خمسون عاماً على انطلاقها.. «مهرجانات الأرز» لبنانية صرفة

«عقرب الكون يدور والارض عم بتدور، سنين تركض، والدني تعدّ السنين»، قالها الممثل انطوان كرباج في استعراض «احلام الارز» (انتاج روميو لحود وموسيقي وليد غلمية) منذ نصف قرنٍ في مهرجانات الارز. دارت عقارب الكون وركضت السنين، توقّف المهرجان عام 1971 مع مسرحيّه «العواصف» من بطوله الشحروره صباح، واليوم يعود ببرنامجٍ فنيّ يمتدّ علي اربع ليالٍ يحييها نجوم لبنانيون.

استضاف المهرجان منذ انطلاقته عام 1963 مع «منوّعات» غنائيه لوديع الصافي، اعمالاً ساهمت في صناعه ذاكره فنيه لبنانيّه، من بينها مسرحيتان للاخوين رحباني بصوت فيروز: «بيّاع الخواتم» (1964) و «هاله والملك» (1967).

تنطلق «مهرجانات الارز الدوليه» الليله بحفلٍ يحييه الفنان وائل كفوري، الفنانه اليسا والمؤلف الموسيقي ميشال فاضل الذي سيقدم تحيه لكبار فنّاني لبنان عبر ميدلي موسيقيّه بمشاركه الكوريغراف سامي الحاج وفرقته. كما يتولّي المخرج باسم كريستو تصوير الافتتاحيه لتبثّ بشكل مباشر علي قناه «ام تي في» في الساعه الثامنه والنصف.

المنسقه الاعلاميه لمهرجانات الارز الدوليه السيده مني سكّر تقول في حديث الي «السفير» انّ «القرار في اعاده احياء المهرجان اتخذ منذ ثلاثه اشهر فقط والعمل كان دؤوباً لانجاز كل التحضيرات قبل الموعد المحدد، كي تاتي العوده في الذكري الخمسين لانطلاق المهرجانات وفي الاول من اب كتحيّه للجيش اللبناني في عيده خاصه في ظلّ الاوضاع الاستثنائيه التي تعيشها البلاد».

تؤكّد سكّر انّ خيار تقديم مجموعه من الفنانين في ليله واحده من شانه ان يميّز المهرجان لان «مستوي النجوم رفيع». وعن تفاوت العروض الفنيّه في المهرجان بين الامس واليوم تقول: «معظم الكبار رحلوا وتركوا ارثاً، لكنّ الزمن القديم لن يعود، لذلك اخترنا نجوماً محبوبين من الجمهور، ولماذا لا نعطيهم الفرصه لتكون الانطلاقه معهم؟»

يقدّم المهرجان في امسيته الثانيه غداً، حفلاً غنائياً بعنوان «مشوار» مع الفنانه عبير نعمه والاب خليل رحمه برفقه جوقه جامعه سيده اللويزه، يتضمن قطعاً لزكي ناصيف ومارسيل خليفه والحصّه الكبري تبقي لكلمات جبران خليل جبران، اضافه الي تحيّه موسيقيّه ارمنيّه في الذكري المئويه للمجازر. بطاقات هذه الامسيه التي تعدّ الاقرب الي «لغه الروح» التي اتخذها المهرجان شعاراً، هي الاقل سعراً. فاغلي بطاقه في هذا الحفل اقلّ كلفهً من ارخص بطاقه في اي امسيه اخري. تبرّر السيده مني سكّر هذا التفاوت بانّ «رئيسه لجنه مهرجانات الارز الدوليه النائبه ستريدا جعجع اصرّت علي ان تكون الاسعار رمزيّه لتتيح مشاركه اكبر عدد ممكن من ابناء المنطقه في هذا الحفل تحديداً».

الامسيه الثالثه للمهرجان في السابع من اب، تقدّم عرضاً لفرقه «ما في متلو» الكوميديّه التي تضمّ الممثلين: رولا شاميه، عباس شاهين، عادل كرم ونعيم حلاوي. اضافه الي فرقه الراب «من الاخر» المكوّنه من الشابين الطرابلسيين عيسي النعماني وايهاب نحيلي. تاتي هذه الامسيه «لترضي جميع الاذواق خاصه الشباب ولاضفاء ضحكه علي المهرجان لان ثقافتنا ثقافه حياه ونحبّ الضحك» بحسب السيده مني سكّر.

يختتم المهرجان في الثامن من اب مع الفنانه نجوي كرم والنجم جوزيف عطيّه بمشاركه «فرقه دير الاحمر التراثيه» للدبكه.

يخلو «المهرجان الدولي» من الضيوف الاجانب، وتعليقاً علي هذه النقطه تفيد السيده سكّر: «قررنا ان تكون العوده لبنانيه صرفه، ونتطلّع بالتاكيد الي استضافه فنانين اجانب، لكن ابتداءً من السنه المقبله نتوقع ان يكون المهرجان فريداً من نوعه، فالارز يستاهل منا هذه اللفته، ومنطقتنا التي بقيت محرومه لسنين تستاهل ايضاً ان تكون علي الخارطه السياحيه والثقافيه للبنان».