نور الشريف.. رحيل «أسطى» التمثيل و«آخر الرجال المحترمين»

يعتبره الجميع واحدًا من كبار «اسطوات» فن التمثيل، ليكون في طليعه صناعه السينما المصرية علي مدار اكثر من اربعين عامًا، انه الفنان نور الشريف، الذي رحل عن عالمنا عن عمر يناهز 69 عاما، بعد صراع مع المرض.

نور الشريف، اسمه الحقيقي «محمد جابر محمد عبدالله»، ولد في الخليفه بالقاهره، وتوفي والده وهو عمره "سنه واحده"، وبدا التمثيل في المدرسه، حيث انضم الي فريق التمثيل بها، وكان لاعبًا في اشبال كرة القدم بنادي الزمالك، وبعد ان حصل علي الثانوية العامة، التحق بكليه التجاره، ثم تركها والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ليتخرج بتقدير امتياز، وترتيبه الاول عام 1967، وتزوج من الفنانه بوسي، منذ عام 1972، وله بنتان هما «ساره، ومي»، ثم انفصلا ثم عادا في عام 2015.

وتعرف «نور» علي المخرج المسرحي سعد اردش، ورشحه للعمل معه في دور صغير بمسرحيه «الشوارع الخلفيه»، ثم اختاره المخرج كمال عيد، ليمثل في مسرحيه «روميو وجولييت»، واثناء البروفات تعرف علي عادل امام، الذي رشحه للمخرج حسن الامام، ليقدمه في فيلم «قصر الشوق»، وحصل منه علي شهاده تقدير، وكانت اول جائزه يحصل عليها.

ونستعرض حياه الفنان الراحل نور الشريف، علي مدار سته مشاهد:

البدايه، مع مسلسل «عادات وتقاليد» عام 1966، اخراج حماده عبد الوهاب، وعقيله راتب، وعبد العظيم عبد الحق، وفي العام نفسه، يختاره حسن الامام، للعب دور «كمال» في ثاني اجزاء ثلاثيه نجيب محفوظ، وهو فيلم «قصر الشوق»، وفي هذه المرحله قدم عده مسلسلات؛ منها «القاهره والناس»، مع المخرج محمد فاضل، و«ذكريات بعيده»، و«الانتقام» وانهاها عام 1971، بفيلم «المتعه والعذاب» وقدم فيها «السراب» و«بئر الحرمان»، و«زوجتي والكلب»، وحالفه الحظ في هذه المرحله ليصبح من النجوم الشباب القادمين للسينما المصريه، وقدم فيها عدد من البطولات جعلته اول ابناء جيله وصولا لهذه المرتبه.

مع بدايه ظهوره، قدم «الشريف» العديد من ادوار الشاب العابث او صاحب الدم الخفيف، وتنتهي هذه المرحله عام 1975، وعلي الرغم من ان «الشريف» كان «ناصريًا حتي النخاع»، انتقد في اعماله فتره حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في فيلم «الكرنك»، كما قدم في هذه المرحله مجموعه من الافلام الهامه والخفيفه في نفس الوقت مثل «شقه في وسط البلد»، و«الحفيد»، و«الشوارع الخلفيه»، و«ابناء الصمت»، و«في الصيف لازم نحب»، والجزء الثالث من «السكريه»، و«المراه التي غلبت الشيطان».

في نهايه مرحله السبعينات، بدا «الشريف» يصل لمرحله النضج والتمرد علي ادوار الشاب الوسيم المهووس بالفتيات فقدم عام 1976، فيلم «دائره الانتقام»، وحمل فيه اسمه الحقيقي «جابر»، وهو الفيلم الذي اقتبس منه فيما بعد فيلم «واحد من الناس»، كما قدم مسلسل «مارد الجبل» الذي دارت احداثه في فتره المماليك. وعام 1978، يقدم مسرحيته «بكاليروس في حكم الشعوب»، و«اهل القمه» عام 1980، و«حبيبي دائمًا» في نفس العام مقدمًا واحدًا من انجح افلامه الرومانسيه في تاريخه.

صانع النجوم يبدا مرحله الانتاج وكتابه التاريخ السينمائي

يقدم نور الشريف، المخرج محمد خان، في اول افلامه «ضربه شمس»، عام 1980، والذي يعتبره البعض من اهم الافلام التي قدمت شوارع القاهره، وعام 1982، يلعب «نور» بطوله اول فيلمين لراحل عاطف الطيب، و«الغيره القاتله»، و«سواق الاوتوبيس»، الذي اصبح واحدًا من اهم افلام السينما المصريه، واخر اعمال الفنان الراحل عماد حمدي، ولعب فيه «نور»، دور سائق اوتوبيس، يحاول حمايه ورشه والده، وفي العام نفسه يلتقي «الشريف» مع العالمي يوسف شاهين، في فيلم «حدوته مصريه»، وتنتهي هذه المرحله عام 1992، بفيلم «ناجي العلي».

يبدا «الشريف» في تقديم ادوار «الاب»، كما يعود تليفزيونيًا ليقدم مجموعه من انجح اعماله منها «عمر بن عبد العزيز»، و«هارون الرشيد»، و«لن اعيش في جلباب ابي»، و«الحاج متولي»، و«حضره المتهم ابي» و«الرحايا»، و«الدالي»، و«الرحايا»، و«عاشور الناجي».

وقدم ايضا افلام تجريبيه مثل «الرقص مع الشيطان»، في دور الدكتور واصل، ومسرحيه «يا مسافر وحدك»، وهي تجربه مسرحيه صوفيه كامله، ويدخل «نور» تجربه الاخراج في فيلم «العاشقان»، الذي جمعه وزوجته بوسي.

ويعود «نور» للتعامل مع يوسف شاهين، ويقدمان «المصير»، الذي شارك في المسابقه الرسميه لمهرجان كان عام 1997، وحصل «شاهين» في هذه الدوره علي جائزه مهرجان كان، في يوبيله الذهبي عن مجمل اعماله.

«الشريف» المحب للحياه والقابض علي فنه حتي الرمق الاخير

كان نور الشريف، محبا للحياه، ومصرًا علي التعاطي مع عشقه للتمثيل حتي اخر مراحل حياته، واصر وهو في قمه صراعه مع المرض علي تقديم اخر افلامه «الخروج الي القاهره»، وحصل علي اخر جوائزه في شهر يونيو الماضي، بمهرجان وهران في المغرب، علي جائزه افضل ممثل، ليرحل «نور» وطعم الجوائز في فمه.

وفاه الفنان نور الشريف عن عمر يناهز 69 عامًا بعد صراع مع المرض

«الصريطي»: عزاء نور الشريف بمسجد عمر مكرم الجمعه المقبل