المحتوى الرئيسى

7 أيام .. “روشتة” ياسر أيوب لإحياء المجلات الأسبوعية

08/01 15:38

0 مشاركات شارك علي الفسيبوك شارك علي تويتر شارك علي جوجل

انس هلال – محمد عبد الرحمن

في عام 1989 مزقت رئيس القسم الدبلوماسي بالاهرام اول موضوع يكتبه الصحفي الناشئ في ذلك الوقت ياسر أيوب، في نهايه يوليو 2015 جلسنا نحن ممثلي موقع اعلام.اورج في مكتب ايوب بمجله 7 ايام حيث كان العدد 132 قد صدر تواً لنساله عن “روشته” اصدار مجله ناجحه في زمن تقمص فيه معظم الصحفيين شخصيه عبد المنعم مدبولى في فيلم “مولد يا دنيا” فلم تتوقف دموعهم علي زمن المطبوع الذي جبر، ليثبت لهم ياسر ايوب خلال العامين الماضيين ان لا نمط في صناعه الميديا ينتهي للابد، وان المعيار دائما هو المضمون.

فيما يلي محاوله لرصد اسباب نجاح 7 ايام وهي الاسباب التي لا يمكن فصلها عن ايام ايوب الاولي في المهنه التي من اجلها ترك الطب واعتزله للابد .

تفسير ما وصلت له المجله من نجاح حاليا يحتاج بالقطع للعوده مره اخري لنقطه البدايه، يقول ياسر ايوب، التجربه انطلقت حينما عرض علي الخبير الاعلاني محمد السعدي فكره اعاده احياء المفهوم الصحفي الحقيقي للمجله، قالها نصاً ” عايزين نرجع المجلات بتاعه زمان”، رايت في العرض فرصه لا تحتاج لتفكير طويل، وافقت في دقيقتين، وكان الاتفاق علي الفصل النهائي ما بين الاعلان والتحرير ولم يخل اي طرف بهذا الاتفاق الي الان، ولان الهدف كان اثبات قدره المجلات المطبوعه علي الصمود في سوق طغت عليه صحافه الـ on line كان القرار الاول عدم اطلاق موقع الكتروني للمجله، وقبل ذلك كسر المفهوم التقليدي للمطبوعه الاسبوعيه، فلسنا ملزمين بان نقسمها الي ابواب ثابته نملاها باي شئ كل اسبوع، وانما الموضوع والفكره والمصدر الذي نحاوره هو البطل، باختصار الاولويه كانت “للموضوع الحلو” والفكره المبتكره التي تستحق ان تُنشر، وهذا يجعل المهمه اصعب لكون اغلب الصحافه اليوميه تعتمد علي الخبر، بينما الصحافه الاسبوعيه تخضع لمعايير عمق المعالجه وافكار “بره الصندوق” حتي تحقق الاختلاف والتميز.

يقول لي صديق العمر ابراهيم عيسي دائما، انت رايح تحج والناس راجعين

يواصل ياسر ايوب.. تعمدت ان يكون هناك تنوع بالفئات العمريه ولكن فريق المجله الرئيسي اغلبه من الشباب بطاقاتهم وطموحاتهم، لاني اؤمن تمامًا ان الصحافه موهبه وان الموهوب الذي يملك الادوات الجيده ويسعي الي تنفيذ افكاره هو الذي يستحق الفرصه، والاهم انها ليست وظيفه بل هي مهنه اذا لم تكن تحبها فلن تتقدم فيها خطوه واحده، اكبر دليل علي ذلك هو ان 70% من العاملين في المجله هم من اتوا اليها او الي تحديدًا واعطيتهم الفرصه ليقدموا ما لديهم واثبتوا كفاءتهم الحقيقيه وهؤلاء هم من قامت علي ايديهم تجربه المجله ولهذا خرجت مختلفه، والاسماء الكثيره في “ترويسه” المجله – 31 صحفيا ومخرجا ومنفذا- اغلبهم لا ينتمي الي المؤسسات او المدارس الصحفيه التي كنت جزءًا منها بل تعمدت ان يكون هناك كثير من الاسماء المتنوعه في الموهبه والافكار واعطاء الفرصه للشباب، لان الاستعانه بمن تربوا في مدارس اخري تعني انهم سيفرضون ما تربوا عليه علي المطبوعه الوليده، لا يعني ما سبق مقاطعه المخضرمين نهائيا، بعضهم يعمل معنا والبعض اعتذر لانه استنكر بشده ان تكون سكرتيره التحرير ما زالت طالبه في “تانيه جامعه ” ( يقصد الزميله ميرنا الهلباوي) ورفض المشاركه في التجربه!

الصحفي لا يمكن ان يكون موظفا يتم تقييمه بكشوف الحضور والانصراف

فريق عمل مجله 7 ايام – تصوير شريف عبد ربه

للاسف اغلب الصحف المصرية تقع في فخ المحليه الشديده او بمعني اخر تنظر فقط تحت اقدامها، ولا يوجد هناك “شباك مفتوح” علي العالم والاطلاله علي ما يحدث في الخارج، ومن البدايه كنا مؤمنين بضروره الانفتاح علي العالم من خلال مجموعه من الحوارات مع نماذج مؤثره من الخارج، فكنا اول مَن اجرينا حوارًا مع مهاتير محمد مؤسس النهضه الماليزيه وقدمناه بطريقه مختلفه، واجرينا حورًا ايضًا مع رئيس تحرير مجله “نيوزويك” وهي من اكبر المجلات في العالم والذي اعادها بعد توقف ثلاث سنوات، وابرزنا الحوار بتصدره لغلاف المجله، وحينما ارسلنا له المجله فرح كالاطفال وقال ان هذه اول مره توضع صورته غلافًا في مجله وذلك رغم انه رئيس تحرير واحده من اشهر مجلات العالم، وتعددت الحوارات التي يتسابق عليها اغلب المحررين ، وغيرنا في المفاهيم الثابته عن غلاف المجله من انه يجب ان يكون صوره لفنان او لفتاه جميله وهذا نرفضه تمامًا، نحن نختار ما نري انه يهم الناس ويقدم لهم ما لا توفره المطبوعات الاخري

اعترف، نخالف القاعده الصحفيه المعمول بها عالميا بان لا يكتب رئيس التحرير بنفسه، لكننا نعوض ذلك بان كل الاسماء علي الورق “سواسيه” لا فرق بيني وبين اصغر محرر.

ياسر ايوب خلال اجراء الحوار – تصوير شريف عبد ربه

عن التنوع الكبير في صفحات الراي بالمجله يقول ايوب، كُتاب المجله من ايدلوجيات فكريه مختلفه واحيانًا كل منهم علي النقيض تمامًا من الاخر، فقبل ذلك كان يكتب لنا منتصر الزيات، وحاليًا نادر بكار وفاطمه ناعوت ومحمود الكردوسي والجميع يعرض وجهه نظره في مساحه الراي الخاصه به والتنوع هو اهم سمات التغطيه الحياديه، وسمعت بنفسي اتهامات ان المجله تتبع الفريق احمد شفيق، ورجل الاعمال احمد عز، وبعدها ان المجله تمول من احمد ابو هشيمه، ولكن كل هذه الاتهامات تسقط وتتهاوي في الاسبوع التالي مع العدد الجديد، والمجله لا تتبع اي احد بل تؤمن جدًا بالليبراليه الصحفيه وعرض جميع وجهات النظر، والانتقاد لا يعني هجومًا وحربًا مفتوحه ولا مانع من ان انتقد مسؤول واشيد به في العدد التالي في موقف ايجابي قام به وهذا موجود وطبيعي في الصحافه البريطانيه علي سبيل المثال.

انتظر اجراء حوار مع الرئيس السيسي، واتطلع لحوار مع احمد شفيق ومستعد للذهاب للسجن والجلوس – كصحفي- مع المرشد

ياسر ايوب يتحدث لاعلام.اورج – تصوير شريف عبد ربه

هل يمكن ان تعود المجلات المصريه القديمه للصداره مجددا، وماذا تحتاج، الروشته التاليه من عياده د.ياسر ايوب، كتب يقول، للاسف ان تقدم مجله وتضع فيها مواد خبريه كما يحدث في اغلب المجلات، فانت تكتب شهاده فشلك من البدايه، المجلات المصريه ما زالت تدار بعقليه 30 سنه مضت، وانا كنت من الشباب الذين جاء بهم الاستاذ ابراهيم حجازي لبدايه تجربه الاهرام الرياضي، فهل من الممكن ان تُكرر الان نفس ادوات التجربه التي مضي عليها عشرات السنين؟، يجب التشبع بروح العصر والنظره الي العالم، مجلات مثل “نيوزويك” و”التايمز” جددت اليات النشر، فمثلًا الصفحه الاولي لـ “نيويورك تايمز” اصبح اغلبها كتابات راي، لدينا عقليه في المجلات بان القارئ سيقرا في اي حال فلا تجد اهتمام بجوده الورق ولا في الصور والموضوعات، ومن غير الممكن ابدًا ان تظل في دائره السيسي افتتح، الرئيس سافر، والتكثيف في هذه النوعيه من الاخبار باعتبارها مواد ثابته في المجله، لهذا ايضًا لا تجد في 7 ايام المساحات الممتلئه بالخواطر والقصص القصيره، او القصص التي تُنشر علي حلقات، فاليه العصر تغيرت ولن تجد هناك القارئ الذي ينتظر كل اسبوع ليتابع ما حدث في تفاصيل القصه او الروايه، كل هذه السلبيات حاولنا مراعاتها ويجب علي المجلات بشكل عام ان تطور في محتواها قبل ان يفوت الاوان تماما وساعتها قد لا يجد المالك سوي التدخل جراحيا ويستئصل اصل الورم الصحفي.

سعر المجله اقل بكثير من تكلفتها، الاتفاق من البدايه ان لا نربح مؤقتا من التوزيع، حتي تجد المجله طريقها لاوسع قاعده ممكنه من القراء

وسط كل النجاحات التي حققتها 7 ايام، هل لازال يحلم د.ياسر ايوب برئاسه تحرير الاهرام الرياضي، يرد بسرعه، رفضت التقديم حينما كانت الفرصه سانحه لرئاسه تحرير “الاهرام الرياضي”، ولم افكر في ان اترك تجربه او حلم “7 ايام”، وطوال مشواري لم اهتم ابدًا بالتعريفات والمناصب، واثناء استضافتي في برامج تلفزيونيه كنت اكتفي فقط بتعريف الصحفي او الكاتب الصحفي، والصحفي الحقيقي لا يجب ان تعنيه المناصب ولا يسعي لها قدر ما يهتم بان يقدم تجربه تستحق، والطبيب الشاطر هو الذي يؤدي عمله بنجاح والاهم لديه هو الاخلاص والايمان برساله مهنته لا ان يفكر ان يكون مديرًا للمستشفي وهكذا الامر تمامًا بالنسبه للصحفي، ولم ياخذني تفكير طويل في مساله رئاسه تحرير “الاهرام الرياضي” فهو بيتي اولًا واخيرًا ولكن لم اجد الرغبه في ترك التجربه التي شعرت فيها بالاختلاف وبالروح التي لمستها من كل المتواجدين فيها، ورغبتي في الاستمرار فيها تفوق اي رغبه او طموح اخر، كما ان الزميل خالد توحيد يبذل مجهود كبير وواضح كي تحافظ الاهرام الرياضي علي مكانتها المرموقه في شارع الصحافه الرياضيه العربيه.

الصحافه لا تتجزا، الوسائل هي فقط التي تختلف، لا فرق بين المطبوع والمسموع والمرئي والـ online

ياسر ايوب يتوسط الزميلين محمد عبد الرحمن وانس هلال

اليوم الاول للوصول الي 7 ايام

لان البدايات مهمه جدا، طلبنا من د.ياسر ايوب خريج كليه الطب جامعه الزقازيق عام 1986 العوده للوراء، وتحديدا الي اليوم الاول له كصحفي، كيف بدا واين كان، يقول رئيس تحرير مجله 7 ايام ان البدايه كانت بواسطه حصل عليها بعد عامين من التخرج وذهب بها الي الصحفي الكبير عماد الدين اديب في مجله كل الناس عام 1988، استقبله اديب كما ينبغي واعطاه الفرصه للكتابه والتثقيف الصحفي والفني عن طريق اساتذه كبار في ذلك الوقت مثل صلاح حافظ وسامي السلاموني ( لم تكن هناك اي بوادر للعمل في الصحافه الرياضيه حينها) ، ومن كل الناس وجد الطريق الي الاهرام، حيث التقي الكاتب الكبير ابراهيم نافع رئيس تحرير الاهرام في ذلك الوقت وطلب منه الالتحاق بالجريده وارسله نافع الي مدير تحريرها سامي متولي الذي بدوره حوله الي رئيس القسم الدبلوماسي انجي رشدي حيث اول واهم درس صحفي في حياته، كلفته رشدي بتغطيه مؤتمر عن الحوار العربي السوفيتي عام 1989، ثلاث ايام من الحضور والمتابعه والكتابه والتدقيق، تفاصيل كل شئ كتبها علي عدد كبير من الاوراق، استلمتها رشدي ومزقتها علي الفور ووضعتها في سله المهملات، الدرس كان صادما وملهما في الوقت نفسه، قالت له رشدي “هذا اول درس في الصحافه ان موضوعك قابل للتعديل والحذف والرفض والالقاء في سله المهملات”، يكمل ايوب “لم انزعج كثيرا بل واصلت التحدي، موضوع تلو الاخر حتي وجدت الطريق لصفحات الاهرام” تزامن ذلك مع حاجه الاستاذ ابراهيم حجازي لصحفي قادر علي الترجمه من اجل الاعداد الاولي للاهرام الرياضي، لم يكن تخصص ايوب لكنه خاض التجربه حتي عام 1994 طلب من الاستاذ ابراهيم نافع العوده من جديد للاهرام اليومي والقسم السياسي، لكن نافع رفض وقال له انه اكثر تاثيرا عند جمهور الرياضه الكبير، كما ان القسم الدبلوماسي لم تشكو منه سفاره اسرائيل ولا مره بينما وصلت للاهرام 4 شكاوي اسرائيليه مما يكتبه ايوب في الاهرام الرياضي، ليحترف الصحافه الرياضيه ثم يقتطع منها فقره ليست بالطويله لاطلاق جريده “الجيل” قبل ان يعود للاهرام الرياضي مجددا ويغادرها فقط من اجل 7 ايام .

كان من الممكن ان تطول كتابه “الروشته” اكثر من ذلك، “صبر ايوب” الذي يتمتع به د.ياسر كان يسمح، لكن الوقت قد حان للبدء في تنفيذ العدد 133 لنعتبر ما فات جزءا اول تليه لاحقا اجزاءا اخري.

اطلاق موقع 7 ايام الشهر المقبل

متهم لمذيع الحياه: مبحبكش وشكلك رخم

سفاحو الاطفال.. قتلوا “الدُره”.. ذبحوا “ايمان”.. وحرقوا “الرضيع”

ننشر السبب الحقيقي لوقف “قهوه” احمد يونس  

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل