"الفلاحين" يحذر من تلاعب "البترول" بالسماد لحساب "الكهرباء"

حذر الاتحاد العام للفلاحين المصريين من استمرار مسلسل التلاعب بصناعه الاسمده الازوتيه في مصر، من قِبل وزاره البترول، بمبرر نقص الغاز وجعل الاولويه في ضخه لمحطات إنتاج الكهرباء، ما يؤدي الي توقف الكثير من المصانع، واهمها مصنع شركه الدلتا الحكومي، ومصانع شركه ابو قير، اللتين توردان نحو ٥٠٪ من الاحتياجات السماديه السنويه لوزارة الزراعة بالسعر المدعم.

وقال محمد فرج رئيس الاتحاد، في بيان اليوم الخميس ان صناعه الاسمده الازوتيه في مصر، لا تستهلك سوي ١٠٪ فقط من كميه الغاز التي يحتاجها توليد الكهرباء في مصر، مفيدا ان الاضرار بصناعه الاسمده لصالح توليد الكهرباء، يضرب الاقتصاد المصري القائم علي الزراعه في مقتل، حيث لم تتسلم وزاره الزراعه حتي الان، سوي ٥٥ ٪ فقط من الحصه المقرره للموسم الصيفي الذي ينتهي بعد شهرين.

واشار فرج الي ان زراعات القصب في الصعيد تتعرض حاليا لمخاطر شديده بسبب النقص الحاد في توريد الاسمده من المصانع، حيث لافتا الي توقف اربع مصانع خاصه تماما منذ نحو ثلاثه اشهر، كما توقفت مصانع الشركتين الكبيرتين "ابو قير والدلتا"، قبل ثلاثه ايام، ما يعني مزيدا من النقص في الاسمده الازوتيه، التي تحتاج وزاره الزراعه منها ٣٤٠ الف طن شهريا للوفاء بالاحتياجات السماديه للزراعه المصريه.

من جهتها، قالت شاهنده مقلد امين عام اتحاد الفلاحين، ومسئول ملف الفلاحين في المجلس القومي لحقوق الانسان، ان الاضرار بصناعه السماد الازوتي في مصر، يجهض خطه الرئيس عبد الفتاح السيسي للنهوض بالزراعه، مؤكده انه لا يمكنه النجاح في اضافه ٤ ملايين فدان للرقعه الزراعيه المصريه، مع اهمال صناعه السماد في مصر.

واشارت شاهنده الي ان المعلومات المتوافره من قطاع الخدمات والمتابعه في وزاره الزراعه، تؤكد ان مصانع ابو قير والدلتا، هي التي كانت تعمل بشكل متقطع وبنسبه اداء لا تزيد علي ٨٠٪، ما جعل الوزاره تقبل بتوريد ١٩٠ الف طن سماد ازوتي فقط، في ظل توقف مصانع القطاع الخاص الثلاثه "موبكو، حلوان، والاسكندريه"، وتشغيل مصنع النصر الحكومي بالسويس بطاقه انتاجيه لم تزد علي ٥٠٪.

ونددت شاهنده بسياسه عدم الشفافيه التي تنتهجها الحكومة المصرية فيما يخص الاعلان عن اسباب عجز الغاز، علي الرغم من توقف الضخ الي اسرائيل رسميا منذ اكثر من عامين، وعدم انتظام ضخه الي الاردن بسبب التفجيرات الارهابيه المتلاحقه لخط العريش.

وكانت شركه "الدلتا للاسمده" قد اعلنت في وقت سابق ان توقف ضخ الغاز عن مصانعها يكبدها خسائر ماليه مباشره تبلغ نحو ٤ ملايين جنيه يوميا، اضافه الي خسائر فنيه في المعدات، وفواقد الغازات الناتجه عن اعاده التشغيل بعد التوقف.

وقالت مصادر مطلعه في الشركه القابضه للغازات البتروليه، ان عطلا مفاجئا طرا علي بئري "البرلس" و"بدر الدين" في الصحراء الغربيه، كان وراء توقف ضخ الغاز الي معظم مصانع الاسمده، حيث تفيد تعليمات الحكومه باولويه ضخ الغاز لمحطات توليد الكهرباء.