سمعت عنها قبل كده؟.. زرقاء اليمامة تموت بعد اقتلاع عينيها

التاريخ كتاب واسع ومفتوح ومليء بالقصص والحكايات الغريبه والمثيره، التي تلخص تفاصيل ودراما العالم والناس علي امتداد السنوات، والتوغل في كتاب التاريخ ومطالعه بعض صفحاته امر كفيل باثاره الدهشه والاستغراب، وتعبئه خيالك وعقلك وروحك بكثير من المفارقات والمواقف العجيبه، وفي التاريخ العربي وحكاياته يمكنك ان تقع علي كثير من هذه القصص والحكايات المدهشه، ومنها حكايه زرقاء اليمامة، وتفاصيل قصّته بدءًا من موهبتها الكبير وبصرها الحاد بشكل خارق، ووصولاً علي نهايتها الماساويه وطريقه موتها ونهايه قومها، فهل تعرف تفاصيل هذه الحكايه ومسارها؟ هنا في “كايرو دار” يمكنك التعرف معنا علي تفاصيل مثيره لا تتوقعها من خلال السطور القليله المقبله.

زرقاء اليمامه امراه عربيه من اهل نجد، عاشت في قوم “جديس”، وهم من اقدم اقوام العرب في شبه الجزيره العربيه، مثل قومي عاد وثمود، وكانت زرقاء اليمامه صاحبه عينين زرقاوين وبصر حاد، تري به الشخص علي مسيره ثلاثه ايام، وتبصر الشعره البيضاء في اللبن.

ذكرت الروايات التاريخيه، ان قوم “جديس” – التي كانت زرقاء اليمامه منهم – اذلهم قوم “طسم”، بان ولّوا عليهم رجلاً فاسقا ظالمًا يحكمهم، ويُدعي عمليق، فكانت لا تُزَفّ بكر من “جديس” حتي يؤتي بها اليه، فيدخل بها قبل زوجها، حتي لحق العار شموس اخت الاسود بن عفار سيد جديس، فقرر الانتقام منه بقتله، وبعدها اصبح الاسود حاكمًا علي قبيلتي طسم وجديس، وحكم فيهما بالعدل، الا ان الاستقرار لم يدم طويلا، اذ استغاث رجل من قوم “طسم”، يدعي رياح بن مره، بالملك الحِمْيَري حسّان بن تُبّع، ضد الاسود بن عفار، فاجاب له طلبه وسار معه الي قوم “جديس” حيث زرقاء اليمامه.

نبّه رياح بن مُرّه، القائد حسان الحميري، واعلمهم بامر زرقاء اليمامه، وانها اعتادت علي ان تكشف قدوم الاعداء الي قومها وهم علي بُعد مسيره ثلاثه ايام، ما يؤهلهم للاستعداد الجديد لهم، فسالوه: حتي في الليل، فاجابهم “رياح” بان بصرها في الليل اكثر حدّه، وارشد “حسان” الي ان يامر فرسانه بان يقطعوا الاشجار ويستتروا بها، حتي لا تكشف زرقاء اليمامه امرهم، ولكن زرقاء اليمامه نظرت ليلاً وحذّرت قومها، وانشدت ابياتا من الشعر قائله:

خذوا خذوا حذركم يا قوم ينفعكم

فليس ما قد اري من امر يحتقر

اني اري شجرًا من خلفه بشـرٌ