المحتوى الرئيسى

ليالى قريش.. الليلة 104

08/09 12:23

عتبه قرر انه هو اللي يختبر الكاهن، قبل ما الكاهن يختبر بنته، يخش عليه مهاجم، بدال ما يستني الدفاع. جاب حبه قمح، وحطها لا مؤاخذه فـ "البوبو" بتاعه المهره "يععع"، ولما دخلوا علي الراجل الكاهن، قال له: احنا مخبيين حاجه عنك: تعرف تقول لنا هي ايه؟

فـ الكاهن قال له: "ثمره في كمره"، عتبه قال له: عايزين اجابه اوضح. فـ الراجل قال له: "حَبه بُرّ في احليل مهر"، "البُر = القمح، والباقي تقدر تستنتجه".

عتبه قال: تمام، بص ع النسوان دول، وقول لنا ايه النظام؟ من غير ما يعرفه انهي واحده فيهم هند. فـ الكاهن بدا يملس كده علي شعر كل واحده، ويقول لها: "قومي”، لـ حد ما وصل عند هند، وراح مزعق: "انهضي غير رسحاء ولا زانيه، ولتلدن ملكا يقال له معاويه"، اظن واضح المعني: "قومي انت لا شِمال ولا زانيه، وهـ تجيبي ملك اسمه معاويه".

اول ما الكاهن قال الحكم بتاعه "بـ سجع الكهان المعروف" ضجت القاعه بـ التصفيق، وعمت الفرحه ارجاء المكان، وبدا القوم يتنططوا من السعاده، ولو فيه مخرج تليفزيوني، هـ يعمل المشهد ده سلوموشن علي طريقه برامج طارق علام زمان، علي مزيكا لـ اغنيه ياسمين الخيام: مبروك مبروك مبروك، مبروك عليكم وعلينا.

راح الفاكه بن المغيره "جوز هند" موطي علي ايدها بايسها: "مراتي حبيبتي” فـ نطرت ايدها منه، وقالت له: "انا هـ اجيب الواد، وهـ اسميه معاويه، وهـ يطلع ملك، بس مش منك، طلقني طلقني طلقني”.

كان من حقها طلب الطلاق، وفعلا حصل، فـ قالت لـ ابوها: انت جوزتني المره اللي فاتت علي مزاجك، المره دي انا اللي هـ اختار، قال لها: اوكي.

اتقدم لها اتنين، سهيل بن عمرو، وابو سفيان بن حرب بن اميه، وابوها عرض عليها سيره الاتنين، وامكانيات كل واحد، فـ هي اختارت ابوسفيان، وخلفت منه معاويه بن ابي سفيان.

والواحد مش بـ يلاقي نفسه مشغول بـ الكاهن اللي بـ يعرف الغيب ده، لـ ان الحكايه دي ممكن يبقي لها تلاتين تفسير، يعني وارد مثلا ان الحكايه ما تكونش حصلت من اصله. ووارد انها تكون حصلت، بس مش كده بـ الظبط، يعني فيها تحابيش من الرواه، او تكون حصلت، وحصلت كده، بس فيه اجزاء ناقصه، زي وجود اتفاق بين عتبه والكاهن، والباقي حركات علي اساس مكه تطمن لـ الكاهن.

وارد كمان تبقي حصلت، وحصلت كده، ومفيش اي اتفاق، بس الكاهن شغلته كده: يستقبل الناس ويبلفهم، ويقول لهم الكلام الحلو، اللي هما جايين يسمعوه، اما حكايه معاويه، فـ يعني هي لو ما خلفتش، ولا خلفت واد وسمته معاويه وما طلعش ملك، هـ ييجوا له بعد تلاتين اربعين سنه يلوموه؟ يا راجل كبر مخك.

واحتمال خامس انه فعلا فيه حد بـ يعرف الغيب، ولا مكشوف عنه الحجاب، ولا ربنا اراد تبرئه ساحه الست الطاهره علي لسان الراجل ده، يعني ليها خمسميه تفسير.

لكن فيه كذا حاجه تلفت انتباهنا فـ القصه دي:

اولا، الصوره المرسومه لـ هند من خلالها، انها ست قويه جباره، تعرضت لـ الموقف بـ شجاعه وثبات، والبراءه ما تعنيش بـ النسبه لها فرحها بـ انها ترجع لـ بيت جوزها، بـ العكس، عاقبته وقتي.

ثانيا، استعداد العرب، خصوصا في مكه، لـ قبول الامور الغيبيه والميتافيزيقيه، يعني بص ع الراجل الفاكه بن المغيره، شاف واحد خارج من عند مراته، شافه بـ عينه محدش قال له؛ لكن الكاهن قال بريئه، تبقي بريئه، فـ الكهانه والعرافه والسحر و"غيرهم" من الامور دي مقبولين من حيث المبدا، الفكره بس انك تثبت لـ نفسك القدره دي، او زي ما بـ يقولوا "تبين كرامه".

ثالثا، الست المطلقه مكنتش زي دلوقتي، عار وشنار، عادي جدا، تتجوز فور انتهاء العده، صحيح هند بنت عتبه سيد القوم، لكن كمان اللي اتقدموا لها ساده برضه، وساده الساده وكريمه الكريمه.

واللي اتجوزته كان ابوسفيان شخصيا.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل