المحتوى الرئيسى

محمد أحمد يكتب: الذين اختاروا التيه عمدًا | ساسة بوست

08/04 23:03

منذ 1 دقيقه، 5 اغسطس,2015

ملحوظه: اي تشابه بين الكلام الاتي والأحداث الحالية هي من وحي خيال القارئ.

عاش بنو اسرائيل سنين عجافًا من الذل والقهر والاستعباد علي يد فرعون حاكم مصر القديمة اذاقهم في تلك السنين الجوع والخوف وقام باستباحه اموالهم واعراضهم وذهب الي قتل كل مولود ذكر يولد من بني إسرائيل خوفًا من رؤيه تبشر بولد سيولد وسينتزع منه ملكه ولان اقدار الله غالبه فقد تحققت الرؤيه وولد موسي ونازع فرعون في ملكه حتي انتصر عليه وكان موت فرعون عبره لكل طاغيه وانعم الله علي بني اسرائيل بنعمتين طالما غابتا عنهم، نعمه الامن ونعمه الحريه ثم كان الاختبار عندما طلب منهم موسي بان يذهبوا الي البلده المقدسه التي كتبها الله لهم فرفضوا بدعوي ان فيها قومًا جبارين ذوي باس شديد واصحاب قوه ومنصب، رغم ان الله نجاهم من فرعون بمعجزه لم يكونوا علي ثقه بان الذي نجاهم من فرعون هو الذي وحده قادر علي ان ينجيهم من القوم الجبارين، ولما حاول بعض من قومهم بان يذكروهم بانهم ان دخلوا عليهم الباب فهم الغالبون رفضوا وطلبوا من موسي ان يذهب هو وربه فيقاتلا وينتصرا علي القوم الجبارين، ظنوا بانهم ان لم ياخذوا بالاسباب فالله سينصرهم فكان عقابهم الذي عاقبهم به الله ان يتيهوا في الارض، والتيه له عده معانٍ فهو ياتي بمعني الضياع والحيره والهلاك والتكبر فهكذا كان عقاب الله لبني اسرائيل بالتيه اما نحن وفي زماننا هذا فقد اختار البعض ان يتيه عمدًا.

قلنا بان احد معاني التيه هو الحيره واسوا انواع الحيره ان تحتار في الشيء البالي هل ما زال مفيدًا لك ام لا، هل ما عفا عليه الزمان واصبح في زمان غير زمانه ما زال صالحًا للاستخدام ام ان استخدامه اليوم هو نوع من السذاجه المفرطه التي وان افترض معها حسن النيه فانه ما زال نوعًا من السذاجه، ان الادبيات الباليه التي يدعو البعض الي التمسك بها حاليًا والتي كانت في زمن ماضٍ هي الاسس التي يسير عليها الناس اصبحت في زماننا هذا مجرد خرقه باليه اذا اردنا ان نلمع بها شيئًا زادته قبحًا علي قبحه، في زمان ماض تصور الناس ان شكل الارض مسطح، اما اليوم فالناس موقنون بان الارض كرويه بل ان من يقول بانها مسطحه يصبح في نظر الناس مجنونًا او معتوهًا، ان ادبيات الثقه والطاعه العمياء في زماننا هذا تصنف تحت بند العته والغباء بل والخيانه ايضًا، ان الذين يدعون للتمسك باشياء قد مضي عليها الزمن او كما قال المخلوع عبد الله صالح “فاتكم القطار”، الذين يدعون للتمسك بها اليوم يخالفون ابسط قواعد المنطق في التغيير وابسط سنن الله في الكون، فلا يمكن لما كان سببًا في المشكله ان يكون يومًا ما سببًا في الحل.

علي غرار متلازمه ستوكهولم التي تعاطف فيها المجني عليهم مع الجاني اصبح لدينا متلازمه الابتلاء والتعاطف معه والتعامل معه كضيف مرحب به في كل وقت وفي اي حين بل وتم تبجيل الابتلاء فاصبح هو التاج الذي يتم به تتويج صاحبه وتقديمه بانه صاحب العمر الطويل في السجن المحكوم عليه في عده قضايا ملفقه ظلمًا، بل اصبح السجن والابتلاء هو المسوغ الاول لكي يتصدر الشخص المناصب والمسؤوليه والقياده فاصبح يقاس صلاحيه الشخص للتصدر بعدد سنوات سجنه، ولو كان هذا صحيح لكان بلال بن رباح احق من ابو بكر الصديق بصحبه النبي ولكان عمار بن ياسر هو فاروق هذه الامه بدلًا من عمر بن الخطاب، ان تسويق الابتلاء علي انه هو ما يميز الشخص عن الاخرين هو من البلايا التي ابتلينا بها في هذه الايام، ان الابتلاء هو مصيبه تلحق بالشخص وليس وسامًا او فخرًا يتصدر به امام الناس، ان انتكاس المفاهيم التي نعاني منها اليوم هو من معاني التيه.

بدا الامر بحلم في 25 يناير 2011 ها هو الفرعون يسقط وتنتهي سنوات القهر والظلم والاستبداد وتفتح لنا ابواب الصحف والمناصب ونعيش في عصر الحريه والكرامه، هل نحن اصبحنا علي اعتاب تحقيق الحلم الذي يداعب خيالنا منذ الصغر، ان ننشر العدل في ربوع الارض ونحقق السلام لكل الناس، حلم بدانا نستيقظ منه شيئًا فشيئًا ومع كل استيقاظه اصبح يتشكل لنا الشكل الحقيقي للحلم فلم يكن حلمًا بل كان كابوسًا او وهمًا عشنا فيه طيله حياتنا بدا عندما رفضنا بان ندخل القريه وقلنا “اذهب انت وربك فقاتلا” عندما علقنا كل شيء علي التدخل الالهي والقياده الربانيه ونسينا او تناسينا ان سنن الله في الكون لا تحابي احدًا وانه لا بد من الاخذ بالاسباب واننا اخترنا ان ندخل التيه عمدًا هربًا من واقع اننا فشلنا في كل تصوراتنا وان الاساطير التي سوقت عن القياده الربانيه والجماعه المباركه كانت اساطير عندما اختبارناها لم تتحطم فقط بل حطمتنا معها، ان الذين دخلوا التيه عمدًا سيندهشون عندما يجدوا ان الضوء الذي يلوح في الافاق داخل النفق لم يكن ضوء الشمس ولكن كان قطارًا قادمًا.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل