م الآخر| المعلم أمين الأمة

ان دور المعلم في بناء الانسان وبناء الحضاره لا يستطيع احد ان يتجاهله، بل ان نجاح النظام التعليمي يعني نجاح الحضاره وتميزها، وقد ادرك الاسلام اهميه العلاقه بين المعلم والمتعلم ودورها الخطير ليس فقط في العلم والتعلم ولكن ايضًا في نشر رسالة الإسلام ذاتها وتعاليمه وادابه بشكل عملي وسريع الانتشار بين الناس .

وللمعلم العالِم مكانه عليا في الاسلام، فهو في مصاف الانبياء والرسل عليهم السلام؛ لذا اوجب الاسلام علي المعلم ان يتحلي باجمل الاخلاق واحسنها لان من اهم واجباته ان يكون مؤَدِبًا ومربيًا قبل ان يكون معلمًا، فشخصيه المعلم لها اثرها في عقول التلاميذ ونفوسهم,، اذ يتاثرون في تلك السن الصغيره بمظهره وشكله, وحركاته وسكناته, واشاراته وايماءاته والفاظه التي تصدر عنه وسلوكه الذي يبدو منه.

وقد تحدث التراث الإسلامي كثيرًا عن فضل المعلم وقيمته في المجتمع وعلو مكانته بعلمه الذي يعلمه للناس وان فضله اكبر من ان يحصي فجاء في محاضرات الادباء للراغب الاصفهاني انه " قيل للاسكندر: انك تعظم معلمك اكثر من تعظيمك لابيك. فقال: لان ابي سبب حياتي الفانيه، ومؤدبي سبب الحياه الباقيه " والراغب بهذا يبن قيمه وفضل المعلم فهو الذي اضاء للانسان طريق حياته لدرجه ان الانسان يعطيه نفس الحق الذي عليه لوالديه بل اكثر منهما، ويبين الراغب جزاء من استخف بمعلمه وجزاء من ضيع حق المعلم عليه، فيقول: "لا يستخف احد بمن تعلم منه علماً الا وضيع خامل او رفيع جاهل".

وقد نالت مهنه التعليم مكانه رفيعه عند علماء المسلمين، وحظي المعلم بنصيب وافر من الاحترام والتقدير والاشاده به وبمهنته يقول الغزالي: "ان من علم وعمل فهو الذي يدعي عظيما في ملكوت السماوات فانه كالشمس تضئ لغيرها وهي مضيئه بنفسها، وكالمسك الذي يطيب غيره وهو طيب".

والمعلم هو القائد التربوي الذي يتصدر لعمليه توصيل الخبرات والمعلومات التربويه وتوجيه السلوك لدي المتعلمين الذين يقوم بتعليمهم فالمعلم ناصح وموجه وهو دائمًا موجه للعمليه التربويه يوجه طلابه الي ما فيه الخير فيصلح من فسد ويعالج من اعوج ولا يتركهم في غيهم وبعدهم عن طريق الخير والصواب والرشاد