المحتوى الرئيسى

خريطة عالم المخدرات في مصر: الباعة والأصناف والأسعار

08/08 17:10

الدخول الي عالم المخدرات في مصر يجب ان يبدا باهم وحده في بنائه، اي "الديلر" (المروّج او Dealer)، كما يسمي في اللغه الدارجه. وتنبع اهميته من كونه حلقه الوصل بين المتعاطي والتاجر "صاحب البضاعه"، اي انه مفتاح معرفه الكثير عن هذا العالم السرّي والشديد التعقيد. وهو، غالباً، يتخذ لنفسه اسماَ غير شائع او لافت للنظر كـ"شقاوه" او "الاصلي".

عموماً، يتخذ "الديلر" من ناصيه شارع ما بمنطقه مصر القديمة مقرّاً له، منتظراً الزبون. احياناً يسلم البضاعه "ديليفري" للزبائن المرموقين بجامعه الدول او الدقي او المهندسين، او ستجده يحمل حقيبه ظهر، او "دولاب" كما يصطلح علي تسميتها في السوق، في داخلها البضاعه ويقف في نقطه ما علي الطريق الصحراوي بين القاهره واسكندريه، منتظراً اشاره من سياره ما ليبيع بضاعته لمن فيها.

يحصل "الديلر" في الغالب علي نسبه يتفق عليها مع التاجر من الكميه التي يبيعها "هو وشطارته"، علي حسب وصف "م. ف" احد الديلرز بمنطقه ارض اللواء بالجيزه. يؤكد "م. ف" ان ربحه يبدا من 39 دولاراً يومياً، لافتاً الي انه ينجح احياناً في تحقيق ربح يصل لـ131 دولاراً في اليوم، "لمّا يكون السوق ماشي"، علي حد تعبيره.

يقول "م.ف" لرصيف22 انه برغم خطوره هذا النوع من التجاره، فهو يجده ممتعاً ويحقق الربح السريع، مشيراً الي انه كان عاطلاً من العمل الي ان عرض عليه صديقه الذي كان يمتهن العمل نفسه قبله ان ياخذ مكانه بعد سفره الي الخارج، فتردّد في البدايه، لكنه سرعان ما عاد فقبل.

يعد "الديلر" مثل "تاجر التجزئه"، وهو الحلقه الثالثه والاخيره قبل ان يصل "الصنف" ليد "الزبون"، امّا الحلقه الثانيه فهو تاجر المنطقه، الذي يتعامل مع البضاعه بالجمله، ويسمي صاحب "دواليب". امّا "المعلّم" فهو الحلقه الاولي، لانه يتسلم البضاعه بعد دخولها البلاد، ويقوم ببيعها لتجار الجمله. ويمكن الاشاره هنا الي ان التقرير السنوي للهيئه الدوليه لمراقبه المخدرات في الامم المتحده، ذكر ان السلطات المصريه ضبطت في العام 2013 حوالي 84 طناً من القنب "الحشيش"، 80 طناً منها مهرب علي قوارب صيد من المغرب.

يقودنا الرقم السابق الي الحديث عن الارقام المتوافره حول تجاره المخدرات في مصر، والتي لا توصف سوي بانها "مرعبه". فقد وصل مقدار التجاره لحوالي 2.8 ملياري دولار العام 2013، حسبما جاء علي لسان وزير الشباب والرياضه المصري المهندس خالد عبد العزيز خلال لقائه عدداً من الشباب في اغسطس 2014.

وفي 1 يناير من العام الجاري ارتفع الرقم مره اخري اذ ذكرت شبكه المعلومات العالميه للمخدرات "GINAD" انه بحسب تقرير المخدرات العالمي الذي تصدره الامم المتحده سنوياً عن اوضاع المخدرات في العالم، جاءت مصر في المرتبه الـ12 بين اكثر الدول استخداماً للحشيش، اذ وصل حجم الاتجار بالمواد المخدره والانفاق عليها نحو 3 مليارات دولار سنوياً، اي حوالي 2.5% من الدخل القومي في مصر.

واشارت الشبكه الي وجود تضارب في عدد المدمنين في مصر، فعلي الرغم من تاكيد وزير الصحه الدكتور عادل العدوي ان العدد يراوح ما بين 2.5 الي 3 ملايين مدمن، فان احصاءات الامم المتحده تؤكد ان عدد المدمنين في مصر يصل الي 5 ملايين. وتاتي دراسه حديثه لمركز البحوث الاجتماعيه لتؤكد وجود نحو 8 ملايين مدمن.

وبحسب مسح عشوائي اجراه صندوق مكافحه وعلاج الادمان في مصر، علي مستوي مصر كلها لعيّنه من 25,000 اسره، تراوح الشريحه العمريه فيها بين 12 و60 سنه، وقد شمل المسح محافظات القاهره والسويس والغربيه والبحيره وكفر الشيخ ووقنا واسيوط وسوهاج ومطروح والبحر الاحمر، وخلص الي ان نسبه تعاطي الحشيش والبانجو (الحشيش الهندي) والافيون والمورفين بلغت 4,8%، وكان نصيب الحشيش وحده منها 79.8%. علماً ان 50% من المتعاطين، بداوا تعاطيهم في سن راوحت بين 20 واقل من 30 عاماً.

وتظهر العينه ان الترامادول وغيره من العقاقير المشروعه وغير المشروعه تسحب البساط من تحت اقدام "الحشيش"، اذ وصلت نسبه تعاطيها الي 7,7%.

كما اظهرت الدراسه ان الاسره المصريه تستهلك 6% من دخلها علي التدخين، ونفقات المدمن شهرياً حوالي 31 دولاراً كحد ادني.

يعدّ الترامادول، اذن، احد انواع المخدرات الرائجه، وفقاً لمسح صندوق مكافحه وعلاج الادمان، علي الرغم من ان غالبيه انواعه الموجوده حالياَ في الاسواق المصريه مضروبه، حسبما يؤكد الدكتور الصيدلي مصطفي احمد لرصيف22.

يلفت احمد الي ان الشركات المنتجه للترامادول توقفت عن صناعته، مشيراً الي ان المنتجات التي تباع حالياً تحت هذا الاسم تصنع "تحت بير السلم"، وان تكن تركيبتها مشابهه للترامادول. ووفق احمد "ينتج عن التوقف عن تعاطي تلك المواد اكتئاب شديد وقيء واسهال، فضلاً عن قله النوم".

وفيما يخص الحشيش المضروب، يوضح احمد انه عباره عن خليط من العسل والحنه ونبات الخشخاش، بالاضافه لماده مضاده للاكتئاب. ويشير الي ان خطوره المخدرات المضروبه اكبر من الطبيعيه، لان دخول المواد الكيماويه في تركيبها يجعل تاثيرها مضاعفاً في انتاج الهرمونات في الجسم، واكبر من المواد الطبيعيه، بحيث يعتادها الجسم بشكل اسرع، وهذا ما يجعله غير قادر علي القيام بوظائفه دونها.

ويكشف احمد وجود صنفين من الادويه "المسجله علي انها خطره، يقبل علي شرائها حالياً لبيعها علي اعتبار انها مواد مخدره برغم انها ليست مدرجه علي جدول وزاره الصحه للمواد المخدِّره. الصنف الاول يسمي "كبرون" وهو موسّع للشُعَب الهوائيه، لكن شكله يشبه حبه الترامادول، فيستغل "الديلرز" هذا الشبه ويروجونه علي انه ترامادول، فيبيعون الحبه بـ78 و91 سنتاً بدلاً من سعرها الاصلي، والذي يساوي 13 سنتاً. الاسم التجاري لهذا الصنف "بلاطه". امّا الصنف الثاني فهو "امريزول F250"، واسمه التجاري "فراوله"، ويباع بـ1,3 دولار بدلاً من سعر القرص الاصلي وهو 0.06 دولار.

ويؤكد احمد ان شراء هذين الصنفين من صيدليته زاد بشكل غير طبيعي في الفتره الاخيره، فبدلاً من ان يبيع علبه كل اسبوع اصبح يبيع نحو 20 علبه في اليوم، وهذا ما دفعه الي التحري حول الامر حتي وصل الي تلك النتيجه. ويشرح ان من يمتلك الجهاز الذي يستخدم في صناعه الاقراص، يستطيع بسهوله انتاج صنف جديد من المخدرات، من خلال دمج مجموعه من المهدئات والمنومات معاً.

للكيف او المزاج مسمّيات كثيره في السوق. "ل.م" (الضرّيب الكبير) كما يحب ان يدعو نفسه، يقول لرصيف22: "الكيف لازم يتدلع، عشان كده بنسميه اسماء كتيره". حسب الضريب الكبير تتوزع الاصناف والاسعار الموجوده حالياً في السوق علي النحو الاتي:

في ما يخص الحشيش هناك صنف اسمه "تلاتات بسكوته" وهو عباره عن حشيش يتم لفه في سجائر، لونه بني فاتح، وسعر "الصُبَاع" الواحد 18 دولاراً، وهناك صنف اخر اقل جوده يسمي "سبعات"، وهو عباره عن "دبابيس علي حجر الشيشه"، لونه بني غامق، وسعره 16 دولاراً. امّا الصنف الوسط فهو" خمسات"، وهو عباره عن خليط من النوعين السابقين وسعره ما بين 16 و18 دولاراً.

 ويشير اخيراً الي ان الحشيش البلدي متوافر بكثره، ويصل سعر "الطربه" (الكيلو) منه  الي 524 دولاراً، لافتاً الي ان الحشيش اللبناني هو الاكثر جوده، اذ يبلغ سعر "الصباع" الواحد 25 دولاراً. طبعاً، هنالك انواع اخري مثل المغربي والافغاني.

ويراوح سعر باكته البانجو بين 13 و26 دولاراً، امّا الورقه فبـ1.3 دولار، والطلقه بـ2.6 دولاران، وهناك "الفودو" والذي كانت له شعبيه كبيره بين اوساط الشباب قبل ادراجه علي جدول المخدرات.

 امّا عن الاسماء الرائجه في السوق للمخدرات، فهناك "التفاحه" و"المرسيدس الرخمه"، لافتاً الي ان الاسم يكون مرتبطاً بتاثيره علي مزاج متعاطيه. الجدير بالذكر ان كيلو الهيرويين يراوح ما بين 10,487 و13,109 دولارات، امّا الكوكايين فيعد الاعلي سعراً، اذ يصل سعر الكيلو منه الي 85,209 دولارات.

علي قدر الاغراءات الكثيره المتاحه للاتجار بالمخدرات، ياتي الرادع متمثلاً في عقوبات قاسيه لمحاربه تعاطي المخدرات والاتجار بها. يمكن تقسيمها قسمين، الاول عقوبات خاصه بالمتعاطي، وتندرج حسب نوع المخدر ونوع الجريمه فتصل الي السجن من 3 – 10 سنوات، وغرامه لا تقل عن 1,310 دولارات ولا تتجاوز 6,554 دولاراً في حاله التعاطي، اي الاستعمال الشخصي. امّا الثاني، فهو عقوبات خاصه بالاتجار، اهمها الاعدام، فضلاً عن غرامه لا تقل عن 13,109 دولارات ولا تتجاوز الـ65,545 دولاراً، في حاله تصدير او انتاج او صنع او زراعه نباتات مخدره بغرض المتاجره، والاعدام او السجن المؤبد والغرامه التي لا تقل عن 13,109 ولا تتجاوز 65,545 دولاراً في حاله الحيازه او الشراء او البيع او التسليم بقصد التعاطي، وكذا في حاله تهيئه مكان للتعاطي. وتصل العقوبات في حالات الاتجار او الترويج الي الاعدام والغرامه التي لا تقل عن 13,109 دولارات ولا تزيد علي 65,545 دولاراً في حال وقوع الجريمه في احدي دور العباده او التعليم او اماكن العلاج او احد السجون او في احدي المؤسسات الاجتماعيه والعقابيه او حتي بجوار هذه الاماكن.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل