المحتوى الرئيسى

محمد موسى يكتب: لا يوجد صحفيون فى الجنة

08/05 19:22

0 مشاركات شارك علي الفسيبوك شارك علي تويتر شارك علي جوجل

قطار الاسكندريه المعلق، وتعيين رئيس نادى الزمالك اماما وخطيبا لمسجد، مثالان ظهرا هذا الاسبوع لاخبار “مفبركه” مختلقه تذكرنا بجرائم الاعلام في حق مصر، حيث اصبح كل شيء ممكنا، الا السعي وراء الحقائق. اراد جمهور الاعلام ان يسخر من الاطباق الماسخه التي يقدمها الاعلام، وان “يعلم” عليه، وها انا ادفع الثمن مرتين، مره قارئا مسكينا، ومره منتميا للمهنه التي اكرهها.

بدا الامر كله بكتاب الهب حماسي، قراته وانا في ثانيه اعدادي، بعنوان “مغامرات صحفي في قاع المجتمع المصري”.

الصحفي الراحل ظهر في الكتاب فارسا يبارز عصابات خطف الاطفال، وتجار المخدرات، وبلطجيه التسول. كان يتنكر ليخدع المجرمين، ويوثق له المصور الشهير فاروق ابراهيم مغامراته بالصور، ثم يكتب هو تقاريره الساخنه، التي حرمتني النوم في غرفتي الريفيه، الموغله في البعد عن العاصمه، واكاذيبها الصريحه او المتنكره.

يومها اتخذت اغبي قرار في حياتي، ان اكون صحفيا. ولم اتردد في اختيار الدراسه بكلية الإعلام، حيث خضعت اربع سنوات لعمليه تسطيح ممنهج، عانيت فيها من المناهج الهلاميه، والنظريات البيزنطيه، وخرجت مثل كل زملائي بعد اربع سنوات لا اعرف شيئا عن المهنه، ولا عن ظروف العمل بها.

في التسعينيات مشيت المنيا واسيوط علي اقدامي في ازهي عصور الارهاب، تحاورت مع اعضاء الجماعه الاسلاميه، نجمه الجماهير وقتها، وطفت قري الفيوم المعدمه بحثا عن اسباب التشدد. دققت باب مؤسس جماعه الشوقيين، ولم اظفر بلقاء الرجل، الذي لقي مصرعه في مطاردات الدم والضياع بعد ذلك. كنت اعمل في “الاهالي” لانني اتخذت قرارا لا رجعه فيه: لن اخدم نظام مبارك مهما كان الثمن، وبدات التغريبه، التي اعادتني اليوم الي المربع الصفري.

من غرفه الاخبار في بي بي سي، حيث الولاء للمدير، الذي كان مصريا وقتها، ياخذك بعيدا، الي لندن علي الاقل. وحيث مجرد الرد عليه يعني انك تقترب من الفصل. “ملفك الوظيفي به مشكله تامينات، لن نجدد عقدك”. هكذا ابلغني مدير المكتب الاقليمي بعد دقائق من حوار لي مع المدير المصري وقتها.

في البحرين اكتشفت بعد وصولي بايام انني اعمل في صحيفه صدرت لتهاجم الاغلبيه الشيعيه، باسم الملك. واكتشفت هناك لاول مره في حياتي انني مسلم سني، لكن الدين لا يمكن ان يتحول الي مهنه، فرجعت بعد اسابيع.

عايشت الشهور الاخيره من عصر مبارك، اكبر مجرمي العصر الحديث في حق مصر، ورايت الصحافه تنافقه الي درجه فرض اخبار “الهانم” علي الصفحه الاخيره بالشروق، الجريده الخاصه الناهضه وقتها. ومنع رئيسي مقالا لي، يدين حرق بيوت البهائيين في سوهاج، لان “المناخ لا يسمح”.

شاهدت سيرك البيت بيتك وحاله حوار، واللاهثين وراء جمال مبارك، الذين يلهثون الان وراء الرئيس السيسي. كان ابناء مهنتي هم اقبح ما في اللقطات الاخيره لحسني مبارك، المجرم في حق بلده وناسه.

وعندما اشرق الامل من ميدان التحرير، رفضت مهنتي الهديه. مثل كل العبيد، رفضت الصحافه الحريه الناجمه عن اشواق الشباب، وفوضي الدوله التي شاخت فتركت الحبل علي الغارب، وسط ذهول الجميع من زئير الميادين. بحثت الصحافه عن السلطه التاليه، لترتمي تحت قدميها، كالعاده. فقدنا بسرعه هوامش مبتكره للحريه، واساليب جديده للتغطيه، بدات تمزج بين قواعد الصحافه التقليديه، ولغه المواقع الاجتماعيه، و”هري” الشباب.

الفضائيات التي ازدحمت بوجوه شابه غير معروفه في الشهور التاليه لهبه يناير، لديها الان قوائم سوداء، بضيوف غير مرغوب في وجوههم. والصحف التي كانت تتابع اخبار الناس، اقتصرت علي اخبار الوزير، وقفشات محلب، و”سيلفي” السيد الرئيس.

احداث كثيره ومهمه لم يسمع عنها المصريون في الفضائيات، ولم تنشرها الصحف والمواقع، ولن تنشرها. وقريبا ستنضم الموجات، وتنطفئ صالات التحرير المضيئه علي الفاضي. قريبا ستتحول مهنتي الي برنامج “ماما نجوي” من الحجم العائلي، لكي يكفي 90 مليون ‪”بقلظ‪”. لا حاجه للمعلومه، نحتاج الي التوجيه، والمعنويات العاليه، والحماس. وكلنا، كلنا، يجب ان نكون علي قلب رجل واحد، في الراي السياسي، والموقف الانتخابي، والهتاف لمصر من نفس المقام الموسيقي. كلنا سوف نسمع خطبه جمعه واحده، مثل موضوع التعبير، والقادمه ستكون بعنوان قناه السويس فتح لنا.

انها الجنه، ولا دور في الجنه لصحفي.

اكثر من ذلك، الاعلام اصبح الان مقصرا في مواجهه الارهاب، بل اصبح مخدّما عليه احيانا دون قصد”، كما قال رئيس التليفزيون قبل ايام.

بعد سنوات من العمل بالمهنه، صادفت مصور الكتاب، فنان الصوره الصحفيه الراحل فاروق ابراهيم، وشاءت الاقدار ان اعمل معه. وفي مطعم برستيج بالمهندسين كنت فخورا وانا اقول له: كتابك مع زميلك الصحفي الراحل كان السبب في دخولي المهنه.

واغرق الراحل الجميل في الضحك، وسالني: انت بتتكلم بجد؟ ما فيش في الكتاب قصه واحده حقيقيه. كله تاليف. كل اسبوع كان يقول لي: المغامره الجديده عن كذا. نطلع الشارع نعمل كام صوره، وهو يختفي في لوكانده في وسط البلد، ويرجع لنا بالحكايه الجديده بعد كام يوم.

رحل فاروق ابراهيم وترك لي اجمل ضحكه، واخطر اعتراف: ولا حكايه من دول حصلت.

قالها وهو يخرج عن الهزار ليسالني: هو انت عبيط؟ اول مغامره كانت الخدمه في البيوت، واول صفحه في الكتاب فيها صوره الصحفي المتنكر، ومعاه صاحب البيت في الروب دي شامبر، وانا صورتها ازاي بقي؟ ما تعديش علي واحد ذكي زيك يعني.

لم اكن ذكيا، كنت ضحيتهم كلهم، من الرجل الذي اصبح صديقا عائليا، فاروق ابراهيم، الي مصطفي امين صاحب المقدمه التافهه للكتاب، والمدرسه الصحفيه التي شاركت في مؤامرات السياسه، وروجت لاكاذيب الجريمه والجنس والدجل لترفع توزيعها وتزيد نفوذها، لكنها لم تعمل ابدا بالصحافه.

لا حاجه بنا الي الصحافه.

 تصريح صادم لوائل جمعه : حسام غالي بيسب الدين 

 6 جولات في صراع رئيس الزمالك X رئيس crt 

 ايمان عز الدين تتجه لمقاضاه TeN  

محمد صبحي عن احمد حلمي: عمل اللي ماحدش فينا عمله 

اشهر عامل نظافه في مصر (حامل الدرع): لا انام

 تامر عبد المنعم ينسحب علي الهواء بسبب “مبارك”

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل