"السيدة العذراء"..الصوم الذي يفضله الأقباط

بدا الاقباط، اليوم الجمعه، "صوم السيدة العذراء مريم" والذي تمتد ايامه لـ15 يوما تنتهي بيوم تذكار رحيل العذراء، وهو ما يعرف بـ"عيد نياحه السيده العذراء"، ويحرص معظم الاقباط علي الالتزام بهذا الصوم نظرا للمكانه الكبيره التي للسيدة العذراء في قلوبهم.

تؤمن الكنائس الارثوذكسيه والكاثوليكيه في "التقليد" الذي تسلمته من الرسل بحدوث معجزه بعد رحيل السيده العذراء، حيث تؤمن بان تلميذ المسيح توما الرسل - الذي عُرف بكثره شكوكه – موجودا وقت انتقالها روحها الي السماء، فذهب وهو حزين مع التلاميذ الي قبرها ليتاكد مما رووه له.

وعند ذهاب التلاميذ للقبر فوجئوا بعدم وجود الجسد، فحزنوا ظنا منهم ان اليهود قد سرقوه وطرحوه كراهيه في المسيح، الا ان توما اخبرهم في الحال بانه راي رؤيه لجسد العذراء يحمله الملائكه الي السماء.

وللتاكيد علي التلاميذ اظهر توما "الزنار" (قطعه من القماش توضع كحزام) الخاص بالسيده العذراء الذي اعطاه له احد الملائكه، اثناء رؤيته لصعود الجسد.

ومازلت تحتفظ الكنيسه السريانيه الارثذوكسيه بهذا الزنار بمدينه الحماه بسوريا التي تسمي "بالزنار المقدس"، حيث يوجد في صندوق زجاجي محكم علي المذبح في الكنيسه.

بطريرك الكنيسه السريانيه الارثوذكسيه يحمل "الزنار" وهو داخل الصندوق الزجاجي

لم يسمي الصوم باسم السيده العذراء لانها يُصام من اجلها، حيث لا تعتقد الكنيسه في ايمانها بالصوم لاجل احد الا الله وحده، وانما يصوم المسيحيين صوم العذراء لاجل الله، طالبين صلوات السيده العذراء لهم، وشاكرين لاجل المعجزه التي حدثت، متذكرين سيرتها.

صوم فرضه الشعب علي الكنيسه

يعتبر هذا الصوم هو احد احدث الاصوام التي اقرتها الكنيسه، حيث ذكر علماء الطقوس القبطيه في القرن الـ13 امثال ابو المكارم وابن العسال وابن كبر، انه صوم قديم التزمت له العذاري والمكرسات فقط، الا ان محبه المسيحيين للسيده العذراء ولسيرتها، ظلوا يطالبون الكنيسه بتعميم هذا الصوم علي كل الشعب حتي استجابت الكنيسه في القرن الـ14 وعممته، الا انه لم يكن الزاميا لممارسه الاسرار الكنيسه مثل بقيه الاصوام.