المحتوى الرئيسى

سعيد إبراهيم يكتب: فانديتا يقول الإخوان قادمون | ساسة بوست

08/15 20:42

منذ 24 دقيقه، 15 اغسطس,2015

من العبارات الخالده التي قالها V في الفيلم ذائع الصيت V for Vendetta : “الافكار لا تموت”. تذكرت هذه المقوله، وانا في معرض السؤال عن مصير “الإخوان المسلمون” بعد عامين من سقوطهم : هل هو الي زوال، كما ترسخ في ذهن معارضيهم، ام انهم سيطفون مره اخري، الي سطح الحياه السياسيه؟ قد تسال عزيزي القارئ ولك الحق في ذلك: ما علاقه هذه المقوله الشهيره بالاخوان؟ ساقول لك.

لكن اريد ان اوضح اولا ما هو معلوم للكافه ان الاخوان تعرضوا قبل وبعد الثالث من يوليو 2013، وحتي كتابه هذه السطور، الي حمله تشويه ممنهجه. بعضها صحيح، يستحقونه، وساسرد لماذا فيما بعد، وبعضها لا يمت للحقيقه بصله؛ مما يجعل عودتهم الي الحياه السياسيه، امرٌ في غايه الصعوبه، ان لم يكن ضربًا من المستحيل، هكذا يؤكد خصوم الاخوان باريحيه شديده.

لا شك ان سياسه الاخوان بعد سقوط مبارك الي سقوط مرسي كانت في مجملها خاطئه؛ اذ ارتكنت علي الغرور والكبر. ظنوا ان الشعب معهم، وانهم فائزون في كل المحافل الانتخابيه.

لقد رفعوا شعارات الثوره خفاقه بعد سقوط مبارك. وتاجروا بدماء الابرياء الذين سقطوا في ميادين الثوره، حتي ظن الناس انهم ثوريون بالفطره. وعندما خرجت الملايين ضد مرسي، تنكر هو وجماعته للافكار الثوريه، وظهرت نزعتهم الاستئثاريه بالسلطه.

وجهه نظري المتواضعه تقول: ان الاخوان تلقوا ضربه هي الاعنف في تاريخهم، لكن الفكره البنَّاويه التي عليها نشاوا لم تمسسها يدٌ بسوء. فاذا كان تناسخ الارواح امرٌ مشكوكٌ فيه الي الان، فيمكن الجزم بان الافكار علي العكس من ذلك، فهي تتناسخ الي الاف النسخ عند معتنقيها ، ثم تستنهضهم في الوقت المناسب ليُسيَِّدوها علي بقيه الافكار المخالفه.

قد يكون هذا الوقت في زمن السيسي، في اطار صفقه سياسيه تصالحيه، وهو ما استبعده لاسباب كثيره منها ان السيسي ليس في حاجه الي التصالح معهم حتي لحظه كتابه هذه السطور، بل هو ليس في حاجه الي ان يكونوا علي ظهر الكوكب اصلا!

وقد يكون في زمن الرئيس الذي سياتي من بعد السيسي مبشرًا بعهدٍ جديدٍ خالٍ من الاقصاء والتهميش، هذا اذا سلمنا ان حمله الطبل والمباخر سيتذكرون عندما تشرُف مده السيسي علي الانتهاء، ان الدستور ينص علي ان الرئيس ليس من حقه ان يمكث في الحكم لاكثر من ثماني سنوات. ان الطرق التي من خلالها قد تعود الجماعه الي الواجهه السياسيه من جديد كثيره ونظره سريعه علي التاريخ السياسي المعاصر تخبرنا ذلك.

ان الاخوان تعرضوا لازمات كثيره، منذ نشاه جماعتهم، من ضمنها فاجعتهم الكبري، اغتيال حسن البنا عام 1949. ثم جاء الحكم العسكري بزعامه عبد الناصر، وسرعان ما تدهورت العلاقه، حين راي عبد الناصر، ان الاخوان قد يزعزعون حكمه، بما يتمتعون به من تاييد في الشارع، فراغ عليهم ضربًا باليمين، وباليسار ايضًا. وفي عهد السادات تنفَّسوا الصُعداء، لكن العلاقه كانت دون مستوي التحالف، او حتي التقارب في وجهات النظر. اما في عهد مبارك، فتحولوا الي ما بداوا عليه في سنواتهم الاولي، اي الي حفنه من المحظورين، وكثر في حقهم التضييق والاعتقال. فمن ذا الذي يستطيع ان يجزم بعد كل ما سبق ان سقوط الاخوان في الثالث من يوليو 2013 لهو اخر محطاتهم في العمل السياسي والدعوي.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل