رحيل شيخ اللغويين العرب العلامة كمال بشر

ودفن العالم الكبير -الذي كان استاذا في كلية دار العلوم بالقاهره ولُقب ايضا بشيخ اللغويين العرب- مساء امس الجمعه بقريته بمركز دسوق في محافظه كفر الشيخ (شمال القاهرة).

ولد كمال محمد علي بشر بقريه "محله دياي" في مركز دسوق بمحافظه كفر الشيخ عام 1921، وحفظ القرآن الكريم في سن مبكره، والتحق بمعهد دسوق الديني، ثم انتقل الي المعهد الثانوي الازهري بالاسكندريه.

التحق بشر بمدرسه دار العلوم بالقاهره التي تحولت الي كليه عام 1946، وكان اول المتخرجين في ذلك العام بتقدير ممتاز، ثم حصل علي دبلوم المعهد العالي للمعلمين في التربيه وعلم النفس عام 1948.

سافر الي بريطانيا عام 1949 ليحصل علي درجة الماجستير في علم اللغة المقارن عام 1953، ثم الدكتوراه في علم اللغه والاصوات عام 1956، ثم عاد الي مصر مدرسا بكليه دار العلوم، ثم ترقي حتي وصل الي درجه الاستاذيه، ثم عميدا للكليه عام 1973.

عمل بشر في العديد من الجامعات في دول كثيره -منها السعوديه وقطر والامارات والكويت والبحرين والاردن وتونس- استاذا لعلم اللغه العربيه، ومحكما للانتاج العلمي في مجال تخصصه، ومشاركا في المؤتمرات اللغويه العلميه، وكاتبا في المجلات العلميه المتخصصه.

قدم بشر للمكتبة العربيه عشرات المؤلفات والابحاث العلميه في علوم اللغة، ومئات المقالات واللقاءات الاذاعيه والتلفزيونيه، وكان عضوا بالمجلس القومي للتعليم والمجلس القومي للفنون والاداب، وعضوا بالمجالس القوميه المتخصصه، وعضوا بالمجمع العلمي المصري، ورئيسا لجمعيه "حماه اللغه العربيه".

تم اختياره عضوا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة عام 1985، كما اختير عضوا بالمجمع اللغوي بدمشق، ووصل الي منصب الأمين العام لاتحاد المجامع اللغويه العلميه العربيه، ثم نائب رئيس المجمع اللغوي بالقاهرة.

نال بشر جائزه الدوله التقديريه عام 1991، ووسام العلوم والفنون من الطبقتين الاولي والثانيه.

ومن ارائه ان "وظيفه مجمع اللغه العربيه في ما مضي كانت تتركز علي الاساسيات، وهي النظر في اللغه وثقافتها ومشكلات ذلك واقتراح الحلول لهذه المشكلات، ولكن في موقع ضيق معروف بالمجمع، ولكن الوقت تغير وينبغي للمجمع ان يحاور المجتمع في فترات مختلفه من الزمان، وفي مواقعه المختلفه في المكان".

ويعزو ذلك الي ان "العلاقه بين المسؤولين وعامه الجماهير، الذين يُفترض ان المجمع يقوم بتلبيه ما يحتاجون اليه فعلا من الثقافه اللغويه والادبيه بل والعلميه ايضا، مفقوده".

ومن جهته، قال الاستاذ بكليه الاداب جامعه المنوفيه خالد فهمي ان وفاه العلامه الكبير الدكتور كمال بشر هي خساره علميه كبيره لاحد اهم اعلام اللغه العربيه في الوقت الحاضر، واحد ابرز من خدمها بحثا وتطبيقا، سواء في الجامعات ومراكز التدريب المختلفه او في مجامع اللغة العربية.