شبح المنشطات يطارد بطولة ألعاب القوى قبل انطلاقتها

لم تكن التقارير الصادره مؤخرا عن القناه الالمانيه الاولي ARDوالصحيفه البريطانيه "صانداي تايمز"، الا بمثابه تاكيد المؤكد وبرهانا لحقيقه تداولها الجميع وراء كواليس الاتحاد الدولي لالعاب القوى واللجنة الأولمبية الدولية، حتي وان عبرت ردود الافعال المعلنه من كلا الجهتين عن "قلق" الغافل عما يدور في بيته. وما زاد من احراج المسؤولين، هو ان التقارير الاعلاميه صدرت قبل ثلاث اسابيع فقط من انطلاق بطوله العالم لألعاب القوى في الصين، في الثاني والعشرين من الشهر الجاري.

وفي تقريرها الذي بثته يوم امس الاحد (الثالث من اغسطس/اب 2015)، قدمت القناه الالمانيه الاولي (اي.ار.دي) بالصوت والصوره، "اعترافات" لاعبات قوي روسيات بتناولهن لمنشطات النمو. وفي البرنامج الوثائقي الذي حمل عنوان "الملف السري...المنشطات"، تظهر العداءه الروسيه ماريا سافينوفا وهي تحذر بان "(هرمون) برابولان يمكن اكتشافه في الدم الي غايه 15 يوما"، اما "ايبوطرين فعليك تناوله مدي الحياه". وفي مقطع اخر يسال شخص مجهول "هل اعددت جسمك بهرمون النمو". وترد العداءه قائله: "نعم"، "هل يتم اكتشافه؟"، "فقط خلال ثلاثه الي اربعه ايام (من تناوله)".

ثلث الميداليات مشكوك في احقيتها

تصدر هذه التصريحات عن بطله اولمبياد لندن 2012 في سباق 800م، وبطله العالم عام 2011 وبطله اوروبا عام 2010. وكذلك عن زميلتها (800م) العداءه اناستازيا بازديريفا التي اقرت بدورها، في تسجيل بكاميرا خفيه، انها تناولت هرمون النمو، قائله: "من خلال استخدام المواد المحظوره، اصبح لدي عضلات صلبه، لكني استطيع الجري. هذه مساله صعبه لكن الامور تسير بشكل جيد. (المتنشط) يشعر بانه شخص مختلف عند استخدام هذه المواد".

وحصلت القناه الالمانيه و"صاندي تايمز" البريطانيه علي بيانات تخص الاتحاد الدولي لالعاب القوي وتحمل مؤشرات حول تورط نحو ثلث عدد الابطال المتوجين في سباق التحمل خلال بطوله العالم والالعاب الاولمبيه منذ 2001 الي غايه 2012 بتناول مواد محظوره. وذكرت التقارير ان ثلث عدد الميداليات الموزعه في الالعاب الاولمبيه منحت لعدائين يشتبه بتعاطيهم المنشطات. ومجموع هذه الميداليات 146 ميداليه، 55 منها ذهبيه. الامر الذي دفع برئيس الاتحاد الدولي لالعاب القوي السنغالي لامين دياك الي التعليق عن التقارير الاعلاميه بالقول ان ذلك "يشكل جزءا من حمله تهدف الي اعاده توزيع الميداليات".

146 ميداليه محط تساؤل عن احقيه اصحابها فيها بسبب الانشطه.

التقارير الاخيره تشكل فصلا ثانيا للوثائقي الذي تمّ عرضه في ديسمبر/كانون الأول، حيث تمّ فيه اتهام رئيس الإتحاد الروسي لالعاب القوي فالنتين بالاخنيتشيف بالتورط في المنشطات، ما دفعه الي الاستقاله من نصبه والي ملاحقه الاتحاد الروسي للقناه الالمانيه الرسميه قضائيا.

وفي ذلك التقرير كشف المحقق في قضايا المنشطات ستيبانوف رفقه زوجته العداءه، وبدعم من المنظمه الروسيه لمكافحه المنشطات، تورط عدائين ومسؤولين روس. وفورا امر الاتحاد الدولي لالعاب القوي والمنظمه الدوليه لمكافحه المنشطات بانشاء لجنه لتقصي حقيقه ما يجري في روسيا، غير انه والي غايه اللحظه لم تصدر اي نتيجه عن اللجنه المكلفه ولا عن الجهات المعنيه.

بالنسبه لكينيا الحاضره بقوه علي منصات تتويج سباقات الماراتون، فقد اكدت التقارير المذكوره انها غارقه في هرمون النمو المعروف اختصارا بـ"ايبو"، وصورت عدسات الكاميرات الخفيه حقنا بمواد "خطره"، يتعاطاها الهواه من بين العدائين والتي تسببت في حالات وفاه عديده.

كانت كينيا قد اهتزت اصلا بفضيحه نجمه الماراتون ريتا جيبتو التي تم توقيفها لمده عامين لنفس الاسباب. وصرحت حينها انها لم تتعرض ولا مره في بلادها لفحص طبي. واوضح الفيلم الالماني كيف استفاد المسؤولون بكينيا ماديا من تحويلات الراعي الاساسي شركه "نايك" الامريكيه. اما الاتحاد الكيني فقد نفي جميع تلك المزاعم مشددا علي "نظافه" عدائيه.