المحتوى الرئيسى

«رجل فى قفص من زجاج» حياة بن لادن وأسرار تنظيمه (5)

08/03 15:56

اسامه بن لادن - زعيم تنظيم القاعده

يستمر بن لادن خلال مذكراته، في عرض افكاره المتطرفه، التي كانت سببا في العديد من الكوارث في العالمين العربي والغربي، وفي هذه الحلقه يتحدث عن تصنيفه لعلماء المسلمين، وكيف ينظر اليهم، وكيف يفرّق بين بعضهم بعضا، من خلال الفتاوي التي يصدرونها بشكل مستمر، حيث يعتبر بعضها تحضّ علي النيل من جماعته، والتفريط في جوهر الدين ومضامينه .

علماء الرحمن وعلماء الشيطان عند بن لادن

ابتدع بن لادن تقسيما جديدا للعلماء، غير معروف عند اهل العلم، فقال في مذكراته ان هناك فارقا بين علماء الفرقان وعلماء الشيطان، وتابع: "كل النصوص التي تتحدث عن العلماء وفضلهم، ومكانتهم ومنزلتهم، وتحذّر من النيل منهم، تقصد فئه العلماء العاملين الناهضين باعباء ميراث النبوه، الموفين بمقتضي الميثاق الذي اخذه الله عليهم بالجهر بالحق وبيانه، والصدع به وعدم كتمانه، فالعلماء بالمعني الشرعي كما قال الامام الشافعي: "هم العلماء العاملون."

وبقدر ما رفع الله من شان هؤلاء، حطّ وخفض من منزله غيرهم من علماء السوء الذين يشترون بايات الله ثمنًا قليلًا، وقصّ علينا في القران من شان هؤلاء ما فيه عبره لمن كان له قلب او القي السمع وهو شهيد، فذكر في سوره الاعراف مثلًا لهؤلاء هو ذلك العالم الذي اتاه الله اياته وعلّمه اسمه الاعظم -كما يقول المفسرون- لكنه لم يقم بحق العلم، بل اَخلدَ الي الارض واتبع هواه وانغمس في شهواته، وبدلًا من ان يرشد قومه الي سبل الخير، دلهم علي سبل الشر، فاستحق ما وصفه الله به في نهايه الايات: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَاَ الذي اتَيْنَاهُ ايَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَاَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ اَخْلَدَ اِلَي الْاَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ اِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ اَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِايَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}.

وبغضّ النظر عن اسم هذا الرجل الذي قيل انه بلعام بن باعوراء، فان الايه كما يقول القرطبي: "عامه في كل من تعلم القران ولم يعمل به، والا يغتر احد بعلمه ولا بعمله. "وضرب الله مثلًا اخر بعلماء اليهود الذين لم يعملوا بمقتضي العلم الذي حملوه، فقال في شانهم: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاهَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ اَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِايَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}، وقال في شان علماء اهل الكتاب الذين استخدموا علمهم لاغراض دنيويه {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِاَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ اَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ}، وقال فيهم ايضًا: {اِنَّ كَثِيرًا مِنَ الاَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَاْكُلُونَ اَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}، وصدُّ علماء السوء عن سبيل الله يكون باحد امرين:

فتاوي علماء السوء عند بن لادن

ومع ما قَصَّهُ الله من خطوره شان هذه الفئه من علماء السوء علي دين الله تبارك وتعالي، فان مختلف العصور التاريخيه تؤكد وتعضد هذه الحقيقه، ولسنا بحاجهٍ للتنقيب في اسفار التاريخ البعيد، ففي الماضي القريب والحاضر المشاهد امثله حيه تغني عن ذلك ومنها:

عبد الناصر وفتوي الاشتراكيه والاسلام

عندما تبنّي الهالك جمال عبد الناصر المله الاشتراكيه، والزَمَ الناس بها بقوه الحديد والنار، وبدلًا من ان يقف الازهر وعلماؤه –المعروفه مواقفهم التاريخيه لنُّصره الاسلام والدفاع عنه– في وجه هذا الطاغيه ومِلته الخارجه عن الاسلام، قام شيخ الجامع الازهر في ذلك الوقت بالترويج لهذا المذهب الهدّام، والدعايه له باسم الاسلام من خلال برنامجه الاذاعي اليومي «الاشتراكيه والحياه» فضلّ بسبب ذلك كثير من المسلمين ولا حول ولا قوه الا بالله.

فتوي اعدام عبد القادر عوده

وعندما قرر نفس الطاغيه اعدام نخبه من خيره رجال ودعاه مصر في ذلك الوقت 1954، وهم عبد القادر عوده واخوانه، استصدر فتوي من الازهر بذلك، فجاءته جاهزهً تقول: "ان هؤلاء كفار لا تقبل توبتهم"، وقد جاء الطاغيه عبد الناصر بهذا المفتي بعد ان رفض الشيخ محمد خضر حسين ان يفتيه بتلك الفتوي التي ما هي الا مثالٌ لفتاوي تصدر اليوم داخل الجزيره وتعرض وتصرح احيانًا بائمه الدعوه وعلمائها من امثال الشيخ سلمان وسفر... وغيرهم.

ان مثل هذه المواقف من هذه الفئه من علماء السوء، هي التي شجعت اهل الباطل علي باطلهم، وخذلت اهل الحق عن حقهم، وطعنت في دين الله ومَيَّعَت عقيده التوحيد والولاء والبراء، وعملت علي انتشار مذاهب الضلال وعقائد الالحاد، كل ذلك مقابل ثمنٍ بخس، دراهم معدوده باع بها هؤلاء دنياهم واخرتهم بدنيا غيرهم ولا حول ولا قوه الا بالله. لقد صدق علي بن ابي طالب –رضي الله عنه- عندما قال: "قصم ظهري رجلان: عالمٌ متهتك، وجاهل متنسك."

ان فساد الدين اساسه فساد فئتين من الناس، هم العلماء والحكام، كما قال ابن المبارك رحمه الله:

وهل افسد الدين الا الملوك .. واحبار سوء ورهبانها

فساد الحكام سببه فساد اهل الدين

وفساد الحكام سببه فساد العلماء، وفساد العلماء سببه الاخلاد الي الارض وحب المال والجاه، يقول ابو حامد الغزالي واصفًا حال علماء عصره، بعد ان ذكر من مواقف علماء السلف وتضحيتهم في سبيل الحق، وعدم اكتراثهم بباس السلاطين: "واما الان فقد قيدت الاطماع السن العلماء فسكتوا وان تكلموا لم تساعد اقوالهم احوالهم، فلم ينجحوا ولو صدقوا وقصدوا حق العلم لافلحوا، ففساد الرعايا بفساد الملوك، وفساد الملوك بفساد العلماء، وفساد العلماء باستيلاء حب المال والجاه، ومن استولي عليه حب الدنيا، فلم يقدر علي الحسبه علي الاراذل، فكيف علي الملوك والاكابر، والله المستعان علي كل حال". [احياء علوم الدين جـ 2/97].

ما سبق من النصوص والنقول يُبَيِّنُ بكل جلاء ان الوقوف لهذه الفئه من علماء السوء بالمرصاد لكشف باطلهم وتعريه ضلالهم وفضح مخططاتهم، ياتي في مقدمه اولويات العمل للاسلام والدفاع عنه والسعي في التمكين له، وما وقوف علماء الاسلام ضد علماء البدع والضلال والاهواء ومناظرتهم لهم وردهم عليهم، الا امثله للقيام بهذا الواجب، ومن المواقف المشهوره في هذا المقام مواقف الامام احمد ضد المعتزله، ومواقف ابن تيمية من الفرق الضاله، وموقف الشيخ الخضر حسين شيخ الازهر -رحمه الله- ضد مبادئ الاشتراكيه العلمانيه وطغاه مصر في عهده.

الرد علي علماء السوء عند بن لادن

ان الرد علي هذه الفئه من علماء السوء باب مستقل عن الرد علي اخطاء العلماء الحقيقيين، لان علماء السوء من جنس اعداء الدين، وليسوا داخلين في مسمي اهل العلم بالمعني الشرعي، الامرين بالمعروف والناهين عن المنكر، الذين لا يهابون في الحق سلطانًا جائرًا ولا حاكمًا كافرًا، وهذا التفريق بين الفئتين ضروري، قبل ان ندخل في فقره احكام وحدود طاعه واتباع وتعظيم العلماء في الاسلام وذلك حتي لا يحصل اللبس او الخلط.

ان اصحاب هذه المواقف والفتاوي ممن رضوا بان تتترس بهم الانظمه الظالمه، وتدافع بهم عن اوضاعها الفاسده، اصروا علي الوقوف معها في خندقٍ واحد، ليس لهم ولا لغيرهم ان يجدوا في انفسهم اذا اصابهم جزء مما يقتضيه الواجب الشرعي من تعريه باطل تلك الانظمه والعمل علي رفع ظلمها عن العباد. ولا ينفع هؤلاء ما قد يفترضه بعض الناس من ان الانظمه الحاكمه هي التي استغفلتهم ولبست عليهم، حتي تستصدر منهم تلك الفتاوي والمواقف، فان هذا الافتراض -لو صح- لا يُغَيِّرُ من الاثار الخطيره والمفاسد الكبيره المترتبه علي تلك الفتاوي والمواقف، ما يعني بقاء الحكم الشرعي بالعمل علي ازالتها، وغايه ما في الامر، ان يكون هؤلاء معذورين في اخطائهم عند الله، مع وجوب الانكار عليهم، وهذا علي افتراض حسن الظن بهم، وهو ما لا يُسَوَّغ في حق كثير ممن مردوا علي مواقفهم وفتاواهم تلك عن عمد وقصد بعد بيان الحق لهم، وقيام الحجه عليهم، واتضاح الدليل ضدهم، وحتي لو سلم انهم استغفلوا فهذا دليل علي فقدهم احد شروط الافتاء، وهو العلم بالواقع، واقدامهم علي الافتاء مع فقدهم هذا الشرط، لا يجوز شرعًا، ويجب انكاره عليهم.

ان مواقف هذه الفئه من العلماء وفتاواهم التي خذلوا بها الحق ونصروا الباطل، وخانوا امانه العلم وميراث النبوه، هي التي دفعت كثيرًا من اهل الحق الي سحب الثقه منهم، وقطع الامل فيهم، وكان ذلك من اهم اسباب سوء العلاقه بين كثير ممن يصنفون في خانه العلماء من جهه، وكثير من العاملين للاسلام من جهه اخري.

العلماء الحق امثال سفر الحوالي وسلمان العوده

والحقيقه اننا امام بعض المواقف الصادقه الشجاعه التي يجب ان نشيد بها في الحق التي وقفها نخبه من العلماء الذين نحسبهم صادقين ولا نزكّيهم علي الله، من امثال الشيخ سلمان العوده والشيخ سفر الحوالي، وغيرهم من العلماء العاملين داخل الجزيره وخارجها، تلك المواقف التي رفعت جبين الحق عاليًا وراس الاُمَّه شامخًا ومرّغت كبرياء الظلم، اثبتت ان علي صخره الحق وصلابه الايمان تتفتت كل وسائل الاغراء والاغواء، وتنهزم اله البطش وتنكسر حربه الطغيان والعدوان، فنسال الله ان يفرج كربهم ويفرغ علينا وعليهم صبرًا ويثبت اقدامنا واقدامهم.

{وَكَاَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا اَصَابَهُمْ في سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ اِلَّا اَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَاِسْرَافَنَا في اَمْرِنَا وَثَبِّتْ اَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَي الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَاتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْاخِرَهِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، {رَبَّنَا اَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ}.

فتاوي تكفير حكام المسلمين عند بن لادن

يعتمد بن لادن خلال مذكراته في تكفير حكام المسلمين، علي جمله من اقول العلماء، نقلها في مذكراته التي تحتاج الي توثيق واعاده قراءه، واهمها وفقا للمذكرات :

فتوي محمد ال الشيخ: القوانين الوضعيه كفر ناقل من المله

ويقول الشيخ محمد بن إبراهيم ال الشيخ -مفتي المملكه سابقًا- رحمه الله: "من الكفر الاكبر المستبين تنزيل القانون اللعين منزله ما نزل به الروح الامين علي قلب محمد صلي الله عليه وسلم، ليكون من المنذرين بلسان عربي مبين في الحكم به بين العالمين والرد اليه عند تنازع المتنازعين."

ويقول في رسالهٍ وجهها الي امير الرياض -في وقته- بشان القوانين الوضعيه التي يتحاكم اليها في الغرفه التجاريه بالرياض وبيان انها كفر ناقل عن المله: "واعتبار شيء من القوانين للحكم بها ولو في اقل القليل لا شكَّ انه عدم رضا بحكم الله ورسوله ونسبه حكم الله ورسوله الي النقص وعدم القيام بالكفايه في حل النزاع وايصال الحقوق الي اربابها وحكم القوانين الي الكمال وكفايه الناس في حل مشاكلهم، واعتقاد هذا كفرٌ ناقلٌ عن المِله، والامر كبير مهم وليس من الامور الاجتهاديه.. وتحكيم شرع الله وحده دون كل ما سواه شقيق عباده الله وحده دون ما سواه، اذ مضمون الشهادتين ان الله هو المعبود وحده دون كل ما سواه شقيق عباده الله وحده دون ما سواه، اذ مضمون الشهادتين ان الله هو المعبود وحده لا شريك له وان يكون رسوله هو المتبع المحكِّم ما جاء به فقط، ولا جردّت سيوف الجهاد الا من اجل ذلك والقيام به فعلًا وتركًا وتحكيمًا عند النزاع."

فتوي الشنقيطي: تحكيم النظام المخالف للشرع كفر

ويقول العلامه الشيخ محمد الامين الشنقيطي في [اضواء البيان]: "تحكيم النظام المخالف لتشريع خالق السموات والارض في انفس المجتمع واموالهم واعراضهم وانسابهم كفر بخالق السموات الارض وتمرد علي نظام السماء الذي وضعه مع خلق الخلائق كلها وهو اعلم بمصالحها –سبحانه وتعالي- ان يكون معه مشرع اخر علوًا كبيرًا {اَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَاْذَنْ بِهِ اللَّهُ} قل ارايتم ما انزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حرامًا وحلالًا، قل الله اذن لكم ام علي الله تفترون."

فتوي محمد حامد الفقي: محكم القوانين الوضعيه كافر مرتد

ويقول الشيخ محمد حامد الفقي -رحمه الله- في تعليقاته علي كتاب التوحيد، في شان مُحكِّم القوانين الوضعيه: "فهو بلا شك كافرٌ مرتدّ اذا اصرّ عليها ولم يرجع الي الحكم بما انزل الله، ولا ينفعه اي اسم تسمّي به ولا اي عمل من ظواهر اعمال الصلاه والصيام والحج ونحوها."

احمد شاكر: تحكيم القوانين اعراض عن حكم الله

ويقول الشيخ احمد محمد شاكر رحمه الله، في تحكيم القوانين الوضعيه: "فهذا الفعل اعراض عن حكم الله ورغبه عن دينه وايثار لاحكام الكفار علي حكم الله سبحانه، وهذا كفرٌ لا يشك احدٌ من اهل القبله علي اختلافهم في تكفير القائل به والداعي اليه."

هذه ادلهٌ من الوحي صحيحه، ونقولٌ عن العلماء صريحه في محل النزاع، تَقطعُ الخلاف وتُسكتُ الجدَل وتُخرِسُ المُكابره، ولولا مخافه التطويل لاسترسلنا في هذه الادله والنقول، فهذا الموضوع يُشَكِّلُ الموضوع الرئيسي في القران الكريم كله، ولكن نظن ان فيما ذكرنا كفايه لمن كان له قلب او القي السمع وهو شهيد.

هيئه تسويه المنازعات بين دول مجلس التعاون الخليجي هيئه كفريه

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل