المحتوى الرئيسى

"وادي الشعير" الفلسطيني: مدينة صغيرة ومهرجان كبير ينظمه متطوعون - BBC Arabic

08/02 02:34

هكذا بدات المهرجانات في التاريخ: اغنيات يرددها الفلاحون في المواسم لاشاعه اجواء الفرح وتخفيف وطاه الاعمال الزراعيه، ورقصات يؤدونها تاره من اجل كسر روتين العمل وحينا كنوع من الشعائر الدينيه الوثنيه لاستمطار السماء.

في الاراضي الفلسطينية استلهم المزارعون مؤخرا افكار الاجداد وصاروا يقيمون مهرجانات غناء ودبكه في المواسم، بهدف مختلف ولكنه علي صله بالفكره الاصليه، وهو مزاوجه المحاصيل وخيرات الارض بالغناء والرقص والمرح، بهدف مختلف هذه المره وهو ترويج المحاصيل الزراعيه.

هكذا نشات مهرجانات الفقوس في قريه دير بلوط والعنب في مدينة الخليل والجوافا في قلقيليه، والمشمش في جفنا، بعضها تصاحبه رقصات الدبكه والاغاني التراثيه، كما يقول حمدالله حمدالله المسؤول في وزاره الزراعه الفلسطينيه.

اما مهرجان وادي الشعير في بلده عنبتا فهو خير ممثل لنمط الحياه الفلسطينيه في الاراضي المحتله، حيث استولد غياب المؤسسات والدوله منذ احتلال اسرائيل للاراضي الفلسطينيه نمط العمل التطوعي.

غطي نشاط اللجان التطوعيه في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي مجالات واسعه، من التعليم وتنظيف الشوارع الي البناء والمسرح.

هكذا بدات فرقه "بلالين" المسرحيه مثلا، والتي اسسها المخرج فرانسوا ابو سالم، نشاطها في رام الله في سبعينيات القرن الماضي، حيث كانت تتكون من شبان وفتيات هواه يعملون في مجالات العمل التطوعي الاخري.

وهكذا بدات فرق الرقص الشعبي الفلسطيني (الدبكه)، ثم تطورت عنها فرق احترافيه في وقت لاحق.

وبعد توقيع اتفاقيه اوسلو وتاسيس السلطة الفلسطينية في الضفه الغربيه وقطاع غزه تشكلت الوزارات والمؤسسات الحكوميه، لكن المؤسسات غير الحكوميه بقيت تضطلع بمهام اساسيه، خاصه في المجالات الثقافيه.

وعلي الرغم من احتكار رام الله لمعظم النشاطات الثقافيه والعروض الفنيه، الا ان بعض المؤسسات الشبابيه في البلدات والقري تمكنت من اقامه مشاريع ثقافيه رائده.

احد هذه المشاريع مهرجان وادي الشعير الثقافي الذي ينظمه مركز واصل لتنميه الشباب في مدينه عنبتا شمالي الضفه الغربيه منذ عام 2011.

يقول محمد سلامه مدير المهرجان ان فريق متطوعي المركز اختار اسما تاريخيا للمهرجان يرتبط بالظاهر بيبرس رابع سلاطين الدوله المملوكيه ، سلطان مصر والشام الذي كان يستخدم المنطقه الممتده من غرب نابلس الي شرق طولكرم وما بينهما من قري لتخزين تموين الجيوش والخيول التابعه له، وسميت هذه المنطقه بـ " وادي الشعير ".

حمل المهرجان اسم "مهرجان وادي الشعير للثقافه والسياحه والفنون"، لان احد اهدافه ايضا تشجيع السياحه الداخليه الي جانب الحفاظ علي الاصيل من الموروث الثقافي الفلسطيني ، وابراز السمات والخصائص الحضاريه للثقافه الفلسطينيه وابداعات الشباب في شتي مجالات الفنون والاداب ، كما يقول سلامه

وقد اقيم المهرجان الاول في تموز من عام 2011 لمده اسبوع ، اشتمل علي معارض للتراث واعمال تطوعيه وورشات ادبيه وثلاث امسيات فنيه تشمل فقرات موسيقيه وغنائيه ودبكات شعبيه شاركت بها 15 فرقه من مختلف محافظات الضفه والقدس والداخل الفلسطيني.

ولاقي المهرجان نجاحا واقبالا ملفتا من الجمهور يدل علي تعطش ابناء المنطقه لمثل هذه الانشطه، خاصه بعد فتره الاختناق وتقييد حركه المواطنين علي مدي سنوات طويله خلت.

وكما في جميع المشاريع التطوعيه التي تقام في الاراضي الفلسطينيه من بناء المدارس الي المهرجانات، تكاتفت المؤسسات الرسميه مع راس المال المحلي وتبرعات المواطنين في الداخل والمغتربين لتمويل المشروع، كما تقول سمر صلاح الدين عضو مجلس اداره ومنسقه دائره الشباب والمتطوعين في المركز.

ابتدا المهرجان بميزانيه ابتدائيه تراوحت بين 40-50 الف دولار تم جمعها من المصادر المذكوره سابقا، واختصرت التكاليف الاداريه الي الحد الادني لان الفريق بكامله، والذي يبلغ 150 متطوعا، لا يتقاضي اجرا مقابل عمله.

لم يكن استقطاب الفرق الفنيه المحليه والعربيه للمشاركه في المهرجان عملا سهلا كما تقول لنا بكر مسؤوله النشاط الثقافي والفني في مجلس اداره مركز "واصل" ومسؤوله اللجنه الفنيه .

"في البدايه واجهتنا صعوبات باقناع بعض الفرق المحترفه بالمشاركه بهذا المهرجان لعدم ثقتهم بان هذه المؤسسه بمتطوعيها وخبرتها الحديثه ستكون قادره علي انجاز نشاط ضخم وكبير كمهرجان وادي الشعير . ومع نجاح المهرجان الاول من حيث التنظيم والنشاطات وتنوعها، ومن حيث الاقبال الكبير من الجمهور علي المشاركه بفعالياته ، حيث شاهد فعاليات المهرجان الاول علي مدار ايامه الثلاث حوالي 15 الف شخص، اصبحت الامور اكثر سهوله في الدورات التي تلت".

ولكن كيف يستطيع فريق من الهواه تنظيم كل هذه المهام، من الاتصال بالفرق الي ترتيب اقامتها، واستصدار تصاريح للفرق القادمه من خارج الضفه.

يقول سفيان بركات مدير فرع مركز واصل في عنبتا " بالنسبه لاستقبال واقامه الفرق المشاركه في المهرجان ، لم تواجهنا ايه مشكله فيما يتعلق بالفرق المشاركه من الضفه ومن الداخل الفلسطيني ، سوي اعاقه وصول احدي الفرق في المهرجان الثاني عام 2012 بسبب حاجز احتلالي علي مدخل محافظه طولكرم . اما فيما يتعلق بالفرق القادمه من الخارج فهي تحتاج لجهود كبيره ، اولا تقديم تصريح دخول لاعضائها قبيل المهرجان بشهر ونصف علي الاقل للجهات الاسرائيليه من خلال وزاره الشؤون المدنيه الفلسطينيه ".

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل