«القومي للبحوث» يوضح أسباب الإصابة بالـ«الشلل الدماغي»وطرق اكتشافه

اعد الدكتور اشرف عزمي استاذ طب اعصاب الاطفال بالمركز القومي للبحوث، دراسه حول الشلل الدماغي الذي يصيب الاطفال، اوضح فيها اسباب الاصابه بالمرض وطرق اكتشافه والتعرف عليه والتعامل معه.

وقال عزمي في تصريحات لـ"صدي البلد"، ان الشلل الدماغي «المخي» حاله تسبب الاعاقه عند الاطفال وهي عباره عن اضطراب في التحكم في العضلات، يسبب صعوبه في الحركه، ناتج عن تلف كلي او جزئي بالمخ حدث في سن مبكره (قبل ميلاد الطفل او بعد ميلاده، وخلال العامين الاولي من عمر الطفل )، محذرا من تجاهل اي اعراض لهذا المرض تظهر علي الطفل لخطورتها البالغه علي مسار حياته ومستقبله.

واضاف انه ينتج عن ذلك ان تتلقي العضلات اوامر خاطئه من الجزء التالف من المخ، الامر الذي يؤدي بها الي الانقباض او التثاقل، وان لم تصب بالشلل، كما يلحق التلف احياناً باجزاء اخري من المخ، مما يمكن ان يؤدي الي صعوبه في الرؤيه، والسمع، والتواصل، والتعلم.

وتابع عزمي، انه تستمر اصابه الاطفال بالشلل المخي طوال حياتهم، كما ان الاصابه التي لحقت بالمخ لا تزداد سوءاً، ولكن اثار هذا التلف تبدو اكثر وضوحاً عندما يكبر الطفل، وتختلف اثار الشلل المخي من طفل لاخر فالطفل ذو الاصابه الطفيفه سيتعلم المشي، مع اختلال طفيف في التوازن وقد يجد اطفال اخرون صعوبه في استعمال ايديهم، اما الطفل ذو الاصابه الشديده، فقد يحتاج الي المساعده في تعلم الجلوس، كما لا يستطيع اداء واجباته اليوميه مستقلاً بنفسه.

واوضح عزمي ان اسباب المرض ترجع الي اصابه الام بعدوي امراض معينه خلال اسابيع الحمل الاولي، مثل «الحصبه الالمانيه، اصابه الام بالسكري غير المسيطر عليه، وارتفاع ضغط الدم اثناء فتره الحمل»، او اصابه الطفل بالمرض عند الولاده او خلال العامين الاولي من عمره الناتج عن حدوث تلف في المخ عند الرضَع الذين يولدون مبتسرين، او نتيجه الولاده المتعسره التي تتسبب في اصابه راس المولود، او عجز الرضيع عن التنفس بطريقه سليمه، او اصابه الرضيع باليرقان، او اصابته بالتهاب السحايا، او الحوادث التي يترتب عليها اصابات الراس، او ارتفاع الحراره الشديده نتيجه لحدوث عدوي، او فقدان الجسم للماء بسبب الاصابه بالاسهال " الجفاف"، اضافه الي الكثير من الحالات التي لم تعرف اسبابها.

وقدم عزمي نصائح تتبعها الام لوقايه الطفل من التعرض لهذا المرض الخطير، موضحا انه قد لا يكون هناك علامات خطر كالامراض او الاصابات تنبئ بوجود مشكله محتمله في بعض الحالات ، لذلك فعاده ما يلاحظ الوالدين وجود علامات غير طبيعيه في نمو الطفل الحركي والفكري، وعدم اكتسابه لمهارات معينه، وتلك قد تكون هي العلامات المنبهه لوجود مشكله ومن ثم طلب المساعده الطبيه علي الفور، فاكتشاف المرض مبكرا يساعد علي وقف تماديه وتدميره لباقي خلايا المخ.

ولفت عزمي الي ان الأعراض المرضيه للشلل المخي لا تظهر بصورتها الكامله في نفس الوقت، ولكن بشكل تدريجي مع عدم تغير درجه الاصابه لتكتمل في عمر الثلاث سنوات تقريباً ، لتظهر كالتالي:

في السته اشهر الاولي من العمر: تكون هناك العلامات والمؤشرات المتقدمه والتي تدل علي وجود بعض مشاكل التطور الحركي والفكري.

في السته اشهر الثانيه من العمر: هي المرحله المتوسطه وهي مرحله لا تظهر فيها العلامات التي تدل علي وجود الشلل الدماغي وهي مرحله انتقاليه قبل ظهور الاعراض الكامله للحاله، في هذه المرحله نلاحظ استمرار المنعكسان بعد الوقت المتوقع لانتهائها، قد تاخذ العضلات فتره من نقص التوتر قبل حصول زياده التوتر العضلي.

المرحله النهائيه ( الصوره الكامله ):حيث تظهر علي الطفل العلامات الكامله للشلل المخي، هذه الصوره تتكون بين سته اشهر وسنه ونصف من العمر، وهي الحاله التي يستمر عليها الطفل بقيه حياته.