واشنطن بوست: التحولات الجذرية التي حولت جوجل إلى ألفابيت  - ساسة بوست

منذ ساعه واحده، 12 اغسطس,2015

قامت شركة جوجل يوم الاثنين باعاده هيكله ذاتيه جذريه لتصبح تابعه لشركه جديده تحت اسم (الفابيت) وهو تحول غير مسبوق يعكس الطموحات البعيده للشركه العملاقه والشبكه الهائله من المشروعات التي ساهمت في تطويرها.

التحرك الاخير يمثل اكبر خطوات جوجل لتجاوز جذورها كمحرك بحثي وتحول الشركه لجنرال الكتريك العصر الرقمي.

في التنظيم الجديد سيصبح محرك البحث وهو المشروع الرئيسي لجوجل الذي يستقبل ثلثي عمليات البحث علي شبكة الإنترنت في العالم قسمًا واحدًا مستقلًا. القسم الجديد سيشمل الي جانب محرك البحث، موقع (يوتيوب)، ونظام تشغيل الهواتف الذكية (اندرويد) بالاضافه الي خرائط جوجل وتطبيقات جوجل والاعلانات.

ستصبح المشروعات الاخري في الامبراطوريه التي يبلُغ حجمها 440 مليار دولار اقسامًا منفصله تحت مظله (الفابيت). يتضمن ذلك الاستثمارات في ابحاث مكافحه الشيخوخه (كاليكو)، ومشروع (نيست) لانترنت الاشياء ومشروع (وينج) للطائرات بدون طيار و مشروع (فايبر) لانترنت فائق السرعه والسيارات ذاتيه القياده.

هذا التغيير غير المتوقع والذي يخالف الكثير من قواعد اللعبه في عالم الشركات الامريكيه قد يحمل معه الكثير من المخاطر علي جوجل، عملاق الويب الذي اصبح اسمه فعلًا مُدرَجًا في اللغه الانجليزيه.

المسئولون التنفيذيون في جوجل يرون عكس ذلك وينظرون الي ميلاد (الفابيت) كبدايه لفصل جديد مثير للغايه في حياه جوجل كما انه فجر جديد للشبكه العنكبوتيه.

(لاري بيدج) المؤسس الشريك لجوجل والمدير التنفيذي لالفابيت كتب يوم الاثنين يقول ان: “الهيكل الجديد سيسمح لنا بتركيز اكبر علي الفرص الاستثنائيه داخل جوجل. نحن نعتقد ان الشركات تميل مع مرور الوقت لفعل الشيء نفسه مع اجراء بعض التغييرات الطفيفه فقط. ولكن في صناعه التكنولوجيا حيث الافكار الثوريه هي التي تفتح الافاق لمجالات اوسع للنمو والتطور، عليك ان تفعل اكثر من ذلك حتي وان لم يكن ذلك مريحًا“.

جوجل، عملاق التكنولوجيا واحدي كبري الشركات في العالم واكثرها قيمه، استثمرت بكثافه في مجال البرمجيات والانظمه والبني التحتيه لتحافظ علي تواصل كوكبتها من الابتكارات المربحه. ولكنها قامت ايضًا بتمويل الافكار والمشاريع الناشئه خارج جدران مقر جوجل الرئيسي، جوجل بليكس، في (ماونتن فيو) عبر اذرعها الاستثماريه (جوجل كابيتال) و(جوجل فينتشرز).

الكثير من ابتكارات جوجل الجريئه خرجت من معملها البحثي الغامض، جوجل اكس. ابتكارات مثل عدسات جوجل اللاصقه التي تقيس نسبه السكر لدي مرضي السكري او مشروع (لوون) الذي يهدف الي ايصال الانترنت للمناطق النائيه في العالم عبر اسراب من البالونات تحلق علي ارتفاعات عاليه.

ولكن الشركه العملاقه ظلت تحاول الخروج من اسر علامه (جوجل)، المشروع الاصلي لاثنين من طلاب جامعه (ستانفورد) والذي اطل علي العالم في 1998 عندما كان الانترنت ما زال في مهده في محاوله لفهرسه المعلومات.

محرك البحث، والذي يُعَد من اهم مصادر الدخل للشركه، لم يتاثر بالتوسعات الضخمه في جوجل بل قادها نحو تحقيق ايرادات سنويه تُقَدر بنحو 60 مليار دولار.

بعض المستثمرين والمحللين يرون ان علي جوجل ان تقلل من المشاريع الجانبيه كما يفعل عملاقا التكنولوجيا (ابل) و(فيسبوك) اللذان يوجهان ابتكاراتهما نحو خدمه مشاريعهما الاساسيه. بينما اثار محللون اخرون مخاوف حول كيفيه عمل مشروعات الفابيت المختلفه جنبًا الي جنب وكيف ستتقاسم راس المال خاصه وان هذه المشروعات تختلف كثيرًا فيما بينها من حيث الاسواق المستهدفه وفرص النجاح.

المؤسسان المشاركان في جوجل، (سيرجي برين) و(ايريك شميدت) سيصبحان علي التوالي الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة (الفابيت). بينما سيتولي (سوندار بييشاي) نائب رئيس جوجل سابقًا منصب المدير التنفيذي لجوجل في شكلها الجديد.

ستبقي (الفابيت) شركة مساهمة عامه وستحل محل جوجل في المعاملات التجاريه ومحافظ المساهمين، بينما سيبقي رمزها في بورصه (ناسداك) كما هو. الجدير بالذكر ان اسهم الشركه صعدت بقيمه 6% بعد هذا الاعلان.

بين التفاصيل تكمن العديد من المخاطر التي تنتظر جوجل بعد هذا التحول الكاسح. علي جانب اخر قال (بيدج) انهم اختاروا للشركه المظله اسم (الفابيت – الابجديه) لانها ترمز للغه وهي واحده من اكثر ابتكارات البشريه اهميه.