المحتوى الرئيسى

الحسكة.. توقفت المعارك والألغام باقية

08/10 22:19

وبعد ان وضعت الحرب اوزارها لصالح الاخيره عاد جزء كبير من الاهالي لقراهم شبه المدمره، ليكتشفوا ان الموت الذي هربوا منه يعيش بمنازلهم وداخل ازقه قراهم واراضيهم الزراعيه ويتمثل بالالغام التي زرعها طرفا الصراع.

ويقول محمود من قريه الحويه بالحسكه السوريه "امي مسنه وتدعي منيفه السلامه، فارقت الحياه بسبب انفجار جسم غريب من مخلفات الحرب اثناء نزوحنا عن قريتنا".

واضاف للجزيره نت "لم اتبين الجسم الغريب، فقد وجده اخي وحاول تحريكه، ثم رفعه بيده وهزه فانفجر واصبنا جميعنا مع ابي وبترت يد اخي ورجله".

ويروي عبد الله العبد الله -عضو اتحاد شباب الحسكه بمنطقه جبل عبد العزيز- كيف اصيب الطفل امير فواز الحمود (14 عاما) بمحيط قريه نوفليه الحمدو اثناء رعيه الاغنام عند عبثه بجسم غريب، فقد ادت الاصابه لبتر اصابع يده وقدمه.

وقال ان "حوادث كثيره تحصل بسبب الالغام والمقذوفات العسكريه قتلت العشرات في منطقتنا، منهم ثلاثه مدنيين من عائله واحده بينهم طفلان.

وحسب العبد الله، فان الشاب علي ابراهيم العلي من قريه الشبليه قتل بانفجار لغم ارضي بدراجته علي طريق فرعي.

في السياق نفسه تحدث احمد -سائق سياره- في الحسكه عن صاحب سياره لبيع الخضار قتل وجرح شخصان بانفجار لغم بينما كان متوجها بسيارته من مدينه راس العين لبلده سلوك بريف الرقه الشمالي.

ولفت احمد الي انه بات يستشعر الخطر اثناء قيادته سيارته في مناطق شهدت معارك.

وتحدث عدد من سكان قريه شيخ رجوم للجزيره نت عن تحول قريتهم لثكنه عسكريه اثناء المعارك، حيث حفرت انفاق وخنادق غطيت بالواح الصفيح واحيطت بحقول الغام مما جعل الناس غير قادرين علي العوده لمنازلهم حتي بعد اشهر من انتهاء المعارك.

ويقول ابو احمد -احد السكان- للجزيره نت "مللنا العيش في العراء في خيم صنعناها من اكياس الخيش التي كنا نستخدمها لحفظ القمح والشعير والقطن، فقررنا العوده الي بيوتنا، التي يحيطها بها الرعب والموت من كل جانب".

وتابع "بعض الانفاق تخرج منها روائح كريهه، مما يعني وجود جثث فيها، وهي متصله بعضها ببعض، وتكثر فيها الالغام والاجسام الغريبه التي تنفجر بين حين واخر عند لمسها من انسان او حيوان".

واشار الي انه "في بدايه يوليو/تموز الماضي انتشرت اغنام احد الرعاه في احد الوديان القريبه من القريه، فانفجرت الالغام بالقطيع، مما ادي لنفوق 70 راسا، فالمنطقه باتت شديده الخطوره".

غياب الجهه المتخصصه، وانشغال الفصائل المتناحره في حربها، دفع السكان المحليين الي ابتكار طرق للكشف عن الالغام وتدميرها، حيث بادر اهالي قري طريق راس العين-العاليه لحل المعضله بالاعتماد علي انفسهم، فباتوا يضعون اشارات لتنبيه الماره لوجود خطر، مثل نصب اكوام حجاره قربها او بمحيطها.

وفي الجزء المقابل لقريه قبر عامر من الطريق يمكن معرفه مكان وجود اللغم، من اكوام الحجاره حوله فيتجنبه سائقو السيارات.

عبوه ناسفه في ارض زراعيه بالحسكه يخشي من انفجارها (الجزيره)

وفي المنطقه نفسها التقينا فتي دون السادسه عشره من عمره قرب منطقه كوع شلاح، ولدي سؤاله عما اذا كانت هناك الغام بقريته، قال ان "الاهالي في قري المقسومه والعلوش وعبيد الحربي يعملون علي تفكيك الالغام بطرق بدائيه.

واشار الي انهم صنعوا ما يشبه كاسحه الغام هي عباره عن دولاب جرار زراعي قديم يربط بحبل قوي وطويل، توضع فوقه اكياس التراب ويمرر فوق المناطق التي ترصد فيها الالغام الارضيه لتنفجر".

وتحدث الفتي عن احتراق حصاد القمح الذي زرعه بمحيط قريه "رسم الرهجه" في انفجار لغم، مما جعل اصحاب الحصادات يشترطون علي الفلاحين تفتيش الحقل بشكل كامل قبل بدء الحصاد خشيه علي حياتهم، وغالبا تنتهي عمليات التفتيش بالعثور علي الغام وعبوات ومقذوفات.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل