المحتوى الرئيسى

كانت لنا حياة طبيعية

08/01 01:50

تقترب الكاميرا من الوجوه وتبتعد. تُسجِّل تعابير الوجه والعينين وازقه المخيم، وصحون الاكل، والملابس الزهريه للاولاد. تقول الفتاه «بتمني ادرس واخلص دراستي ونرجع علي الضيعه ونروح علي الشام عند خالي». وتلفت المراه الي انَّها «مشيت مع التيار» وينقطع الاتصال.

يتجمَّع الاطفال حول شاشه التلفزيون، ويتحدث الشاب عن طموحه «الهدف واضح، ساحقق احلامي» ويمشي. تتجوَّل الكاميرا في البقاع اللبناني، تسرق صوراً ومشاهد، واصواتاً عاديه، واحاديث يوميَّه لنازحين سوريين هربوا من الحرب، وجاؤوا الي لبنان كي يتابعوا حياتهم، ويومياتهم، يتحدثون، ويفكّرون، ويضحكون، ويتالمون، ويوثّقون لحظاتهم في مقتطفات فيديو.

تنقل الكاميرا صوت الكتابه بالقلم علي الورقه. تقف الفتاه علي الشرفه وتدير لنا ظهرها، وتتحدث عن زواجها المبكر واحلامها الصغيره في ان ترتدي الفستان الابيض، وفي ان تحتفل بها العائله، وتضمّ اولادها الثلاثه وتغمز «نسيت انّو اصلاً انا موجوده». نزح محمد الخالد من حمص الي لبنان، كانت حياته طبيعيه ويرتاد اولاده المدرسه. جاءت الحرب، ونسفت هذه الحياه، غير انَّ «الامل بالله موجود».

ترك الشاب الجامعه في سوريا، وبدات رحله النزوح الي انْ استقرّ في لبنان. ساعد الاولاد في التعليم. يرقص الاولاد علي مقاعد صغيره، لا تمرّ الحياه جنب الاطفال بل يصنعونها. غير ان الشاب اراد ان يتابع دراسته، فحصل علي منحه في كندا، ومشي في طريقه نحو الحلم.

تخبر الشابه انها تتواصل مع اصدقائها بواسطه وسائل الاتصال الحديثه، بينما يجد احدهم انَّ التكنولوجيا اثرت علي العلاقات الاجتماعيه والثقافيه. تصوّر الكاميرا لوائح اسماء النازحين وارقامهم، والكتابات الاعلانيه علي الخيم «بين تشرين وتشرين عيد ثانٍ. مع كل هديه، هديه مجانيه». ينهمك الافراد في تحضير الاَرُز لمناسبه العرس، ويتبادل المهنئون التمنيات «انشالله بيوم عرسك». تسجل الكاميرا مقابلات مع صحافيين في شان تلوّث نهر الليطاني « كان النهر نظيفاً في الماضي، يسبح فيه المتنزهون، بينما يسجِّل اليوم تلوثاً وضرراً بيئياً».

يخترق الصوره صوت عود، او اغنيه عربيه، او صمت متقطّع. تتعانق الفتاتان في سهل البقاع ويتوقف شريط الفيديو. تصدح اغاني الراب في المدينه، تمرّ الكاميرا امام اغراض البيت وتجهيزات المطبخ. يشتري احدهم من الدكان المشروبات الغازيه، وتردف الفتاه انها «انبسطت انو مرق ناس هيك بحياتي، وبتمني انّو كل الشعب العربي يكون مع بعض».

شارك ثلاثون شابهً وشابا، تتراوح اعمارهم بين الثمانيه عشره والخمس والعشرين عاماً، في ورشه تدريبه في شان تصوير الفيديو لمده ثلاثه اشهر. نظّم الورشه «جمعيه مهرجان الصوره - ذاكره» بالتعاون مع مشروع «بناء السلام» في لبنان التابع لـ «برنامج الامم المتحده الانمائي». اقيمت الورشه في بلده المنصوره البقاعيه، وتوجهت الي شباب لبنانيين ونازحين سوريين.

يشير مدير الجمعيه المصوّر رمزي حيدر الي انَّ المشاركين اختاروا الموضوع الذي يرغبون في معالجته، والذي يعبّر عن حياتهم اليوميه، ومشاريعهم، وافراحهم واحزانهم.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل