المحتوى الرئيسى

روح الطاهر وطار تعود هذا الأسبوع بالجزائر

08/13 21:42

احيت امس الجزائر الذكري الخامسه لوفاه الطاهر وطار مؤسس الروايه الجزائريه المكتوبه بالعربيه، وهي المناسبه التي اغتنمتها عائله الاديب لمطالبه وزارة الثقافة بتكريم يليق بصاحب روايه "اللاز" وتاسيس جائزه ادبيه تحمل اسمه.

وفي اطار تخليد ذكراه، احيت امس جمعيه "نوافذ" الثقافيه الذكري الخامسه لوفاه وطار باقامه عده انشطه، اهمها وقفه ترحم علي قبره بحضور اصدقائه، الي جانب عرض فيلم يروي مسيرته تحت عنوان "اخر الكلام" من اخراج محمد الزاوي.

ويعد وطار (1936-2012) رقما مهما في المشهد الادبي الجزائري والعربي والعالمي، حيث لقب بـ"رائد الروايه الجزائريه المكتوبه بالعربيه"، وكان ماركسيا مدافعا عن الفكر اليساري في بلاده.

اسس وطار جمعيه الجاحظيه التي تحولت الي منبر للمثقفين في زمن القحط الفكري خلال تسعينيات القرن العشرين، وذلك ابان فتره العنف المسلح في الجزائر.

وكان يعد من الاقلام المنتقده لواقعها الاجتماعي والسياسي، وتجسد ذلك في روايه "اللاز" (1974) التي انتقد فيها الثورة الجزائرية من الداخل، كما انتقد اغتيال المثقفين، لا سيما اليساريين منهم.

ترك ارثا ادبيا زاخرا، وترجمت نصوصه الادبيه الي اكثر من عشر لغات عالميه، ومن ابرز رواياته: الزلزال، الحوات والقصر، العشق والموت في الزمن الحراشي، عرس بغل، الولي الطاهر يعود الي مقامه الزكي. كما نال العديد من الجوائز والاوسمه في الجزائر وخارجها.

ويصف الروائي والناقد الجزائري عز الدين جلاوجي الطاهر وطار بانه "امير الروايه الجزائريه دون منازع"، وانه "احد اكبر امراء الروايه العربيه والعالميه".

ويبين جلاوجي للجزيره نت ان كتاباته كانت تمتاز بالتجدد، حيث خاض تجارب مختلفه، فبدا واقعيا اشتراكيا في اعماله "رمانه" و"اللاز" و"الزلزال"، ثم تحول الي رمزي يعتمد الايحاء والتكثيف ومساءله الموروث في "شمعه" و"دهاليز"، وانتهي صوفيا في "الولي الطاهر يعود الي مقامه الزكي"، حيث يرفع الولي الطاهر يديه بالدعاء، عائدا بذلك الي منبع الطفوله الاول الذي انطلق منه في الكتّاب بقريته.

ويعتقد جلاوجي ان لدي وطار موقفا وانتماء، وانه كان مثقفا عضويا يكتب انتصارا لقناعته المدافعه عن كرامه الانسان وقيمه، وانه لم يلهث خلف السلطه بل ظل وفيا للخط الكبير الذي امن به، بحسب قوله.

ومن جانبه، يعتقد الشاعر والروائي علاوه كوسه ان وطار كان احد الذين تميزوا ادبا وكتابه، وبرؤي نقديه مثيره للجدل.

ويلفت الي ان كتاباته تعددت قضاياها ومواضيعها، وتوزعت بين الواقع اليومي المعاش الي لمسات من واقعيه اشتراكيه كانت تؤدلج بعض اعماله، حين يستحضر الوطن والامه والقوميه، وحين يفتح النقاش واسعا في قضايا مثيره كالهويه والمواطنه واللغه.

وبحسب كوسه، فان وطار كان محبا للادباء الشباب ومشجعا لهم، فلم يكن اقصائيا، ولا محتكرا للراي.

واغتنمت عائله الفقيد المناسبه لتكسر جدار الصمت وتطالب برد الاعتبار لرجل تقول انه قدم الكثير للمشهد الادبي الجزائري، من خلال مراسلتها وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، ومطالبته بتكريم يليق بالاديب الفقيد باعتباره "ارثا جماعيا".

وطالب الروائي والاعلامي رياض وطار ابن شقيق الطاهر وطار في الرساله، بتاسيس جائزه ادبيه تحمل اسمه، بحيث تخصص لدعم وتشجيع الروائيين الشباب، كما طالب بتسميه احدي المرافق الثقافيه المهمه باسمه.

ويعتقد رياض -وهو رئيس جمعيه نوافذ الثقافيه- ان هذا "اقل ما يمكن للدوله الجزائريه ان تقدمه لروائي افني عمره وصحته وماله في خدمه الأدب الجزائري خاصه، والثقافه عامه، باعتباره سفيرا لها عبر مختلف بقاع العالم".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل