المحتوى الرئيسى

بروفيسور أمريكي يكتب لبلومبرج: لماذا تتملق "الولايات المتحدة" "مصر" ؟ - جريدة البورصة

08/03 10:43

كتب نوح فيلدمان البروفيسور الامريكي في جامعة هارفرد العريقه مقالا لوكاله الانباء بلومبيرج يناقش فيه زياره وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للقاهره.

حمل المقال عنوان، لماذا وصل التملق الامريكي الي مصر حيث قال ان كيري سافر الي مصر لتجديد “الحوار الاستراتيجي” بين البلدين الذي انقطع منذ عام 2009 مشيرا الي ان تجديد هذا الحوار خطا بالنسبه لمصالح الأمن القومي الامريكي علي المدي الطويل.

وحرص الكاتب في بدايه عرضه لوجهه نظره علي التاكيد انها ليس لها علاقه بسجل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السيئ والاخذ في التدهور في مجال حقوق الإنسان وتلفيق ادانات لقاده جماعة الإخوان المسلمين واعضائها موضحا ان الخطا الذي يقصده لا يشير الي الرساله الماساويه بان الدعم الامريكي قصير الاجل من اجل الديمقراطيه المصريه مات تماما.

واستطرد فيلدمان قائلا:” ما يثير القلق حقا من تملق الولايات المتحده للسيسي هو انه يسلب اي نفوذ قد يكون للطرف الامريكي في مصر لتحقيق اهداف الامن الاقليمي، مثل انشاء ائتلاف سني مستقر لهزيمه تنظيم الدوله الاسلاميه”. واضاف، لماذا يجب ان يفعل السيسي اي شيء تطلبه الولايات المتحده اذا كانت الولايات المتحده نفسها مشغوله بادعاء ان العلاقات الثنائيه قويه.

واشار المحلل الامريكي الي المصالح الاستراتيجيه العميقه كبدايه لتحليل المشهد فبالنسبه لمصر فان لديها اهدافا واضحه من العلاقه مع الولايات المتحده مثل المساعدات العسكريه، التي تم تجديدها هذا العام من بين انياب قانون حظر المساعدات العسكريه الامريكيه للبلدان التي تقع في براثن انقلاب عسكري مضيفا ان الجيش المصرى الذي بزغ السيسي منه ، ليس فقط اقوي مؤسسه في المجتمع المصري وانما هو المؤسسه القويه الوحيده الباقيه، بعد هزيمته لجماعه الاخوان المسلمين. وقد تعززت تسهيلات وامتيازات الجيش الخاصه بمليار دولار اضافيه من في المعونات العسكريه السنويه الامريكيه.

ويقول فيلدمان: “وبخلاف وصول المساعدات لا تريد مصر ان تطلب الولايات المتحده منها شيئا فقد استمر السلام البارد بين مصر واسرائيل منذ توقيع اتفاقيه كامب ديفيد، عندما كان عمري 8 سنوات ومقابل تجنب القتال ضد اسرائيل لا يوجد اي ضغوط امريكيه او اغراء لمصر”.

وتابع:” في الواقع فان السيسي ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لديهما عدو مشترك هو جماعه الاخوان المسلمين وجزء منها حركه حماس” والامل الاساسي للسيسي هو ان الولايات المتحده سوف تتوقف عن اعطائه وقتا عصيبا حول اساليبه المستخدمه في قمع الاخوان. فكلما قل الحديث عن حقوق الانسان كان ذلك هو الافضل”.

واكد فيلدمان في مقاله ان ما تريد الولايات المتحده من مصر من الصعب بعض الشيء الهروب منه بمعني اكثر وضوحا يعتبر استعاده قدر من الاستقرار في الشرق الاوسط فورا في مصلحه الامن القومي الامريكي مشيرا الي ان فتره رئاسه جورج دبليو بوش كانت مخصصه للاخلإل آلاستقرار الذي كان بمثابه المصلحه الاقليميه الامريكيه التقليديه منذ الحرب البارده. وترغب الان الولايات المتحده بشده في اعاده العفريت الذي اطلقته الي القنينه.

كيف يمكن لمصر المساهمه في تحقيق هذا الهدف؟ ابسط طريقه، بطبيعه الحال هي تحقيق الاستقرار للنظام نفسه فيما يراهن السيسي علي ان الاعتقالات والمحاكمات الصوريه وتنفيذ بعض الاعدامات ستحقق هذا الهدف بيد ان هناك سبب للشك في ذلك صحيحا، ولكن في الوقت الراهن نفترض انه يعلم كيف يدير اعماله (القمعيه) . ولكن بيت القصيد هنا انه لا ينبغي ان تقدم الولايات المتحده اي تنازلات للسيسي من اجل تشجيعه علي جعل مصر مستقره – لان الاستقرار هو بالفعل في قلب اهتماماته.

ويري استاذ الجامعه الامريكي انه من المحتمل ان تاخذ مصر دورا قياديا في المساعده علي تحقيق الاستقرار في جارتها ليبيا، حيث يقدم فراغ السلطه فرصه جذابه للدوله الاسلاميه لكن السيسي في هذا الوقت يريد توجيه واضح لاداره المستنقع الليبي، لانه لا هو ولا اي شخص اخر لديه استعياب واضح لكيفيه فرض اللنظام هناك.

واضاف انه اذا كانت الولايات المتحده تريد من مصر ان تتخذ موقفا قد يصل الي ارسال قوات حفظ سلام الي ليبيا فانها بحاجه للنفوذ للقيام بذلك ورغم ذلك وبعد ان اظهرت الولايات المتحده انها تريد تمويل السيسي الان ، وانها حريصه علي اقامه علاقات اوثق معه فانها تفقد هذا النفوذ الذي كانت سوف تستخدمه للضغط علي مصر بشان ليبيا.

ابعد من ذلك، فان الولايات المتحده لديها مصلحه ملحه لامنها القومي في هزيمه الدوله الاسلاميه وسوف يتطلب الامر وجود قوات بريه عربيه سنيه – والسؤال هو من الذي سيقدم لها هذه القوات؟ فالسعوديون لن يرسلوا ابدا قوات من جيشهم لمحاربه الدوله الاسلاميه لكنهم قد يدفعوا فاتوره التكلفه اذا اصبحوا مقتنعين بان جماعه سنيه متشدده تشكل تهديدا لشرعيتهم الاسلاميه وفي هذه الحاله ستحتاج الرياض الي جنود من اماكن اخري للمحاربه نيابه عنها – وهذه القوات من المتصور ان تكون مصريه ولقد شهدت القمه العربيه الاخيره بالقاهره بالفعل مناقشه تشكيل قوه عسكريه سنيه مشتركه.

وبحسب فيلدمان فانه من المتوقع ان تشارك مصر في القتال ضد الدوله الاسلاميه فقط اذا كان لديها دافع خارجي قوي للقيام بذلك والمال في هذه الحاله لن يكون كافيا وقد يكون الدافع الحصول علي تقدير الولايات المتحده ودعمها والا فان هذه المشاركه لن تحدث وخلافا لذلك، فلن يكون واضحا ما الذي سيجنيه السيسي من المخاطره بالتعرض لانتقام الدوله الاسلاميه من مصر.

ولكي نكون منصفين، يمكن ان تقول اداره باراك اوباما ان التقرب للسيسي سيخلق الثقه المتبادله ويشجع علي التعاون في المستقبل ولكن لا تصدق هذا، فالسيسي يعرف جيدا ان اداره اوباما كانت ستعمل مع اي حكومه ناجحه من الاخوان المسلمين وان الامريكيين مستاءون من انتهاكاته شديده الوطاه لحقوق الانسان.

وعلي حد وصف المحلل الامريكي فان السيسي ليس الرجل الذي ينظر الي الصداقات العاطفيه او الولاءات حيث جاء الي السلطه كقائد للجيش بعد ان تخلصت جماعه الاخوان المسلمين من سلفه وقد اظهر بالفعل اثناء صعوده انه يحترم النفوذ وليس الولاء، وعلي الولايات المتحده ان تكون بخيله في تقديم الشرعيه له علي كل حال.

واختتم فيلدمان مقاله قائلا:”بعد فشل المثاليه الليبراليه، ليس هناك خلاف علي ان الولايات المتحده ستواصل الان سياسه واقعيه في الشرق الاوسط وهذا النوع من الواقعيه يتطلب حوافز ملموسه، وليس بناء العلاقات.

متحدث : الولايات المتحده لن تدافع في منتدي الامم المتحده لحقوق الانسان عن اسرائيل

السيسي يطلب من الولايات المتحده زياده مساعداتها العسكريه لمصر

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل