المحتوى الرئيسى

خطايا الدولة.. وفزاعة الإخوان

08/09 08:29

في الوقت الذي كان فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي يلقي كلمته في حفل افتتاح قناه السويس الجديده امام حشد من ضيوف مصر واهلها معلنا فيها الانتصار علي «الفكر الارهابي المتطرف»، كان عدد من قاده جماعه الإخوان يجتمعون في احدي العواصم الاوروبيه لبحث اقامه قنوات اتصال مع النظام المصري الحاكم.

«وقف تنفيذ احكام الاعدام، والملاحقات الامنيه.. مقابل التهدئه ووقف عمليات العنف»، تلك هي الرساله التي قرر المجتمعون تحميلها عبر وسطاء لطرحها علي من بيده الامر داخل الحكومة المصرية.

قبل ذلك الاجتماع بايام، تمكن حلمي الجزار احد ابرز قاده الجماعه والمفرج عنه بكفاله علي ذمه قضيه احداث عنف «بين السرايات» من السفر الي الخارج عبر احد المطارات، فيما هرب علي بطيخ وهو احد القاده الذين شاركوا في اداره التنظيم عقب فض اعتصام رابعه الي دوله مجاوره عبر الحدود، وفقا لما كشفه زميلي محمد خيال في «الشروق» الاسبوع الماضي. في مطلع نفس الاسبوع نشر خيال تقريرا عن سفر حسن مالك رجل الاعمال الاخواني الي تركيا ومنها الي الرياض والتقي خلال زيارته مسئولا سعوديا، ليحمله رساله تتشابه في مضمونها مع ما انتهي اليه اجتماع اخوانه السالف الذكر ــ الخبران لم تنفهما اي جهه حتي كتابه هذه السطور.

اذن التنظيم قائم.. موجود.. قادته يجتمعون.. ويسافرون الي الخارج.. ويلتقون مسئولين بدول صديقه للنظام المصري، يسعون الي «تخفيف الاحكام والكف عن الملاحقات»، او علي الاقل هذا ما يصرحون به ويريدون ان يرسلوه الي المسئولين في القاهره.

لا جدال ان الضربات والملاحقات الامنيه انهكت التنظيم، ودفعت قادته الي البحث عن طريق اخر في رحله تمكين جديده، قد تنتهي بعوده الجماعه لملء كل فراغ قد يحدث نتيجه تخلي الدوله عن القيام بواجباتها تجاه مجتمعها.

لقد نجحت الجماعه خلال العامين الماضيين في جر النظام الحاكم الي السيناريوهات التي ترسمها، واصبحت سياسات الدوله وتحركاتها في هذا الملف مجرد رد فعل لما يقوم به التنظيم.

قبل خلع محمد مرسي في 30 ــ 6 خطط كهنه المقطم في صناعه مظلوميه جديده يتاجرون بها.. قرروا كتابه «تاريخ مواز» ملطخ بدماء شبابهم، يمكنهم من استقطاب جيل جديد ويحافظ علي الفكره والتنظيم، فشدوا الرحال الي ميداني رابعه العدويه والنهضه، وهم يعلمون ماذا بالضبط يريدون من الاعتصام «جر النظام الي عمليه فض عنيفه تنتهي بما يمكن تسويقه علي انه مجزره».. النظام قدم لهم ما يريدون، علما بان عمليه الفض كان من الممكن ان تتم دون اراقه قطره دم، فميدان رابعه خلي تقريبا من المعتصمين بعد بيان القوات المسلحه في 3 ــ 7.

اخطاء نظام 30 يونيو بفتح باب سجن طره لوفود دبلوماسيه عربيه وغربيه للقاء قاده الجماعه المحتجزين علي ذمه قضايا عنف.. لم تقرا اجهزه الدوله عقليه التنظيم جيدا، ولم تدرك الخلافات المتجذره بين التيارات التي اعادت تاسيسه في سبعينيات القرن الماضي، ولم تقدم حتي الان ما يدفع عددا كبيرا من القواعد الي الكفر بما تم شحنهم به.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل