المحتوى الرئيسى

كيف اخترق اليهود الحركة الشيوعية المصرية وقادوها للخيانة

08/09 15:48

عقد اليهودي "چوزيف روزنتال" في بدايات القرن العشرين عده اجتماعات ضمت بعض اليهود غير الصهاينه داخل مقرات الفرع المصري للمحفل الماسوني العالمي، حيث اتفقوا علي تاسيس مجموعه حلقات وخلايا شيوعيه سرعان ما اندمجت معاً عام 1921 تحت اسم الحزب الإشتراكي الذي غير اسمه في العام التالي 1922 ليصبح الحزب الشيوعى المصرى، دون حصوله علي عضويه الحركة الشيوعية العالميه "الكومنترن" سوي عام 1923 بعد تنفيذه لاشتراطات الكومنترن، المتمثله في فصل اليهودي "چوزيف روزنتال" من قياده الحزب مع استبعاد كافه اليهود عن المواقع الحزبيه العليا والهامه نظراً لعلاقاتهم الخارجيه المشبوهه وانشطتهم ذات التاثير الضار علي الشيوعيين المحليين والاقليميين والعالميين، وفي اربعينيات القرن العشرين قام اليهودي "هنري كورييل" الذي كان قد تسلم الرايه من "چوزيف روزنتال" بعقد عده اجتماعات ضمت بعض اليهود" غير الصهاينه "داخل نفس مقرات الفرع المصري للمحفل الماسوني العالمي، حيث اتفقوا علي معاوده تاسيس حلقات وخلايا شيوعيه جديده ما لبثت ان اندمجت فيما بينها عام 1948 تحت اسم تنظيم" حدتو" عقب مشاركاتها المؤثره في تنظيم" طليعه العمال والفلاحين "المعلن عام 1946 ثم مشاركاتها الاقل تاثيراًَ في تنظيم" الرايه "المعلن عام 1950، وعلي سبيل الامثله لا الحصر، فقد برزت مع اليهوديَين الشيوعيَين السابق ذكرهما "چوزيف روزنتال "و"هنري كورييل "اسماء اليهود الشيوعيين" راؤول كورييل "و"چورج بواتييه" و"مارسيل اسرائيل شيرازي" و"بول جاكوب دي كومب" و"ريمون ابراهيم دويك" و"هليل شوارتز" و"يوسف موسي درويش" و"الفريد كوهين" و"عزرا هراري" و"شحاته هارون" و"ريمون استانبولي" و"صادق سعد" و"هانز بن كسفلت" و"سلامون سيدني" و"ايريك رولو" و"بهيل كوسي افيجدور" و"ريمون اجيون" و"يوسف حزان" و"البير ارييه" كما برزت اليهوديات الشيوعيات "شارلوت روزنتال" و"ماري روزنتال" و"ناعومي كانيل" و"يهوديت حزان" و"هنرييت ارييه" و"جانيت شيرازي" و"چويس بلاو" و"ديدار عدس" و"ناوله درويش" و"ماجده هارون"، وفي عام 1950 قرر "فؤاد سراج الدين" وزير داخليه حكومه الوفد الليبراليه معاقبه "هنري كورييل" باسقاط الجنسيه المصريه عنه وطرده خارج البلد ومنعه من العوده اليها مدي الحياه نظراً الي علاقاته الخارجيه المشبوهه التي وصلت حد العمل لصالح العدو الاسرائيلي اثناء حربه ضد مصر عام 1948 فيما يتفق مع تحذيرات" الكومنترن "حول انشطه" كورييل" ذات التاثير الضار علي الشيوعيين المصريين اسوه بسلفه "روزنتال"، فسافر" هنري كورييل" الي روما ومنها الي باريس حيث اقام وانشا عام 1952 تنظيماً سياسياً جديداً لليهود الشيوعيين "غير الصهاينه" المطرودين من مصر والمقيمين في البلدان الاوروبيه لاسيما فرنسا وايطاليا واليونان والذين كان عددهم انذاك خمسين شخصاً، واطلق "كورييل" علي تنظيمه الجديد اسم مجموعه "روما" واعتبرها الامتداد الخارجي لتنظيم "حدتو" الشيوعي المصري الداخلي بينما اثبت الواقع العملي ان التنظيم المصري هو الذي شكل امتداداً للمجموعه اليهوديه، التي تولي" هنري كورييل "رئاستها بنفسه حتي اغتياله الغامض عام 1978 ليخلفه" يوسف حزان" ثم "ديدار عدس "واخيراً" البير ارييه "المقيم حالياً بحي" باب اللوق" في وسط القاهره واستمر انصار "كورييل"من الشيوعيين المصريين سواء كانوا يهوداً" غير صهاينه "او كانوا صهاينه" غير يهود" يتلقون توجيهاته لينفذونها بدقه عسكريه صارمه، وهكذا انضموا الي الحزب الشيوعي المصري عام 1958 ثم قادوا مؤامره حله عام 1965 ثم عادوا في منتصف سبعينيات القرن العشرين بتشكيل تنظيم "الانتصار" شبه العلني المستتر خلف حزب "التجمع التقدمي" العلني، ليظهر علي راس التنظيم والحزب انصار "كورييل" من اليهود مثل "يوسف درويش" و"صادق سعد" و"شحاته هارون" و"البير ارييه" ومن غير اليهود مثل الرفيق "حسن" المرتبط بعلاقه غراميه حميمه مع اليهوديه" ن.د "التي سنضطر الي حجب اسمها لاعتبارات النشر.!!

    انتشرت الفيروسات الصهيونيه داخل جسد الحركه الشيوعيه المصريه بكافه احزابها وتنظيماتها وحلقاتها وخلاياها عبر مراحلها التاريخيه الثلاث وما بينها ليتمكن الصهاينه من اختراقها دائماً وامتطائها احياناً، حتي ان معظم النضالات المخلصه والتضحيات الحقيقيه لقيادات وكوادر واعضاء تلك الحركه ذوي الدوافع الوطنيه والديمقراطيه والاجتماعيه النزيهه قد تم توجيهها واستغلالها من قبل الصهاينه بشكل خبيث لصالح اهدافهم المحليه والاقليميه والعالميه غير النزيهه، وفي مقدمتها اقامه دوله اسرائيل فوق الاراضي الفلسطينيه ثم تمكينها من الهيمنه علي محيطها العربي والاسلامي بالمخالفه لابسط بديهيات المنطق والتاريخ والجغرافيا، حيث انتصرت الانحرافات الصهيونيه الانتهازيه علي الاحلام الشيوعيه النبيله منذ البدايات المبكره بنجاح الصهاينه في دفع الشيوعيين المصريين ثم استخدامهم لدفع مجمل الحركه السياسيه المصريه نحو تاييد بريطانيا اثناء الحرب العالميه الأولى (1914- 1919) ضد دوله الخلافه العثمانيه التي كانت مصر لم تزل انذاك احد اعمدتها الاساسيه، فكافاهم علي ذلك" ارثر بلفور "وزير الخارجيه ورئيس الوزراء البريطاني بمنحهم عام 1917 وعده الشهير حول مواصله الجهود لتمكينهم من وطنهم القومي المستهدف فوق ارض فلسطين التي انتزعتها بريطانيا من ايدي الدوله العثمانيه، وهو نفس ما كرره الصهاينه مره اخري لصالح بريطانيا ضد المانيا خلال الحرب العالمية الثانية (1939- 1944) مضافاً اليه بعض الانحرافات الجديده التي شاهدها وشهد عليها عدد من الشيوعيين المصريين والسودانيين الاسوياء، كالرفيق" ابراهيم فتحي "الذي كشف في كتابه الهام" هنري كورييل ضد الحركه الشيوعيه "ان"كورييل "انشا في مصر اثناء الحرب العالميه الثانيه ما اسماه" الجبهه المعاديه للفاشيه" والحقها بالفيلق اليهودي التابع للجيش البريطاني، وانه كان يستضيف ضباط جيش الاحتلال البريطاني في مكتبته التجاريه الواقعه بوسط" القاهره" لتسليمهم ابحاثاً عن مختلف الشئون المصريه سبق اعدادها وترجمتها الي اللغه الانجليزيه بمعرفه الشيوعيين المصريين الغافلين، حيث وفرت تلك الابحاث لبريطانيا احتياجاتها المعلوماتيه التفصيليه حول مصر ليس فقط باعتبارها ارض معركتها الرئيسيه ضد المانيا ولكن ايضاً باعتبارها اهم المستعمرات البريطانيه، الامر الذي اعترف به الرفيق" رفعت السعيد البيومي "الموالي لهنري كورييل في كتابه الهام" تاريخ منظمات اليسار المصري "رغم وصفه المخادع لهذا النشاط التجسسي الواضح، بانه كان يهدف الي تقديم معلومات مبسطه لضباط جيش الاحتلال البريطاني المقيمين في مصر عن الاوضاع المحيطه بهم لتعريفهم بالحقائق حتي يشاركون المصريين نظرتهم الي الحياه فيشعرون بالالفه وسطهم، كما كشف" ابراهيم فتحي "ايضاً ان" كورييل "كان يستضيف ضباط جيش الاحتلال البريطاني لمصر في قصره المنيف القائم بحي" الزمالك" القاهري وفي مزرعته الريفيه الكائنه بضواحي الجيزه لتقوم سيدات الاستدراج والسيطره اليهوديات المحترفات بالترفيه الجنسي عنهم، وهو نفس ما اكده لي بخجل شديد المساعد الشخصي لهنري كورييل في تلك الفتره الزمنيه الرفيق السوداني "عبده دهب" اثناء جلساتنا النيليه المتواصله طوال النصف الاول لتسعينيات القرن العشرين خلال عملي كمستشار اعلامي بالسفاره المصريه في "الخرطوم"، موضحاً ان سيدات الترفيه الجنسي اليهوديات كن احياناً يقدمن انفسهن واحياناً اخري يجلبن سيدات ترفيه مصريات لتقديمهن الي ضباط جيش الاحتلال البريطاني حسب طلبات الزبائن.!!

    اقدمت بريطانيا علي خطوه استعماريه مزدوجه تكفل استمرار علاقاتها القويه بالحركة الصهيونية مع حل المشكله اليهوديه في القاره الاوروبيه دون اغضاب الحكومات الاوروبيه الحليفه لبريطانيا، عندما استغلت احتلالها العسكري المباشر لفلسطين في تغيير موازين القوي الديموجرافيه والاقتصاديه والعسكريه علي حساب العرب اصحاب الارض الاصليين لصالح اليهود المهاجرين اليها باعداد كبيره، هرباً من تصاعد الممارسات المعاديه لهم مع اتساع نطاقها الجغرافي علي ايدي الحكومات والحركات النازيه والفاشيه المتناميه والمنتشره في مختلف البلدان الاوروبيه والشرق اوسطيه، لتمهد تلك الهجرة اليهودية الكثيفه الي فلسطين الطريق امام بريطانيا من اجل استصدار قرار الامم المتحده رقم 181 عام 1947 بمنح اليهود وطناً قومياً فوق الاراضي الفلسطينيه وهو القرار الذي حصل علي تاييد الحكومات الاوروبيه الراغبه في تخليص بلدانها من عبء المشكله اليهوديه لديها، الي جانب تاييد الاداره الامريكيه الخاضعه لسيطره اليهود بعد نجاحهم في التغلغل داخل الدوله والمجتمع لديها، بالاضافه الي تاييد الحزب الشيوعي السوفيتي الحاكم في روسيا وتوابعها وحلفائها بعد خداعه من قبل اليهود "غير الصهاينه" المستترين داخل الحركه الشيوعيه المصريه لاقناعه باكذوبه ان انشاء دوله اسرائيل يحقق مصالح الطبقات العامله الفلسطينيه والمصريه والعربيه، الامر الذي تم كشفه لاحقاً علي صفحات كتاب هام نشره انصار "هنري كورييل" بعد اغتياله تحت عنوان "من اجل سلام عادل في الشرق الاوسط" متضمناً تصريحاته السابقه غير المنشوره قبل ذلك، ومنها علي سبيل المثال قوله:"نحن نؤمن بان الجماهير اليهوديه ستحارب حتي النهايه بعزم وقوه للدفاع عن الوجود الشرعي لدوله اسرائيل وعن حقها في العيش بامن وسلام دون ان يفرض عليها العالم اوضاعاً لا تقبلها، لذا فنحن نري ان الافضل للجماهير الاسرائيليه والفلسطينيه معاً هو حل نزاعاتهم البينيه سلمياً عن طريق الاعتراف المتبادل بحقوق الطرفين"، وهكذا امتنع اليهود" غير الصهاينه" والصهاينه "غير اليهود" في تنظيم" حدتو" عن دخول حرب فلسطين ضد العصابات الصهيونيه التي اقامت دوله اسرائيل عام 1948، ثم كلفوا اعضاء تنظيمهم المزدوجين مع تنظيم" الضباط الاحرار "مثل الرفيق" الحاج" (خالد امين محيي الدين) و"ثروت عكاشه" و"احمد حمروش" بالضغط علي الرؤساء العسكريين الذين حكموا مصر تباعاً عقب نجاح انقلاب" الضباط الاحرار "في يوليو 1952 لاقناعهم بجدوي السلام مع اسرائيل، وهو نفس ما فعلوه مع اعضاء تنظيمهم داخل مجلس السلام العالمي مثل سكرتيره العام" يوسف حلمي "وخلفه "خالد امين محيي الدين" وسكرتيره الشخصي" رفعت السعيد البيومي"، كما نجح" كورييل "في توطيد الروابط الخاصه بين اعضاء مجلس السلام العالمي المصريين المشار اليهم ونظرائهم الاسرائيليين مثل "عاموس كانان "و"يوسي عاميتاي "و"يوري افنيري"، حتي ان "يوسف حلمي" وجه في بدايات عام 1956 خطاباً الي قاده حركه السلام الاسرائيليه سلمته لهم مجموعه "روما "يحدثهم فيه باسم الدوله المصريه قائلاً:"نحن في مصر نريد السلام معكم فاذا كنتم تريدونه مثلنا يجب ان تسيطروا علي دعاه الحرب عندكم"، الا ان المشاركه العسكريه الاسرائيليه في العدوان الثلاثي علي مصر اواخر عام 1956 اوقفت مساعي مجموعه" روما" السلميه المباشره، لتبدا مساعيها غير المباشره التي تمثلت انذاك في اختراق بعض الحكومات العربيه بتلبيه احتياجاتها من المستشارين والخبراء والدعم الفني والمالي وصولاً الي استخدام تلك الحكومات في الضغط علي القياده المصريه للقبول بالتسويه السلميه مع اسرائيل، كالدور السري الذي ادته الحكومه الجزائريه انذاك وكافاها "هنري كورييل" عليه بمنحها قصره المنيف القائم في حي" الزمالك" القاهري ليكون مقر السفاره الجزائريه بمصر، مع اختراق منظمه التحرير الفلسطينيه ذاتها عبر اثنين من الشيوعيين المصريين تباعاً هما" رءوف نظمي ميخائيل" الذي اصبح اسمه الفلسطيني" محجوب عمر" ثم  "سمير چوزيف غطاس "الذي اصبح اسمه الفلسطيني" محمد حمزه"، وفي عام 1976 عاودت مجموعه" روما "مساعيها المباشره حيث عقدت في "باريس "اجتماعاً ودياً تفاهمياً لكسر الحاجز النفسي الحائل دون التسويه السلميه بين الاسرائيليين والفلسطينيين، بمشاركه" دانييل اميت "و"ماتي بيلد "و"ارييه الياف "عن الجانب الاسرائيلي مع "عصام السرطاوي" و"ابوفيصل" و"ابوخليل" عن الجانب الفلسطيني مع "هنري كورييل" ونائبه "يوسف حزان" وسكرتيره الشخصي "رفعت السعيد البيومي" كوسطاء عن مجموعه" روما"، وفي اواخر عام 1977 بدا الرئيس" انور السادات" مسيرته السلميه نحو اسرائيل بعد ان كان" كورييل "قد اقنعه بان توابعه داخل مصر سيكافئونه علي ذلك بوقف معارضتهم له عقب مشاركتهم في انتفاضه يناير 1977 التي كادت ان تطيح به، وهو ما تم فعلاً عندما اعلن ثلاثه من اعضاء السكرتاريه المركزيه لتنظيم" الانتصار "هم" محمود توفيق "و"سعد كامل "و"رشدي ابوالحسن" عن وقف معارضتهم للسادات والانتقال مع انصارهم الي تاييد مسيرته السلميه نحو اسرائيل، الا انه لم ينتقل معهم فعلياً الي المعسكر الساداتي سوي حفنه قليله العدد من انصارهم المعروفين باسم "شله روزاليوسف.!!"

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل