المحتوى الرئيسى

63 عاما على رحيل أول عالمة ذرة مصرية

08/13 11:09

من منا لا يعرف الدكتوره سميره موسي، اول عالمه ذره مصريه .. انها الحلم الذي لم يكتمل .. والتي لقيت حتفها في ظروف غامضه بضواحي كاليفورنيا بالولايات المتحده في مثل هذا الشهر (اغسطس) قبل 63 عاماً.

ولدت سميره موسي في قريه سنبو الكبرى، مركز زفتي بمحافظه الغربيه في 3 مارس 1917 ، وهي اول عالمه ذره مصريه ولقبت باسم ميس كوري الشرق، و هي اول معيده في كليه العلوم بجامعة فؤاد الأول ، جامعه القاهره حالياً. 

تعلمت سميره منذ الصغر القراءه و الكتابه ، و حفظت اجزاء من القرأن الكريم و كانت مولعه بقراءه الصحف، و كانت تتمتع بذاكره فوتوغرافيه تؤهلها لحفظ الشيء بمجرد قراءته . 

حصدت سميره الجوائز الاولي في جميع مراحل تعليمها ، فقد كانت الاولي علي شهاده التوجيهيه عام 1935، و لم يكن فوز الفتيات بهذا المركز مالوفا في ذلك الوقت. 

ويذكر عن نبوغها انها قامت باعاده صياغه كتاب الجبر الحكومي في السنه الاولي الثانويه، وطبعته علي نفقه ابيها الخاصه، ووزعته بالمجان علي زميلاتها عام 1933 . 

اختارت سميره موسي كلية العلوم بجامعة القاهرة، رغم ان مجموعها كان يؤهلها لدخول كليه الهندسه، حينما كانت امنيه اي فتاه في ذلك الوقت هي الالتحاق بكليه الاداب وهناك لفتت نظر استاذها الدكتور مصطفي مشرفه، اول مصري يتولي عماده كليه العلوم. 

حصلت سميره موسي علي بكالوريوس العلوم وكانت الاولي علي دفعتها وعينت معيده بالكليه، حصلت علي شهاده الماجستير في موضوع التواصل الحراري للغازات. 

سافرت في بعثه الي بريطانيا درست فيها الاشعاع النووي، وحصلت علي الدكتوراه في الاشعه السينيه وتاثيرها علي المواد المختلفه . 

سميره موسي.. حلم لم يكتمل

انجزت الرساله في سنتين وقضت السنه الثالثه في ابحاث متصله وصلت من خلالها الي معادله هامه (لم تلق قبولاً في العالم الغربي انذاك) تمكن من تفتيت المعادن الرخيصه مثل النحاس ومن ثم صناعه القنبلة الذرية من مواد قد تكون في متناول الجميع، ولكن لم تدون الكتب العلميه العربيه الابحاث التي توصلت اليها د. سميره موسي . 

كانت تامل ان يكون لمصر والوطن العربي مكانا وسط هذا التقدم العلمي الكبير، حيث كانت تؤمن بان زياده ملكيه السلاح النووي يسهم في تحقيق السلام، وان اي دوله تتبني فكره السلام لا بد وان تتحدث من موقف قوه. 

قامت بتاسيس هيئه الطاقة الذرية بعد 3 اشهر فقط من اعلان الدوله الاسرائيليه عام 1948، وكانت تامل ان تسخر الذره لخير الانسان وتقتحم مجال العلاج الطبي حيث كانت تقول: "امنيتي ان يكون علاج السرطان بالذره مثل الاسبرين". 

استجابت الدكتوره سميره الي دعوه للسفر الي امريكا في عام 1952 ، اتيحت لها فرصه اجراء بحوث في معامل جامعه سان لويس بولايه ميسوري الامريكيه، تلقت عروضاً لكي تبقي في الولايات المتحده لكنها رفضت. 

وقبل عودتها بايام استجابت لدعوه لزياره معامل نوويه في ضواحي كاليفورنيا في 15 اغسطس، وفي طريق وعر مرتفع ظهرت سياره نقل فجاه، لتصطدم بسيارتها بقوه وتلقي بها في وادٍ عميق. 

قفز سائق السياره وهو زميلها الهندي في الجامعه الذي يقوم بالتحضير للدكتوراه والذي اختفي الي الابد، واوضحت التحريات ان السائق كان يحمل اسمًا مستعارًا وان اداره المفاعل لم تبعث باحد لاصطحابها. 

كانت تقول لوالدها في رسائلها: "لو كان في مصر معمل مثل المعامل الموجوده هنا كنت استطيع ان اعمل حاجات كثيره". 

علق محمد الزيات مستشار مصر الثقافي في واشنطن وقتها ان كلمه (حاجات كثيره) كانت تعني بها ان في قدرتها اختراع جهاز لتفتيت المعادن الرخيصه الي ذرات عن طريق التوصيل الحراري للغازات و من ثم تصنيع قنبلة ذرية رخيصه التكاليف . 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل