الطريق المؤدي للجنوب اللبناني مطالبا بتسليم سلاح حزب الله للدوله اللبنانيه ومصرحا اثناء الاعتصام ان طريق صيدا لن يفتح "ولو اجتمع مجلس الامن"، مشددا علي انه يقطع الطريق علي "حزب المقاومه وحركه امل المهيمنين علي البلد" بحسب قوله، مشددا علي ان "لا فتنه سنيه شيعيه وهذا تهويل علينا" وصدّر نفسه اعلاميا علي انه غير طائفي وان مطالبه ليست طائفيه بقدر ما هي مطالب وطنيه تسعي لفرض سياده الدولة اللبنانية. ومن اشهر تصريحاته وقت الاعتصام: "واقسم بالله يا حسن نصر الله ونبيه بري سندفعكما الثمن سلميا وفي جعبتنا الكثير".

كما اسلفنا، فالاعتصام كانت له ردود افعال متباينه، وكان له انصارا ومناهضين. فقد اثار غضب عدد من سكان المدينه الذين نفذوا اعتصاما مضادا، وقطعوا الطرق بالاطارات المشتعله، ورفع بعضهم لافتات تحمل عبارات تندد بتحرك الاسير وتدعو اجهزه الدوله الامنيه لمواجهته. ابرز اللافتات التي رفعها مناهضو الاسير: "الفتنه اشد من القتل" و "لا اسير ولا امير ولا بطل تحرير بسكروا شارع صيدا" و "شوارع صيدا تستباح والدوله غائبه". وحدث في هذا الوقت مناوشات عده بين انصاره ومناهضوه واندلعت بينهم مواجهات لكن كلا الطرفين ظل بعيدا عن التسلح.

ضلعت جماعه الاسير في اعمال عنف هزت شوارع صيدا اثناء اعتصامهم بها وحتي بعد فك الاعتصام. ففي الحادي عشر من اغسطس 2012 سقط ثلاثه قتلي و4 مصابين في اشتباكات نشات بين انصار الاسير وانصار حزب الله في الجنوب اللبناني بصيدا. وعقب هذه الحادثه صرح الاسير بان لدينا رصيدا من الدم لتسويه الامر مع حزب الله اذا كان الامر لن يسوي بغير الدم، وكانت هذه اشاره من الاسير الي السير في طريق الاحتراب اللبناني الداخلي.

حاصر الاسير وانصاره ايضاً شققا سكنيه بدعوي انها مقار لحزب الله الا ان مصادر متابعه للشان الداخلي اللبناني اكدت وجود هذه البنايات في المنطقه منذ عام 1985 واستخدامها كاقسام داخليه للطلاب من الجنوب. وبدات الامور في الخروج عن السيطره شيئا فشيئا.

الت الامور بعد ذلك لما هو اشبه بالهدنه بالاتفاق الذي تم معه من قبل وزير الداخليه والبلديات في حكومه تصريف الاعمال مروان شربل من اجل انهاء الاعتصام، حيث تم السماح له بانشاء مربع امني في محيط مقره في عبرا، ومن ثم بدات المعلومات تتوارد عن تحركات مشبوهه يقوم بها الاسير في مربعه الامني. وانبرت الاوساط الاعلاميه المحليه تشير الي ان الاسير بدا بعد ذلك بالقيام بالكثير من التجاوزات القانونيه، وعدد من الاعتداءات علي ابناء صيدا. وتذكر بما قام به نجله مع دوريه من قوي الامن الداخلي التي حاولت توقيفه كما نقلت بعض وسائل الاعلام المحليه.

في الثالث والعشرين من يونيه 2013 كان الحسم بقرار الجيش اللبناني لتقليم اظافر الاسير ورد انصاره الي جعبه الدوله بدعم من حزب الله الد اعداء الاسير كما نقلت جريده التايمز البريطانيه. لم يصمد رجال الاسير طويلاً رغم الخسائر التي الحقوها بالجيش اللبناني وراح ضحيه الحادثه قرابه الخمسين قتيل، 17 من الجنود النظاميين في الجيش اللبناني بحسب تصريح وزير الداخليه في حكومه تصريف الاعمال مروان شربل، وقرابه الـ 30 من انصار الاسير، و4 مقاتلين من حزب الله، واثنين من المدنيين.

اختفي الاسير بعد الحادثه ولم يُعلم مكان اختبائه ولا كيف هرب من المعركه، وتداولت وسائل الاعلام شائعات تتحدث عن احتمال لجوئه الي مخيم عين الحلوه للاجئين الفلسطينيين في صيدا القريبه، او الي مدينه طرابلس في شمال لبنان بعد ان تنكر في زي امراه، او الي سوريا. ولم يظهر الاسير بعدها تقريباً الا من خلال هذا التسجيل المصور وبعض التسجيلات الصوتيه.

هكذا ظهر الاسير بعد اختفاء دام لعامين هربا من الملاحقات الامنيه، بعد ان كان قد صدرت ضده مذكره توقيف بعد الاحداث الداميه بين انصاره والجيش اللبناني في يونيو/حزيران 2013.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل