المحتوى الرئيسى

وأصبح للجَمال في المنطقة تطبيقاته الذكية

08/05 14:58

لا هواتف ذكيه هنا، وبالرغم من ذلك قد تمّ احراز تقدّم في قطاع الجمال ايضاً. (الصوره من وكاله "جتي" Getty للصور)

تقدّر قيمه العنايه الشخصيه وقطاع التجميل في الشرق الأوسط وافريقيا بنحو 25.7 مليار دولار، وفقاً لاحصاءات "يورومونيتور انترناشونال" Euromonitor International، وهذا ما يجعلها تتفوّق علي السوق في اميركا اللاتينية كاكبر سوقٍ للتجميل، في نهايه عام 2014.

وتاتي السعوديه في طليعه هذه الدول مع انفاق المستهلِكين ما قيمته 4.8 مليارات دولار، ومن ثمّ الامارات مع 1.4 مليار دولار، ومصر مع مليار دولار. امّا من حيث الانفاق علي صعيد الفرد، فانّ الامارات تحتلّ الصداره مع معدّل انفاق الفرد سنوياً 163 دولاراً.

من جههٍ ثانيه، لا يُظهِر قطاع العنايه الشخصيه والتجميل ايّ تباطؤ. فقد ورد في الارقام الصادره حديثاً عن "ميسي فرانكفورت الشرق الاوسط"Messe Frankfurt Middle East التي تنظّم معرض "عالم الجمال في الشرق الاوسط"Beautyworld Middle East الاكبر من نوعه في المنطقه، انّ السوق يتوقّع ان تنمو بمعدّل 4.8% سنوياً حتّي عام 2019؛ وهذا ما يعتبر بمثابه ضعف المعدّل العالمي البالغ 2.6%.

 ولكن بالرغم من انّ المنطقه اصبحَت سوقاً واعدهً عالمياً، لم نشهد حتّي الان شركاتٍ ناشئهً تُعني بالجمال - لا سيّما في مجال التكنولوجيا - انّما هذا سيتبدّل قريباً علي ما يبدو. ففي الاشهر الثلاث المقبله، من المقرّر ان تنطلق في دول مجلس التعاون الخليجي ثلاثه تطبيقاتٍ للحجز في الصالونات. وهذه الحلول التي تشبه حلول توصيل الطعام، سوف تساعد المستخدِمين علي حجز المواعيد الخاصّه بالعنايه الشخصيه والجمال عبر الانترنت ومن خلال هواتفهم الذكيه، وذلك بدلاً من الاتّصال.

الرياديه في عالم الجمال ومؤسِّسه موقع "هدي بيوتي" Hudabeauty.com، هدي قطّان، تبدو متحمّسهً لرؤيه هذا النوع من الخدمات اخيراً في المنطقه. وتقول لـ"ومضه" انّ "تطبيقات الحجز في صالونات التجميل سوف تجعل الامر اكثر سهولهً وراحهً للناس، خصوصاً لانّنا كنساء اصبحنا اكثر انشغالاً ونقوم بمزيدٍ من المهام. وكلّ شيءٍ يمكن ان يساعد النساء كي يصبحنَ اكثر جمالاً بطريقهٍ مريحه، هو امرٌ رائع."

ولكن لماذا الان؟ تشير قطان الي انّ الامر يتعلّق بالتوقيت وتطوّر استثمار المستهلِكين في قطاع الجمال.

وتضيف انّ "النساء اصبحنَ اكثر تقدّماً فيما يتعلّق بالتقنيه وبمتطلّباتهنّ. فالعدد الكبير لبوّابات الجمال بالاضافه الي وفره المعلومات، غيّروا المشهد كلّيّاً." كما تؤكّد انّها "كمدوِّنهٍ عن الجمال وكصاحبه عملٍ واستشاريه، غيّرتُ التقنيات والاستراتيجيات الخاصّه بي بسبب حجم المعلومات المتاح بسهوله للناس."

كما تلفت قطان الي انّه "يوجد الكثير من التحسينات علي الساحه التكنولوجيه وفي القطاع بالاجمال، وهذا ما ساهم في تثقيف النساء وجعلهنّ اكثر درايهً وحذراً وبالتالي مستهلكين بشكلٍ افضل."

ثلاثه تطبيقاتٍ للتجميل والجمال سوف تنطلق هذا الشهر:

يُقال عن هذا التطبيق انّه التطبيق الاوّل من نوعه في دبي للحجز في الصالونات. وتقول المؤسِّسه سامنثا هاميلتون-راشفورث، انّ "الصالونات يمكنها ان تستضيف ‘بيم‘ في فروعها او في مركز الاتّصالات الخاصّ بها، ويقوم الزبائن بدورهم باستخدام هذا التطبيق."

يطلق علي هذا التطبيق انّه الاوّل من نوعه في المنطقه. (الصوره من "بيم")

"بيم" الذي استُلهم اسمه من اختصار اوّل حرفَين من كلمتَي "طوارئ الجمال" بالانجليزيه BEauty Emergency، يعتبَر الخطوه الاولي لهذه البريطانيه التي تبلغ من العمر 25 عاماً نحو عالم الشركات الناشئه.

وتشرح هاميلتون-راشفورث انّه "بعد قضاء 12 عاماً في السعوديه من قبل، ومن ثمّ 10 اعوامٍ في دبي، وجدتُ انّ الامارات توفّر الدعم المناسب لروّاد الاعمال وللاشخاص الذين يديرون عملاً للمرّه الاولي." وتشير الي انّها "كمحرّرهٍ سابقهٍ في مجال الكتابه عن الجمال والتجميل، ادرك جيّداً ما هي الاجراءات الروتينيه التي تقوم بها النساء في المنطقه من اجل العنايه الشخصيه والتجميل، وبالتالي شعرتُ انّ وجود منصّهٍ سريعهٍ ومريحهٍ سوف يجعلها تتفوّق في السوق."

بعد سؤالها عن تاخّر مثل هذه التطبيقات عن الوصول الي المنطقه، اجابَت هاميلتون-راشفورث بانّ المساله تتعلّق بتغيّر السلوك. "كما اقول دائماً للصالونات التي نتعامل معها، فانّه قبل عشر سنوات كانت الشركات تسال عن اهمّيه الموقع الالكتروني، وقبل خمس سنواتٍ اساؤوا تقدير قوّه وسائل التواصل الاجتماعي."

وتضيف الرائده البريطانيه انّ "تطبيقات الخدمات مثل ‘بيم‘، ليسَت المستقبل وحسب، بل هي الحاضر ايضاً، ويجب ان تشمل احتياجات المستهلك الرقميّ الان."

و"بيم" التي تعتمد علي سياسه الحدّ من النفقات والاستفاده القصوي من الموارد bootstrapping، يتالّف فريقها حالياً من اربعه اعضاء بدوامٍ كامل، وهي تامل ان تعقد جوله التمويل الاولي في شهر كانون الاول/ديسمبر المقبل. كما وبحلول عام 2016، يخطّطون للاطلاق في ابو ظبي ومن ثمّ في باقي دول مجلس التعاون الخليجي، يليه التوسّع نحو سنغافوره وهونج كونج عام 2018.

وبدورها، تتابع هاميلتون-راشفورث انّ "عمليه انشاء المشروع كانَت سهلهً نوعاً ما؛ امّا العقبات فقد تمثّلَت في التعامل مع شركه ‘ابل‘ Apple في كاليفورنيا، والترويج لانفسنا كشركهٍ تقنيه وليس شركهً تُعني بالجمال وحسب."  وبعد ذلك، تلفت الي انّ "المراه لا تلعب دوراً كبيراً في التكنولوجيا، ولكنّني وفريقي من ذوي الخبره والمرونه، ونحن واثقون جدّاً في منتجاتنا."

يتوفّر هذا التطبيق حالياً علي نظام "اي او اس" iOS، ثمّ سيكون جاهزاً عبي نظام "اندرويد" Android بحلول شهر كانون الاول/ديسمبر.

هذا التطبيق يتواجد في كلٍّ من البرازيل وفرنسا والمملكه المتّحده وايطاليا، الي جانب تواجده في المنطقه.

"شهدَت دوله الامارات في الاونه الاخيره نموّاً كبيراً في انتشار الهواتف الذكية،" كما تقول الشريكه المؤسِّسه في "فانيداي" ومديره سوق الشرق الاوسط فيها، فيرا فوتورجانسكي. فهذه الاخيره تري انّ الامارات هي سوقٌ غير مستغلّهٍ بعد، وذلك نظراً لنموّ مستخدِمي الهواتف الذكيه الذي بلغ 65% ويتوقّع ان يصل الي 75% عام 2018.

وهذه الرياديه المولوده في المانيا والتي انتقلَت الي الامارات قبل ستّه اشهر، تثق بانّ هذا النوع من التطبيقات سوف يغيّر وجه القطاع في المنطقه. وتشرح انّ "قطاع العنايه الشخصيه والجمال هو من القطاعات التي لم تنتقل بعد تماماً الي الاتّصال بالانترنت. ولكن في الوقت الحالي، يجد تطبيقاتٌ لايّ شيءٍ يمكنك ان تتخيّله تقريباً، في حين انّ الصالونات ومراكز العنايه والتجميل ما زالت تعتمد علي التوصيات الكلاميه بين الناس."

تضيف الشريكه المؤسِّسه انّ "هذا يتغيّر مع منصّتنا التي تمنح الصالونات ومراكز العنايه الشخصيه الكثير من البروز علي الانترنت، بالاضافه الي تسهيل عمليات البحث والحجز."

من ناحيهٍ اخري، يحظي "فانيداي" بدعمٍ كبيرٍ ايضاً. فكما تقول فوتورجانسكين، انّ "المستثمِر الاساسيّ لدينا هو ‘ميدل ايست انترنت جروب‘ Middle East Internet Group [مشروع مشترك بين ‘روكيت انترنت‘ Rocket Internet وشركه الاتّصالات ‘ام تي ان‘ MTN]، ولكنّنا بالتاكيد نريد زياده عدد المستثمِرين في المستقبل."

وتضيف هذه الرياديه الالمانيه انّ "دبي هي المكان العاشر الذي عشتُ فيه، وهي مكانٌ مميّزٌ بالنسبه لي لانّها خلافاً لكلّ الاحكام المسبقه، يوجد فيها نشاطٌ كبيرٌ لرائدات الاعمال الاناث بالاضافه الي جوٍّ عام داعم لـ‘تمكين المراه‘."

يتوفّر هذا التطبيق علي "اي او اس" و"اندرويد".

"نعمل علي اطلاق عملنا في السعوديه كبدايه، ولكن لدينا اماكن تختصّ بالجَمال في دولٍ خليجيهٍ اخري،" علي حدّ قول المؤسِّس عبدالله الغدوني.

"سبويلي" سيكون اوّل تطبيقٍ لحجز المواعيد الخاصّه بالجَمال والتجميل في السعوديه.

هذا الرائد الذي يقول انّ سوق دول مجلس التعاون الخليجي تحتاج الي مزيدٍ من التثقيف حول بعض العناصر الخاصّه بالاعمال، يشير الي انّ هذا سيكون جزءاً من مهمّه "سبويلي". ويضيف انّ "هذا التطبيق سيساعد اصحاب ومدراء الصالونات ومراكز التجميل علي اكتساب وقتٍ اكبر للتركيز علي تحسين العمل وتنميته، في وقتٍ سيعمل ‘سبويلي‘ من اجل خصولهم علي مزيدٍ من الزبائن."

في غضون ذلك، فانّ المؤسِّس الذي يبلغ 35 عاماً ويعتمد في شركته الناشئه علي سياسه الحدّ من النفقات والاستفاده القصوي من الموارد، ينشط ايضاً كعضوٍ في مجلس اداره "جلو وورك" Glowwork وكمستشارٍ فيها. وفي الاونه الاخيره، تمكّن الغدوني من الحصول علي شريكٍ يهتمّ بالامور التقنيه من مشروعه الجديد، ولكنّه رفض الكشف عن خططه للاستثمار الخارجي. كما يصرّ علي انّ "سبويلي" سوف يصبح "الخيار المحلّيّ الاذكي لخدمات الحجز في مجال التجميل والعنايه الشخصيه في المنطقه،" خلال السنوات الخمس المقبله.

نرشح لك

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل