المحتوى الرئيسى

بين الحكومة التركية و"العمّال الكردستاني"... من يسعى لإحلال السلام في جنوب شرق تركيا

08/02 19:42

لم تغب خطه تنميه وتطوير ولايات جنوب وشرقي تركيا، عن بال حكومات حزب العدالة والتنمية في تركيا منذ العام 2002، بل كانت هذه الولايات في صلب اولويات التطوير في نواحي الحياه كافه، دون ان تميز هذه الحكومات بين الاعراق المختلفه التي تسكن جنوب شرق البلاد، وعلي راسها الاخوه الاكراد.

وقد توجت الحكومه التركيه السابقه، التي كان يراسها، رئيس الجمهورية الحالي لتركيا، رجب طيب اردوغان، هذه الخطط التنمويه باطلاق عمليه السلام الداخلي، منذ العام 2012، مع "حزب العمال الكردستاني pkk" الارهابي، الذي يحفل سجله بعمليات تخريبيه كبيره ضد المنشات الرسميه والمدنيه والحيويه وضد المدنيين والعسكريين في عده مناطق في جنوب وشرق تركيا، تحت ذرائع واهيه ومطالب غير منطقيه لا تلقي قبولاً من الاكراد انفسهم قبل غيرهم.

"حزب العمال الكردستانيpkk " الارهابي، ينتهج سياسه اقصائيه بين الاكراد عنونها "من ليس معنا فهو ضدنا"، وهو يعمد بين الفتره والاخري علي اختطاف اطفال اكراد ونقلهم الي الجبال في جنوب شرق تركيا او في شمال العراق، سعياً منه لضمهم الي صفوفه، وهذا ما ولد نقمه كبيره عند الاكراد ضده، تتجلي اليوم بتاييد كردي شعبي واسع للعمليات العسكريه التي اطلقتها انقره ضد هذا الحزب قبل حوالي الاسبوع.

لقد استغل هذا الحزب، عمليه السلام الداخلي، والتي امنت الكثير من الاستقرار والرفاهيه لولايات شرق وجنوب شرقي تركيا، استغلها لاعاده ترتيب بيته الداخلي والتمسك اكثر بمنهجه التخريبي.

هذا الاستغلال السلبي، وعدم ملاقاه يد الحكومه التركيه بيد اخري لاحلال السلام، تجلي باستمرار العمليات الارهابية والتخريبيه والاجراميه ضد تركيا، كل تركيا.

ويتساءل ابناء ولايات جنوب شرق تركيا، وعلي راسهم الاكراد "هل من يهدد باستهداف السدود وتدميرها، واستهداف المطارات والبني التحتيه وتهديد شركات المقاولات وغيرها كثير... يسعي لخير الاهالي ولرفاهيتهم وامنهم ومصالحهم ؟! ام هدفه التخريب فقط لاجل اجندات لا يعلم بها الا الله".

بين هذه الصوره القاتمه التي يرسمها هذا الحزب الارهابي لولايات جنوب شرق تركيا، وبين الصوره المشرقه التي ترسمها الحكومه التركيه التي انشات مناطق صناعيه جديده، في ولايات "ديار بكر" و"باتمان" و"ماردين" و"شانلي اورفا" و"ادي يمان"، لخدمه اهالي هذه الولايات وتعزيز الازدهار الاقتصادي وخفض معدلات البطاله... لا يمكن للعاقل الا ان يختار ما هو مشرق.

وتتوضح هذه الصوره المشرقه، عندما نعلم ان حجم الاستثمار في ولايات جنوب وجنوب شرق تركيا تضاعف بمعدل ضعفين ونصف الضعف، منذ انطلاق مسيره السلام الداخلي في العام 2012، حيث وصل العام الماضي الي اكثر من مليار و300 مليون دولار امريكي، مع بلوغ قيمه صادرات هذه الولايات الي حوالي 10 مليارات دولار امريكي.

مسيره التطوير هذه مازالت مستمره حتي اليوم، حيث ينتظر حوالي 500 مستثمر لتخصيص اماكن لهم في المناطق الصناعيه لانشاء وبناء المعامل والمصانع، ما يعود بالنفع علي مئات الاف العائلات، التي كان الاف من افرادها اضطروا قبل عمليه السلام الداخلي الي هجر قراهم بفعل العمليات العسكرية الارهابيه لـ"حزب العمال الكردستاني".

اما اليوم فقد عاد من هؤلاء الفارين حوالي 188 الف شخص، الي مدنهم وقراهم، التي وضعت لها الحكومه التركيه خططا خاصه لاعاده تاهيلها، خاصه وهي التي تضم مئات المعالم السياحيه المميزه، وخاصه في محافظه ماردين التي بلغ عدد السياح المقيمين فيها العام الماضي 4 ملايين، وعدد السياح الزائرين لها ليوم واحد مليون سائح.

ولو نعرض ما قام به عناصر هذا الحزب منذ اطلاق عمليه السلام الداخلي من قبل الحكومه التركيه، لتيقننا ودون ادني شك، ان هذه الفئه، التي لا تمثل الاخوه الاكراد، ترفض فكره السلام علي حساب سكان جنوب وجنوب شرق تركيا، من اتراك وعرب واكراد.

لقد قام "حزب العمال الكردستاني" الارهابي، عقب انتهاء الانتخابات البرلمانيه التركيه الاخيره في 7 حزيران الماضي بـ42 عملية ارهابية ذهب ضحيتها 6 جنود اتراك، و4 من عناصر الشرطه، اضافهً الي اصابه 8 جنود و24 شرطيًا.

ويستمر سجل الهجمات الارهابيه التي نفذها "حزب العمال الكردستاني pkk" الارهابي، فهو في شهر اب من العام 2014 اقدم علي قتل شرطيين تركيين في العقد الثالث من عمرهما في ولايتي وان وديار بكر.

وفي شهر تشرين الاول من العام نفسه، اقدم عناصر الحزب الارهابي علي نصب كمينين قتلوا في احدهما نائب مدير امن ولايه بينغول وامر شرطه، وقتلوا في الاخر ضابط صف، في ولايه ديار بكر.

وتستمر القائمه، ففي شهر نيسان من العام الجاري اقدم عناصر الحزب الارهابي علي قتل مختار قريه باغ غوزيه، واحد حراس القريه، في هجوم مسلح، بولايه سيرت، اضافه لاطلاقهم النار علي جنود في ولايه اغري، ما ادي الي اصابه 4 عسكريين بجروح.

وفي شهر ايار الماضي، اقدم الحزب الارهابي علي قتل احد حراس قريه ارجيش، بولايه وان، في هجوم مسلح.

اما شهر تموز الماضي فكان حافلاً بالهجمات الارهابيه التي شنها الحزب ضد اهالي عده ولايات، ففي احدي هجماته استشهد شرطي في ولايه سيرت، وفي هجوم اخر استشهد ضابط صف وجرح جنديان اخران، في ولايه ادي يمان.

وفي هجوم مسلح اخر علي احد المنازل السكنيه، استشهد عنصرا شرطه بقضاء جيلان بينار، في ولايه شانلي اورفا، كما استشهد شرطي مرور في ولايه ديار بكر.

وشهد الشهر نفسه ايضا هجوماً ارهابياً اخر بتفجير سياره مفخخه في ولايه ديار بكر، ما ادي الي استشهاد عسكريين اثنين واصابه 4 اخرين بجروح، وفي هجوم اخر اصيب 3 شرطيين بجروح جراء هجوم مسلح، في ولايه ماردين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل