المحتوى الرئيسى

«مهرجانات بعلبك الدولية».. تحية شاهقة إلى مدينة الشمس

07/30 11:22

يعود «عميد» المهرجانات اللبنانيه ليفتح لنا ابوابه، (مساء غد الجمعه)، علي الفن والموسيقي، مره اخري هذا العام. لمهرجانات بعلبك الدوليه ـ التي تحتفل في شهر شباط المقبل (2016) بذكري تاسيسها الستين ـ اكثر من حضور في الذاكره، لنقل انها تشكل جزءا من تاريخ البلد الثقافي الذي كان يحلم بدوره الكبير قبل ان تاتي الحرب وتاخذ معها كل شيء.

ستون سنه، شهدت الكثير من التقلبات، مثلما شهدت الكثير من التوقفات عن تقديم ما كانت تطمح اليه «اول مهرجانات الشرق الأوسط العريقه»، اذ بالتاكيد كان لغيابه عن الساحه لمده 22 سنه، (من 1975 الي 1997)، الاثر البارز في ذلك، ناهيك عن قيام مهرجانات اخري في العديد من المناطق اللبنانيه التي لفتت اليها الانظار والحضور. بالتاكيد لا انحو الي القول ان المهرجان «فقد» حضوره، بل علي العكس من ذلك، اذ تقدم هذه المهرجانات مجتمعه، واحه فنيه كبيره، تتكامل مع بعضها البعض.

بعد عودته في تسعينيات القرن الماضي، رممت مهرجانات بعلبك الكثير مما انقطع بينها وبين جمهورها وحضورها، وحاولت ان تستعيد دورها، عبر سلسله مهمه من النشاطات. من هنا ـ اعتقد ـ انه من الصعب الحكم علي برنامج هذه السنه من النظره الاولي قبل ان نشاهد فعلا ما سيُقدَّم.

بعض المهرجانات الاخري، نجد في ريبرتوارها الكثير من الاسماء التي تحاكي «الذاكره اللبنانيه»، اذ تفرد بعض لياليها لاسماء مالوفه (وبعيدا عن اي تقييم فني لها). من وجهه النظر هذه، تبدو مهرجانات بعلبك، هذه السنه، كانها لا تقدم سوي مياده الحناوي (في 21 اب المقبل)، بمعني انه الاسم الذي يلفت اكثر انظار الشريحه الكبري من الجمهور اللبناني، وبعيدا عن حفل الافتتاح. اقصد لو قرانا مثلا عنوان هذا الحفل الافتتاحي لوجدنا «الك يا بعلبك»، الذي لا يقدم للوهله الاولي سوي تفسير وحيد: ليله فنيه لبنانيه مهداه الي المدينه التي احتضنت المهرجانات والتي جعلتها واحده من منارات المهرجانات في الشرق وربما في العالم. لكن لو بحثنا اكثر لوجدنا ان هذا العرض يضم الكثير من الاسماء اللبنانيه ـ الفنيه والثقافيه ـ التي تشكل جزءا اساسيا من جوانب الحياه الثقافيه عندنا.

لنعد الي بدايه هذا العمل، «الك يا بعلبك»، اذ تري اللجنه (في بيانها حول هذا العمل)، انها رغبت «مع منظِّم هذه التظاهره الاولي من نوعها، المخرج نبيل الاظن، في ان تكون الامسيه تحت شعار التضامن والتعدديه والانفتاح، ايماناً منهما بانّ الابداع هو حجر زاويه في تاسيس وارساء الحضارات الانسانيه»، من هنا تمّ الاتصال «بعدد من الكتّاب والموسيقيين والفنانين اللبنانيين الذين يرفعون عالياً اسم لبنان في العالم، بالاضافه الي مبدعين لبنانيين تجمعهم بالقلعه اواصر صداقه قديمه، وطُلبَ منهم ان ينجزوا شهادات ادبيه وفنيه مقتضبه تكون بمثابه تحيّه الي بعلبك وما يرمز اليه هذا الصرح الاثريّ، بل وما يمثّله علي المستوي الثقافي».

ازاء ذلك ياتي هذا الاحتفال علي «شكل العيد، وستتداخل الاغاني والموسيقي والنصوص واللغات وتعابير الجسد والصوره في بَوتقه واحده، وفق صيغه مبتكَرَه ومتنوّعه وُضعَت خصيصاً لاحياء هذا الحدث، وفي اطار ساحر يُنَوِّر سماءَ القلعه وتتردّد اصداؤه في ارجائها ليعكس صوره الابداع الفني في اشكاله المختلفه. وستكون نهايه الاحتفال، كبدايته، ايذاناً باللحظه القصوي لقوس قزح بالف لون ولون».

في اي حال ليس علينا سوي انتظار المشاهده، لنري هذا «العيد» الذي سياتي باللغه العربيه والفرنسيه مع ترجمه مباشره، وهو من اعداد واخراج: نبيل الاظن، وعزف (الاوركسترا الفيلارمونيه اللبنانيه بقياده المايسترو هاروت فازليان). النصوص: لكل من ادونيس، غدي الرحباني، طلال حيدر، صلاح ستيتيه، ايتيل عدنان، عيسي مخلوف، وجدي معوض. الموسيقي: عبد الرحمن الباشا، بشاره الخوري، غدي الرحباني، ناجي حكيم، مرسيل خليفه، ابراهيم معلوف، زاد ملتقي، غبريال يارد. الاداء: فاديا طنب الحاج (غناء ونصوص)، رفيق علي احمد (تمثيل ونصوص)، بالاشتراك مع: مرسيل خليفه (غناء)، ابراهيم معلوف (ترومبيت)، سيمون غريشي (بيانو)، كارولين حاتم (رقص ونصوص)، فرقه دبكه «المجد» البعلبكيه، باشراف خالد نبوش، نسيم بتو (رقص بهلواني).

كان من المفترض ان تكون الليله الثانيه في المهرجان (9 اب) للفنانه المغربيه هندي زهره، التي سبقت وصولها الينا، بيانات مندده من «حمله مقاطعه داعمي اسرائيل»، بيد ان الفنانه اعلنت عن الغاء حفلتها المقرره «لاسباب شخصيه»، ليصبح بذلك الفنان الكاميروني الاصل ريشار بونا هو من سيقدم الليله الثانيه (16 اب).

علي عادتها كل سنه، تفسح مهرجانات بعلبك في المجال لموسيقي الجاز، من هنا، حملت كل المهرجانات السابقه «ليله جازيه»، ليله هذا العام هي لبونا مثلما اشرنا الذي يعد اليوم احد اكبر «الباسيست» في جيله. عمل الي جانب الكثير من مشاهير الجاز مثل جو زاوينول، ولاري كورييل، ومايكل وراندي بريكير، ومايك ستيرن، وجورج بنسون، وبرانفورد مارساليس، وشاكا خان، وبوبي ماكفيرين، وستيف غادّ، ما جعله اليوم «اسطوره حيّه في عالم الموسيقي والجاز». اصدر لغايه الان 8 البومات عرفت شهره واسعه.

يكفي ان تردد لحن «انا بعشقك» او «الحب اللي كان»، لتعرف ان صاحبه الصوت ليست سوي مياده الحنّاوي، التي يقف خلفها جمهور واسع، ردد اغانيها، بل حفظها غيبا طيله سنوات، وربما ما ساعد في ذلك انها عملت مع كبار الملحنين كرياض السنباطي وبليغ حمدي. في اي حال، هناك من يميل الي اعتبارها واحده من «ديفات» العالم العربي، ومع ذلك فهي تشارك للمره الاولي في مهرجان لبناني.

وكتنويع موسيقي اخر، نجد في مهرجانات هذا العام حيزا لموسيقي «الديسكو فانك» (29 اب)، التي تقدمها فرقه The Earth Wind & Fire Experience feat. Al Mckay and the All Stars

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل