المحتوى الرئيسى

اكتشاف أثري يناقض الأسطورة التوراتية: جات الفلسطينية كانت أكبر من يهودا والسامرة

08/06 01:41

التاريخ شيء والاسطوره شيء اخر. والواقع شيء وتاريخه شيء اخر. وهذا ما يثبت اساساً من الاسطوره التي بنيت علي اساس رواية تاريخية لا تجد اسانيد علميه لها.

ومن الجلي انه ليس في عصرنا الراهن اسطوره تعاملَ البعض معها وكانها تاريخ واقعي اكثر من الروايه التوراتيه التي انتجت قناعات تتعارض مع طبيعه الاشياء.

وهكذا نشرت «هارتس» قبل يومين تقريراً عن اكتشاف اثري جديد يثبت ان مدينه جات الفلسطينيه القديمه كانت المدينه الاكبر في فلسطين في القرن العاشر قبل الميلاد، وان الفلسطينيين القدامي وليس العبرانيين هم من كانوا يسيطرون علي ساحل فلسطين في تلك الحقبه. ومعروف انه وفق الروايه التوراتيه قامت في فلسطين في تلك الحقبه مملكتي يهودا والسامره، وانهما كانتا تسيطران علي غالبيه ارض فلسطين.

وبحسب «هارتس» فان تل الصافي الذي يطلق عليه اسم «تل تسفيت» كانت علي اراضيها مدينه جات الفلسطينيه، التي كثيراً ما ورد اسمها في التوراه كواحده من خمس مدن فلسطينيه تصارعت مع اليهود. وكانت ذروه الصراع في عهدي داوود وسليمان، اي في القرن العاشر قبل الميلاد مع جات المدينه القائمه في مكانها منذ الحقبه البرونزيه والاكبر في ذلك الحين.

وقد بدات الحفريات في المكان علي ايدي بعثه من دائره الاثار في جامعه «بار ايلان» الدينيه وبرئاسه البروفيسور اهرون مئير. وخلال الحفريات تم اكتشاف الكثير من الادله عن تلك الفتره، بينها مذبح للطقوس الدينيه وبقايا مبان ومواقع لصناعه الحديد والاف قطع الفخار والادوات. وتركزت الحفريات حتي وقت قريب في الجزء العلوي من التل، رغم العلم المسبق بان الموقع هو لمدينه تاريخيه مهمه.

ولكن ما ان انتهت الحفريات في القسم العلوي، وبدات في القسم السفلي، حتي تبين انه ليس بعيداً عن موقع المذبح تم اكتشاف الطرف العلوي لجدار كبير، وادله تثبت وجود برج مراقبه واطلال تشير الي وجود بوابه مدينه كبيره. وبحسب الجدار فان جات كانت المدينه الاكبر والاهم في نلك الفتره، مقارنه بما كان معروفاً عن المدن الاخري. وحسب تقدير البروفيسور مئير فان مساحه جات كانت تبلغ 500 دونم، في حين ان القدس ومدن اخري مثل مجدو وبئر السبع لم تكن تزيد مساحتها عن 120 دونماً.

وتنبع اهميه هذا الاكتشاف من واقع السجال الدائر منذ عقدين في دوائر الاثار في اسرائيل حول وجود وطابع المملكه اليهوديه الموحده. ويقول مؤيدو المملكه الموحده ان هناك توافقاً بين الوصف التوراتي لمملكه داوود وسليمان والوقائع الاثريه، وان الحديث يدور عن قوه عظمي صغيره سيطرت علي الجبل والساحل وشمال فلسطين. لكن المدرسه الثانيه كانت تري ان هذه المملكه كانت صغيره، ولم تسيطر الا علي مساحه صغيره في الجبل، واتخذت من القدس عاصمه لها، وان القدس لم تكن اكبر من قريه صغيره. واعتبرت المدرسه الاولي انها حسمت القناعه بعد اكتشاف خربه كيفا القريبه من تل الصافي، حيث اكتشف فريق برئاسه البروفيسور يوسي غرفنكل وساعر غانور مدينه محصنه من القرن العاشر قبل الميلاد. وعني الامر بالنسبه اليهم ان المملكه الموحده وصلت الي خربه كيفا علي الاقل.

لكن اكتشاف الحصن في اسفل مدينه الاعداء الفلسطينيه يلقي الضوء من جديد علي الوضع الجيوسياسي في المنطقه. وحسب قول مئير فان اكتشاف جات، وهي مدينه ضخمه ومحصنه علي حدود المملكه التي سيطر عليها داود وشلومو لفتره طويله دون وجود علامات خراب كنتيجه للحرب مع يهودا، يثبت ان الفلسطينيين وليس الاسرائيليين هم الذين سيطروا علي ساحل يهودا، لان خربه كيفا وجدت خلال فتره قصيره نسبياً (30 سنه)، ويمكن ان تكون من بقايا فشل المملكه الاسرائيليه في الانتشار غربا باتجاه الساحل، وليس من علائم قوتها. وقال مئير ان «مملكة يهودا يمكن ان تكون اكبر واكثر قوه واهميه، لكن يتبين ان هناك دوله كبيره جداً علي حدودها الغربيه. لقد قلت خلال سنوات ان جات مدينه كبيره، لكن تم الادعاء ضدي انه لا توجد مدينه سفلي، وان وجدت فهي غير محصنه. والان عندما عثرنا علي الحصن الضخم، فمن الواضح انها المدينه الاكثر اهميه في القرن التاسع او العاشر».

البروفيسور غرفنكل لا ينفي هذا التفسير، لكنه يقول «نحن نعرف ان هذه المنطقه شهدت كل الوقت صراعات علي الحدود. صحيح ان يهودا نجحت في بناء كيفا كمدينه محصنه جيداً، مع حجاره يبلغ وزنها 8 اطنان، وعندما سقطت كيفا قاموا ببناء بيت شيمش، اي انهم ينجحون في بناء المدن والتحصينات».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل