المحتوى الرئيسى

آشوريو سوريا: مرَّ الكثير من الغزاة.. وبقينا

08/07 02:28

خريطه السيطره في الجزيره السوريه التي قلبت معالمها تبعات الازمه، فرضت معادله جديده لمعارك الشمال الشرقي، طرفها الاول تبدل في المنطقه بين «جبهة النصرة» و «أحرار الشام» وتنظيمات ارهابيه عده حتي وصل «داعش»، والطرف الثاني حمل في صفه فصائل مسلحه عده تدافع عن وجودها، بمؤازره الجيش السوري، وهي التي سميت بالقوي الوطنيه والتي كثر الحديث عنها في الاونه الاخيره من دون البحث في الصوره العامه.

وتتنوع الفصائل المسلحه، بحسب قوميات هذه المنطقه واثنياتها، بين «الحزب الديموقراطي الكردي» الذي ينتشر علي طول الخط الحدودي من المالكيه وصولاً الي غرب الحسكه، وتنظيم «الصناديد»، المكون من العشائر العربيه في المنطقه وابرزها شمر ويتركز وجود عناصره في اليعربيه علي الحدود العراقيه وفي محيط معبر الربيعه والمالكيه والرميلان والجواديه والطاش، وتنظيم «قوات حمايه الجزيره» (السوتورو) السرياني، الذي ينتشر عناصره في الاحياء المسيحيه في القامشلي والحسكه وباقي تجمعات السريان في الجزيره.

وعلي طول الخط الذي يصل ناحيه تل تمر في ريف الحسكه الشمالي الغربي بالبلدات الاشوريه المحاذيه لنهر الخابور ينتشر عناصر «ناطوره» وهم من الشباب الاشوريين، وجلّهم لم يكن يعرف الحرب والقتال، فمنهم طلاب جامعات واطباء واصحاب مهن حره.

روبير، الذي كان يعمل قبل الازمه مدرباً لفريق كره قدم، يتحدث عن تنظيم «ناطوره» الذي يقوده، وانطلق مع بدايه الازمه علي شكل لجان شعبيه كانت مهمتها حمايه القري. واثناء الجوله بصحبته علي طول القري المحاذيه للخابور، لا يمكن لمن يصل الي تلك المنطقه الا يشعر برهبه المكان الذي دمّر «داعش» معالمه الضاربه في جذور الحضاره السوريه.

ويقول روبير لـ «السفير» خلال الجوله، «هي ماساه شباط العام 2015 والفاجعه، هي اللحظه التي نهشت فيها ذئاب الظلام جسد سوريا. الثالثه فجر 23 شباط كانت ساعه الصفر، فظيع هو المشهد وقاس».

تعبير «مدينه اشباح» يلبس قري الخابور، كل التفاصيل تتحدث عن الواقعه السوداء: العاب الاطفال المدماه المرميه علي الطرق، البيوت الاثريه فتحت فيها «الطلاقيات» لتمركز القناصين من الدخلاء الجدد، المكتبات احرقت، وبقي منها رماد علي قارعه طريق قريه تل نصري، التي دمرت فيها كنيسه السيده العذراء في ليله عيد الفصح الذي صادف فتره الهجوم، فيما بقي صليبها شامخاً يتحدث عن العقيده الراسخه التي انتصرت علي الشراسه الزائله.

ويقول المقاتل في «ناطوره» جان، لـ «السفير»، ان «مذبحه الاشوريين في تلك الليله كان مخططا لها. منذ عشرات السنين ومنسوب النهر لم يتغير، ويمكن ان يقطعه اي شخص من جانب الي اخر سيراً علي الاقدام، لكن في تلك الليله فتحت تركيا، التي ينبع الخابور من اراضيها، المضخات بالكامل. لم يعد بامكان من هرب تحت جنح الظلام من القري التي كان داعش يهاجمها ان يعبر الي الطرف الامن لينجو من سكين الموت، ولم يعد بامكان امهر السباحين ان ينجو، حيث يمكن لعزم التيار اقتلاع اصلب الاشجار».

ويضيف: «كان الصمود علي تله كنيسه مار جرجس في تل تمر بفضل العنايه الالهيه، لان تل تمر طوقت من كل الاتجاهات، بعدما سقطت قري تل شاميران، تل طلعه، ابو تينه، تل قوران، خريطه، تل طال، تل هرمز، تل مخاضه، تل جزيره، المغاص، والحفيان. مرت علينا ايام وليال صعبه. الصواريخ لم تتوقف علي منطقتنا، صمودنا استمر ثلاثه اشهر ومن ثم بدات قوات ناطوره بالتعاون مع كل القوي الوطنيه في الجزيره بعمليه استعاده السيطره. دحرنا داعش من القري في 23 ايار الي جبل عبد العزيز، ومن ثم تقدمت القوي الوطنيه وسيطرت علي معظم نقاط الجبل الذي كان يعتبر قاعده العمليات الرئيسيه لداعش في المنطقه. وانتهي منذ ذلك الوقت ظلام داعش وعاد الهواء نقياً اشورياً سورياً بامتياز، سنبقي نقاتلهم حتي اخر اشوري».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل