المحتوى الرئيسى

بالفيديو| من ميدان المنشية.. "ناصر" يؤمم قناة السويس

08/06 09:29

"ايها المواطنون، نحتفل اليوم باستقبال العيد الخامس للثوره، باستقبال السنه الخامسه للثوره، بعد ان قضينا اربع سنوات نكافح ونجاهد ونقاتل؛ للتخلص من اثار الماضي البغيض، للتخلص من اثار الماضي الطويل.. للتخلص من اثار الاستعمار الذي استبد بنا قرونًا طويله، وللتخلص من اثار الاستبداد الذي تحكم فينا، وللتخلص من اثار الاستغلال الاجنبي والاستغلال الداخلي"، بتلك الكلمات الحماسيه بدا الزعيم جمال عبدالناصر خطابه الذي القاه في 26 يوليو عام 1956، والذي بدا في اوله خطابًا احتفاليًا عاديًا لا ينبئ بان نهايته ستحمل التاريخ وتقدمه هديه الي المصريين.

"عبدالناصر" تطرق خلال خطابه الي محاور عده، علي راسها المعارك التي يخوضها الشعب المصري من اجل صنع مستقبله والتخلص من اثار الماضي، والتي لم تنته ولن تنتهي، ويجب ان نكون دائمًا علي حذر منها وعلي حيطه من الاعيب المستغلين والمستعمرين واعوان المستعمرين، ثم تحدث عن اسرائيل التي وصفها بـ"صنيعه الاستعمار"، ووسيلته لضعضعه قوميتنا، واضعاف عروبتنا، والتفريق بيننا.

الحديث ينتقل الي شهيد مصر "مصطفي حافظ"، قائد الجيش الفلسطيني، الذي اغتاله الاحتلال الاسرائيلي قبل ايام من خطاب التاميم، حيث قال عنه "عبد الناصر": "من ايام قليله ماضيه استشهد اتنين من اعز الناس لنا - بل من اخلص الناس لنا - استشهد مصطفي حافظ، قائد جيش فلسطين، وهو يؤدي واجبه من اجلكم، ومن اجل العروبه، ومن اجل القوميه العربيه.. مصطفي حافظ اللي قال علي نفسه ان يدرب جيش فلسطين، وان يبعث جيش فلسطين، وان يبعث اسم فلسطين، فهل سها عنه اعوان الاستعمار؟ هل سهت عنه اسرائيل صنيعه الاستعمار؟ هل سها عنه الاستعمار؟ ابدًا.. انهم كانوا يجدون في مصطفي حافظ.. كانوا يجدون فيه تهديدًا مباشرًا لهم، وتهديدًا مباشرًا لاطماعهم، وتهديدًا مباشرًا ضد المؤامرات التي كانوا يحيكونها ضدكم، وضد قوميتكم، وضد عروبتكم، وضد العالم العربي؛ فاغتيل مصطفي حافظ باخس انواع الغدر، واخس انواع الخداع، اغتيل مصطفي حافظ، ولكنهم هل يعتقدون انهم بقتل مصطفي حافظ او بالتخلص من مصطفي حافظ، لن يجدون من يحل محل مصطفي حافظ؟ انهم سيجدون في مصر وبين ربوع مصر جميع المصريين، كل واحد منهم يحمل هذه المبادئ ويؤمن بهذه المبادئ، ويؤمن بهذه المثل العليا".

اما صلاح مصطفي، شهيد مصر الثاني في فلسطين، وصفه "عبدالناصر" بانه: "اخي الذي قام معي في ٢٣ يوليو، قام يجاهد من اجل مصر وهو يؤمن بالمبادئ والمثل العليا. صلاح مصطفي قام وهو يؤمن بكم.. يؤمن بحريتكم، ويؤمن بعزتكم، ويؤمن بكرامتكم يوم ٢٣ يوليو، ولكنه اثر ان يكافح ويجاهد في صمت وفي سكون.. ماكانش حد فيكم ابدًا يعرف مين هو صلاح مصطفي، ايه اللي عمله صلاح مصطفي، ايه دور صلاح مصطفي في ثوره ٢٣ يوليو. اثر صلاح مصطفي ان يكافح ويجاهد وهو يؤمن انه قد وهب نفسه ووهب روحه ودمه في سبيلكم.. في سبيل مصريتكم، وفي سبيل مبادئكم، وفي سبيل مثلكم، كان يؤمن انه قد وهب روحه ووهب نفسه ووهب دمه في سبيل القوميه العربيه وفي سبيل الوطن العربي".

"سياسه عدم الانحياز"، التي قادت حركتها مصر منذ مؤتمر "باندونج" عام 1955، كان لها جانب كبير من خطاب "ناصر"، حيث اكد انه سافر لحضور مؤتمر "بريوني"، واجتمع بالرئيس "تيتو" ، رئيس جمهوريه يوغوسلافيا، والرئيس "نهرو"، رئيس وزراء الهند: "الاتنين اللي اعلنوا سياسه عدم الانحياز؛ السياسه الحره المستقله. وزرت وانا رايح الي بريوني يوغوسلافيا، والتقيت بالشعب اليوغوسلافي، ووجدت ولمست صداقه الشعب اليوغوسلافي للشعب المصري، وتقدير الشعب اليوغوسلافي للشعب المصري. واتجهت الي بريوني وابتدانا نبحث الوسائل ونتبادل الراي في المشاكل العالميه وفي مشاكلنا، وانتهي مؤتمر بريوني بانتصار كبير للسياسه التي تتبعها مصر؛ اللي هي سياسه عدم الانحياز.. انتصار كبير للقضايا العربيه، واعلنت في المجالات الدوليه".

"ناصر" استكمل خطابه متحدثًا عن المعارك التي خاضتها مصر من اجل محاربه الاستعمار في الوطن العربي ككل، بدءًا باتفاقيه جلاء القوات الانجليزيه عن مصر، ثم حركات التحرر العربيه التي بدات بالجزائر والاردن والتي تبنتها مصر بالكامل من اجل عروبتها، وبدات معركه "تسليح الجيش"، بمفاوضات لشراء السلاح من امريكا التي رهنت امدادنا بالسلاح بتوقيع مصر اتفاقيه "الامن المتبادل" التي قال عنها "ناصر": "تعرفوا ميثاق الامن المتبادل معناه ايه؟ معناه انه تيجي بعثه امريكيه تقعد في مصر هنا تمشي امور الجيش المصري، وعبد الحكيم عامر ما يبقالوش دعوه بالجيش المصري".

مفاوضاتها من اجل السلاح وبناء جيش وطني قوي، استمرت، وانتهت باعلان "عبد الناصر" شراء السلاح من روسيا، "وبعدين استطعنا ان احنا نشتري سلاح من روسيا.. باقول من روسيا مش من تشيكوسلوفاكيا.. من روسيا.. اتفقنا مع روسيا علي انها تمدنا بالسلاح، ووافقت روسيا علي ان تمدنا بالسلاح، وتمت صفقه الاسلحه، وبعدين حصلت ضجه كبري.. ايه الغرض من الضجه دي؟ بيقولوا: دا السلاح الشيوعي، مش عارف انا فيه سلاح شيوعي وسلاح غير شيوعي؟! انا اعرف السلاح اللي ييجي هنا في مصر يبقي سلاح مصري".

"وانتهت.. انتهت قصه المفاوضات والاحلاف الاولانيه، وبعدين انتهت قصه السلاح، وبدات قصه السد العالي"، بتلك الكلمات بدا "ناصر" يتحدث عن "حكايه شعب" لاستكمال مسار التنميه المتمثل في رحله تمويل السد العالي، فاتصل بالبنك الدولي الذي اوضح ان هناك عقبات تمنع مشاركته في تمويل السد، "قالولنا الاحوال عندكم لا تدعو الي الاطمئنان، فيه الانجليز وفيه اسرائيل، اما تسووا موضوعكم وخلافكم مع الانجليز، وتسووا موضوعكم وخلافكم مع اسرائيل، نبقي نمول هذا المشروع، وكمان انتم يعني ما عندكوش نظام برلماني، احنا نطلب منكم انكم تعملوا استفتاء علي هذا المشروع".

اتصالات مكثفه قامت بها مصر مع شركات الصناعه الالمانيه والحكومه الالمانيه، واتفقت الشركات الصناعه الالمانيه مع الشركات الفرنسيه والانجليزيه علي اعطاء كل منهم لمصر قرض متوسط الاجل قيمته 5 مليون دولار، وعلي مصر ان تستكمل تمويل السد بالعمله الاجنبيه، ثم عرضت "انجلترا" بعد ذلك رفع قيمه القرض الي 45 مليون جنيه مقسمه علي الدول الثلاثه.

رحله مريره من المفاوضات مع انجلترا وامريكا والبنك الدولي شرحها "ناصر" من اجل اتمام تمويل السد العالي، سادتها مماطلات من الاطراف الثلاثه وتراجع في التعهدات وشروط مجحفه من اجل المشاركه في التمويل، "الحكومه الامريكيه بعتت مذكره، والحكومه البريطانيه بعتت مذكره، والبنك بعت الجواب دا. الحكومه الامريكيه تحيلني علي مذكره الحكومه البريطانيه وجواب البنك، جواب البنك يحيلني علي مذكره الحكومه البريطانيه ومذكره الحكومه الامريكيه، مذكره الحكومه الانجليزيه تحيل علي دي... يعني العمليه بقت عقده، وظهر ان فيه هناك فخ بيعمل لنا للسيطره علي استقلالنا الاقتصادي.. هذا الكلام رفض رفضًا باتًا، وقلنا: ان احنا مش ممكن نبيع نفسنا بـ 70 مليون دولار معونه".

"الدب الروسي" يتدخل، حيث اكد الرئيس جمال عبد الناصر ان السفير الروسي، حضر الي القاهره في فبراير 1956، وقال ان روسيا مستعده ان تشترك في تمويل السد العالي، الا ان "ناصر" طلب منه ارجاء الحديث في تفاصيل ذلك الامر لوجود مفاوضات مع البنك الدولي، وما ان وصلت تلك الانباء لمدير البنك الدولي "مستر بلاك"، حتي طلب الحضور الي مصر بداعي التفاوض في امر المشاركه في تمويل السد العالي وتسهيل كل العقبات من اجل ذلك، "بعد مفاوضات طويله قال: ان هو ما يقدرش يوقع اتفاق نهائي في الوقت الحالي؛ لان هناك مسائل قانونيه، ولغايه ما نحل اتفاق الميه بين السودان ومصر.. وبعد ما نحل اتفاق الميه بين السودان ومصر بيبقوا يوقعوا الاتفاق، وان احنا نقدر نبتدي من النهارده في المشروع معتمدين علي السبعين مليون دولار اللي جايين لنا من امريكا وانجلترا".

كل "بلاك" ما كان يقعد يتكلم واحس بالعقد اللي موجوده، والحاجات اللي موجوده في الكلام اللي موجود، يرجع بي التفكير الي فرديناند ديلسبس، كانت تلك الكلمات بمثابه النقله النوعيه التي قلبت الخطاب راسًا علي عقب، فقد اسرف بعدها الرئيس جمال عبدالناصر في الحديث عن "قناه السويس"، وقدوم "ديلسبس" الي مصر ورحلته مع الخديوي سعيد، والمعاناه التي عاناها المصريون في "السخره" اثناء حفرها، واحقيه المصريين فيها شهاده دمائهم التي روتها قبل ان تصل المياه اليها، الا ان كل الحاضرين ما كانوا ليتوقعوا ان تخرج تلك الكلمات مدويه من فم "ناصر"، حينما قال: "قرار من رئيس الجمهوريه بتاميم الشركه العالميه لقنال السويس البحريه"، وفي لحظات تعج القاعه بتصفيق حار وهتافات مدويه.

"باسم الامه.. باسم الامه، رئيس الجمهوريه..

ماده 1: تؤمم الشركه العالميه لقناه السويس البحريه شركه مساهمه مصريه، وينتقل الي الدوله جميع ما لها من اموال وحقوق وما عليها من التزامات، وتحل جميع الهيئات واللجان القائمه حاليًا علي اداراتها، ويعوض المساهمون وحمله حصص التاسيس عما يملكونه من اسهم وحصص بقيمتها، مقدره بحسب سعر الاقفال السابق علي تاريخ العمل بهذا القانون في بورصه الاوراق الماليه بباريس، ويتم دفع هذا التعويض بعد اتمام استلام الدوله لجميع اموال وممتلكات الشركه المؤممه.

ماده 2: يتولي اداره مرفق المرور بقناه السويس مرفق عام ملك للدوله.. يتولي اداره مرفق المرور بقناه السويس هيئه مستقله تكون لها الشخصيه الاعتباريه، وتلحق بوزاره التجاره، ويصدر بتشكيل هذه الهيئه قرار من رئيس الجمهوريه، ويكون لها - في سبيل اداره المرفق - جميع السلطات اللازمه لهذا الغرض، دون التقيد بالنظم والاوضاع الحكوميه.

ومع عدم الاخلال برقابه ديوان المحاسبه علي الحساب الختامي، يكون للهيئه ميزانيه مستقله، يتبع في وضعها القواعد المعمول بها في المشروعات التجاريه، وتبدا السنه الماليه في اول يوليو، وتنتهي في اخر يونيو من كل عام، وتعتمد الميزانيه والحساب الختامي بقرار من رئيس الجمهوريه. وتبدا السنه الماليه الاولي من تاريخ العمل بهذا القانون وتنتهي في اخر يونيه سنه 1957. ويجوز للهيئه ان تندب من بين اعضائها واحدًا او اكثر لتنفيذ قراراتها او للقيام بما تعهد اليه من اعمال، كما يجوز لها ان تؤلف من بين اعضائها او من غيرهم لجاناً فنيه؛ للاستعانه بها في البحوث والدراسات. يمثل الهيئه رئيسها امام الهيئات القضائيه والحكوميه وغيرها، وينوب عنها في معاملتها مع الغير.

ماده 3: تجمد اموال الشركه المؤممه وحقوقها في جمهوريه مصر وفي الخارج، ويحظر علي البنوك والهيئات والافراد التصرف في تلك الاموال باي وجه من الوجوه، او صرف اي مبالغ او اداء ايه مطالبات او مستحقات عليها الا بقرار من الهيئه المنصوص عليها في الماده الثانيه.

ماده 4: تحتفظ الهيئه بجميع موظفي الشركه المؤممه ومستخدميها وعمالها الحاليين، وعليهم الاستمرار في اداء اعمالهم، ولا يجوز لاي منهم ترك عمله او التخلي عنه باي وجه من الوجوه، او لاي سبب من الاسباب؛ الا باذن من الهيئه المنصوص عليها في الماده الثانيه.

ماده 5: كل مخالفه لاحكام الماده الثالثه يعاقب مرتكبها بالسجن والغرامه توازي ثلاثه امثال قيمه المال موضوع المخالفه. وكل مخالفه لاحكام الماده الرابعه يعاقب مرتكبها بالسجن، فضلاً عن حرمانه من اي حق في المكافاه او المعاش او التعويض.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل