المحتوى الرئيسى

طلاب "التنسيق اليدوى" يستعيدون الذكريات: " أيام جميلة"

08/01 13:16

خيام منصوبه في ساحات الحرم الجامعي، يجلس فيها موظفون علي مكاتب حديديه و«كراسي» خشبيه، ومع دقات السابعه صباحاً، تتحول بوابات الجامعه الي ممرات ذهاب وعوده لمئات الطلاب الذين يخطون خطواتهم الاولي من الثانوية العامة الي مجتمع الجامعه، يجتمعون تحت الخيام لدفع رسوم «ملف التنسيق».

كان هذا هو المشهد داخل مكاتب التنسيق بالجامعات قبل 9 اعوام، وقبل ان تستحدث وزارة التعليم العالي «التنسيق الالكتروني»، فتتحول الخيام الي معامل الكترونيه، ويصبح المظروف الاصفر، الذي يحوي بداخله حافظه مستندات تكتب بخط اليد، و«استيكرات» رغبات تلصق داخل كراسه، صفحه الكترونيه يشير الطالب فيها الي رغبته بمؤشر الكتروني، ويحدّدها بضغطه زر.

«التنسيق ايامنا كان كله مشاوير»، يقولها محمد مسعود، محاسب باحدي شركات الادويه، الذي يرجع بذاكرته الي طابور علي شباك موظف مكتب التنسيق بجامعه طنطا قبل 9 اعوام: «طلاب الثانويه دلوقتي في راحه، احنا كنا بنقضيها مشاوير فعلاً، انا من كفر الشيخ، وكنت وقتها اسافر اشتري ملف الرغبات من المقر الرئيسي بجامعه طنطا، لان جامعة كفر الشيخ وقتها كانت فرعاً تابعاً لـ(طنطا)، وكنا ندفع 40 جنيهاً سعر الملف وقتها، ناهيك عن الزحمه والطوابير».

وعلي الرغم مما يتذكره «مسعود» من عناء، الا انه يصفها ضاحكاً بـ«ايام زمن التلمذه الجميل، كنا دايماً اصحاب من مدرسه واحده، نسافر مع بعض، ونجيب ورقنا، ونسحب ملفاتنا سوا، حتي ساعه ملء الرغبات كنا بنقصقص استيكرات الكليه مع بعض في بيت حد مننا».

مشاوير «مسعود» لم تكن تقتصر فقط علي مكتب التنسيق، فقد كانت هناك هيئات اخري يضيع فيها كثير من الوقت والمجهود «وقتها كانوا طالبين شهادات ميلاد حديثه (كمبيوتر)، لان شهاداتنا كانت مستخرجات رسميه بخط اليد، فكان يوم طويل في زحمه السجل المدني، بعدها يوم تاني في سحب الملف من المدرسه واللي فيه بيان الدرجات، غير يوم متعب جداً في الطوابير علي شبابيك مكتب التنسيق في الجامعه، يوم زحمه جداً، بيفكرني بيوم الكشف الطبي في مكتب التجنيد».

اما الدكتور عمر السيد، طبيب اسنان، فكانت له ذكريات اخري من «زمن التنسيق الورقي»، فهو يحكي عن يوم ملء استماره الرغبات بالكليات قبل 9 اعوام وقت التحاقه بالجامعه وكانه اليوم: «كان البيت كله يقعد يتجمع، اخواتك وقرايبك، وانت بتملا الاستماره، وكانه يوم فرحك، قعدت كتبت كل الكليات في ورقه انا ووالدي ووالدتي، وبدات اقطع ملصقات الرغبات مع اخواتي، وفضلنا حوالي 4 ساعات قص ولزق، ولكن كان بيبقي يوم جميل فيه لمه عيله».

ويضيف الدكتور «عمر» ان «التكنولوجيا الحديثه ريّحت الطلاب كتير دلوقتي، فالتنسيق دلوقتي ماياخدش ساعه زمن، واصبح مريحاً جداً، الا انها رغم تقنياتها الحديثه، وتوفيرها للوقت والجهد جعلتنا نفقد اجواءً اجتماعيه جميله كنا نعيشها في تلك الايام الجميله قبل دخول عالم الدراسه الجامعيه».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل