المحتوى الرئيسى

تولين دمر حياتها إسرائيلي بعملية دهس

08/01 12:02

تستجمع الطفله الفلسطينيه تولين عصفور (6 اعوام) كل قواها كي تستطيع المشي لمسافه قصيره او التحدث ببعض كلمات تسعفها بالوصول لما تريد، واكثر كلامها يُفهم بالاشاره في غالب الاحيان او ببعض مصطلحات خاصه بها باتوا يدركونها.

وتعرضت تولين وصديقتها ايناس دار خليل لعمليه دهس نفذها مستوطن اسرائيلي قبل تسعه اشهر بالقرب من منزليهما في بلده سنجل شمال الضفه الغربيه، فاستشهدت ايناس وظلت تولين تصارع وحدها الام الحياه بامراض اقلها ارتجاج دماغي وشلل ببعض وظائفه واعاقه بقدميها.

تروي وعد عصفور (ام امير) والده تولين لحظه الموت التي عاشتها طفلتها عندما اقدم المستوطن نهايه اكتوبر/تشرين الاول الماضي علي دهس طفلتها وتقول انها وبينما كانت ووالده ايناس تنتظران بالجانب الاخر من الشارع الرئيس (رام الله-نابلس) الطفلتين لمحت سياره قادمه بسرعه فاوعزت اليها بالتوقف لتقطع الطفلتان الشارع كالعاده دون ان تعرف انه مستوطن، لكنه لم يستجب واصاب الطفلتين بمقتل، فاستشهدت ايناس وبقيت تولين "شهيده مع وقف التنفيذ".

وتضيف الام المكلومه ان المستوطن فرّ من المكان، وقالت انها ووالده ايناس كان خيارهما صعبا بين ملاحقه المستوطن ولملمه طفلتيهما من بين ثنايا الطريق خشيه ضربه اخري.

كانت تولين "ملاكا" اما الان فلا ندري اهي مع الاحياء ام مع الاموات، تقول ام امير، بعد ان اصيبت بشلل دماغي افقدها السيطره علي تصرفاتها واقعدها عن المشي الا بمساعده اجهزه طبيه في قدميها، اما النطق والحاله النفسيه لتولين فهي شق اخر من المعاناه، تضيف الوالده.

ولم تقف تلك المعاناه عند الاصابه والعلاج المكثف والشامل الذي تخضع له تولين داخل احد المراكز الطبيه بمدينه القدس، بل شكّل العلاج غيابا قسريا للوالده عن المنزل وزياده الاوضاع سوءا، وفق قول عمر عصفور والد تولين، ولا سيما ان لديه اطفالا اخرين بحاجه لرعايه والدتهم.

لكن الادهي من ذلك كله -يضيف عصفور للجزيره نت- هو تهديدات شركه التامين الاسرائيليه بوقف العلاج لتماثل ابنته للشفاء، واكد انها اتهامات باطله ولا صحه لها، واتهم المؤسسه الاسرائيليه بعدم توفير احتياجات العلاج كامله، حيث تحتاج زوجته شهريا لنحو الف دولار ثمنا لتكاليف مرافقتها وتنقلاتها لمدينه القدس.

وقانونيا -يتابع الوالد- المحكمه والاستماع لروايه والده تولين بعد ان جزّات القضيه واستمعت لعائله ايناس لوحدها، وحمّل عصفور المستوطن والاحتلال المسؤوليه الكامله "لان وجوده غير شرعي اصلا".

وببراءه الطفوله اقتادتنا تولين لغرفتها داخل المنزل حيث كانت تلعب وايناس وترسمان لوحات فنيه علي الجدران -لم تزل تحتفظ بها- لتقف لدقائق شارده الذهن كلما استذكرت ايناس او لامست شيئا من اثرها.

وتقول تولين "ايناس فوق في الجنه" ثم تشير بيدها للسماء دون ان تفارقها كلمات روضه ومستوطن وسياره.

واوجعت تلك الكلمات الحاجه الستينيه حسنيه محمود (ام عيسي) جده الشهيده ايناس وجعلتها تستذكر الدقائق الاخيره قبيل استشهاد حفيدتها حين قدمت اليها واحتضنتها مودعه اياها بعد ان اخذت مصروفها اليومي وبعض حاجياتها والعابها الخاصه.

وتضيف ام عيسي ان احدا من العائله لم ينس ايناس وخفه ظلها حين كانت تملا المنزل فرحا وتعلو ضحكاتها بين زواياه.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل