المحتوى الرئيسى

الحركة الحوثية.. أكذوبة المظلومية

08/12 04:26

تضع الحركات الاكثر تطرفاً لافتات تتوافق مع الحاضنه المجتمعيه التي تمارس نشاطها في جغرافيتها, في اليمن, وضعت الحركه الحوثيه "مانفيستو" عريض لتوسعها في المحافظات اليمنيه, كان "المانفيستو", المظلوميه وقضيه صعده وتهميش المذهب الزيدي , وهذه قضايا فيها شيء من الحق تحول مع الزمن الي كابوس وظلم ضد كل من يخالف توجهات الحركه الحوثيه سياسياً او مذهبياً.

منذ قدوم الامام الهادي يحيى بن الحسين الرسّي الي صعده قبل اثني عشر قرناً, مروراً بدول الائمه حتي نشوء الحركه الحوثيه شهد اليمنيون تعايشاً مذهبياً راقياً طوال تلك الحقب, لكن الحركه الحوثيه قلبت هذا التاريخ بقوه السلاح لتتوسع في المناطق التي لا يتواجد فيها مناصرون لها كتعز وعدن واب وغيرها, لتفجّر مساجد المخالفين وبيوتهم, لتضعهم في الاقبيه والمعتقلات, لتغلق كل المنابر المخالفه لها.

قامت ثوره 11 فبراير2011 الشبابيه السلميه وانضم لها الحوثيون وشكّلوا تكتلاً شبابياً كبيراً اسموه "شباب الصمود" وبدات القصه من الساحه بان اتخذوا ساحه مختلفه عن تلك التي جمعت الاطياف اليمنيه تحت مظلّه خيامها "ساحه التغيير" امام بوابه جامعه صنعاء, وكان ذلك حقاً مدنياً مكفولاً لكنه كان ينبئ عن ذهنيه متخلفه ترفض الهتاف الجمعي مع بقيه الاطياف اليمنيه او اليساريه, وبينما كانت الثوره تواجه نظام علي عبدالله صالح كانت الحركه تتوسع في محافظتي حجه والجوف, بتناقض صارخ بين الثوره السلميه والايديولوجيا الملغّمه بشعارات الموت والاستشهاد.

قبل ذلك, وفي اطار الحديث عن المذهب الزيدي وتهميشه, لم يعرف اليمنيون مسجداً زيدياً اغلق او مركزاً تعليمياً تمت مصادرته كما فعل الحوثيون مع خصومهم في السنه الماضيه والحاليه, كانت هناك طفره في الاتجاه نحو الفكر القادم من السعوديه "السلفيه" وذلك عائد لامكانات هائله كانت تُضخّ في المحافظات اليمنيه, وعلي ان الفعل هذا كان سلبياً في نتائجه لكنه اتخذ وسائل ناعمه, التدريس والدعوه, ومع انحسار المذهب الزيدي كممارسه ظلت الهضبه الزيديه الشماليه هي المسيطره علي الحكم والسياده في اليمن حتي قيام ثوره الشباب السلميه في 2011 م, وانقلبت الموازين لصالح الوسط والجنوب بدرجه رئيسيه.

بعد قيام الثوره الاولي, 26 سبتمبر 1962 م, انتقل الحكم من ال حميد الدين (الحامل الاول للمذهب الزيدي) ليبقي في اطار "الزيديه السياسيه" وصعد المشير عبدالله السلال "زيدي المذهب" وتعاقب بعده الارياني والحمدي والغشمي واخيراً لعلي عبدالله صالح , وكلّهم ينتمون للجغرافيا الزيديه, وهم زيديّو المذهب, ومن سقط فقط هو حكم الاسر الهاشميه التي كانت تحكم اليمن الشمالي لاكثر من عشره قرون متتابعه.

لذلك, ظل ابناء اقليم "ازال" وفقاً للتقسيم الاداري الجديد لليمن, هم المسيطرون علي السلطه بما فيهم الهاشميون انفسهم, وظلّت قبيلتا حاشد وبكيل ,المنتميتان لشمال الشمال, مسيطرتين علي الحكم لفتره طويله, ومع انحسار دائره الحكم مؤخراً اصبح محصوراً في عائلات محدوده قريبه من الرئيس السابق علي عبدالله صالح, لذلك, الحديث عن مظلوميه وتهميش في الحكم ليس سوي ذرّ الرماد علي عيون الحقيقه القائله ان الوسط (تعز واب) والجنوب, هي المناطق التي تم تهميشها مع ان هذه المناطق تمثل الكثافه السكانيه الاكبر, لكنها ظلّت علي الهامش, لكن هذا حديث متجاوز عنه بعد مسيره الحوار الوطني والدستور الاتحادي والذي ضمن حقوقاً متساويه لجميع ابناء الشعب, وذلك بقيام دوله فيدراليه من سته اقاليم مع وجود حكومه مركزيه بصلاحيات سياديه محدوده.

مخرجات الحوار الوطني الذي اتخذت منه الحركه الحوثيه شعاراً برّاقاً ابّان محاصرتها للعاصمه صنعاء, كانت وثيقه جامعه وكان الحوثيون اول الموقعين علي هذه العريضه التاريخيه, مسودّه الدستور الاتحادي الذي كفلت في طيّاتها نظاماً عادلاً للجميع انقلب عليه الحوثيون وحليفهم صالح لانهم يرون العداله من ثقب الهيمنه التاريخيه التي تخولهم حكم اليمن كاملاً, ناجزاً, بصلاحيات كامله, اما النظام الفيدرالي فلن يحقق هذه المطامع, والا لكانوا اول المتشبثين به.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل